زينوا حياتكم بذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

 زينوا حياتكم بذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

قال تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد 28
الله سبحانه وتعالى يخبر في هذه الآية أن المؤمنين الصادقين يتأثرون بذكر الله ويستولي على مشاعرهم ووجدانهم وتطمئن قلوبهم، وتلين نفوسهم به ويشعر بالسعادة والراحة والإطمئنان إن حقيقة السعادة هي أن تكون مع الله ومتعلقا بذكر الله .
ألم يأمرنا الله في كتابه بأن نكثر من ذكره قال تعالى في سورة الاحزاب :( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما).
إذا يا أحبابي المؤمن دائم الذكر لله لانه يعلم أن بذكر الله تكون حياته وبالغفلة عن كر الله يكون موته.
فقد روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت ) أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الاحياء الذين يعمرون أوقاتهم بذكره وأن لا يجعلنا من الغافلين عن ذكره، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرنا ان الذين لايذكرون الله في مجالسهم يتحسرون يوم القيامة ويكون ذلك المجلس عليهم حسرة وندامة.
فقد روى أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( ما من قوم يقومون من مجلسهم لايذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان حسرة عليهم يوم القيامة ) أسأل الله أن لا نكون مثل هؤلاء.
علينا يا أحبابي أن نكثر من ذكر الله لاسيما ونحن لسنا ممن نكثرمن قيام الليل وصيام النهار ولنأخذ بنصيحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرجل الذي سأله في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه أن رجلا قال يارسول الله إن شرائع الاسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لايزال لسانك رطبا من ذكر الله ) .
وفي حديث آخر رواه الطبراني والبزاز عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وجبن عن العدو أن يجاهده، فليكثر ذكر الله) .
لو أننا يا أحبابي جعلنا لأنفسنا وردا نحافظ عليه يوميا في الصباح المساء مائة مرة من قول لا إله إلا الله ومائة مرة من قول أستغفر الله ومائة مرة من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو داومنا عليها لن نتركها لما نجده من راحة وانشراح وأجر وثواب ويكفينا شرفا وفخرا أن الله أعاننا ووفقنا لذكرع ولم يجعلنا من الغافلين.
قال الشاعر
فنسيان ذكر الله موت قلوبهم ** وأجسامهم قبل القبور قبور
وأرواحهم في وحشة من جسومهم ** وليس لهم حتى النشور نشور
سئل بعض علماء السلف قيل له نحن نذكر الله تعالى ولانجد في قلوبنا حلاوة، فقال : إحمدوا الله تعالى على أن زيّن جارحة من جوارحكم بطاعته .
وكان ذوالنون المصري رحمه تعالى يقول من ذكر الله على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء، وحفظ الله تعالى عليه كل شيء، وكان له عوضا عن كل شيء.
اللهم اشغل السنتنا بذكرك، وبالصلاة على نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم اشرح بالصلاة عليه صدورنا، ويسر أمورنا، وفرج بها همومنا، واكشف بها غمومنا، واغفر بها ذنوبنا، واقض بها ديوننا، وبلغ بها آمالنا وتقبل بها توبتنا، واغسل بها حوبتنا، وانصر بها حجتنا،وطهر بها ألسنتنا، وآنس بها وحشتنا، وارحم بها غربتنا، واجعلها نورا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، وفي حياتناوموتنا، وفي قبورنا وحشرنا ونشرنا، وظلا في القيامة على رؤوسنا، وثقل بها يارب موازيننا وحسناتنا ، وأدم بركاتها علينا حتى نلقى نبينا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ونحن آمنون مطمئنون فرحون مستبشرون، ولاتفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله وتؤوينا، إلى جواره الكريم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسام والحمد لله رب العالمين. 

الشيخ أنور الصبيحي