حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
بات جلياً وواضحاً للصغار قبل الكبار المدى الذي وصلت إليه المخدرات من إنتشار وتأثير في مجتمعنا من خلال التعاطي لها من قبل الشباب في البداية كهدف رئيسي من قبل من سلطة صنعاء منذ فجر الوحدة المشؤومة مروراً بالرجال ثم النساء وإنتهاءً بالأطفال والفتيات .. كل ذلك في ظل صمت مجتمعي وسلبية عجيبة وغير مسبوقة حيال ظاهرة خطيرة على أمن وسلامة المجتمع بكل شرائحه وأطيافه .
ولكن تبقى سنة الله في الحياة انه لا يخلق الظلام إلا ومن جوفه يبعث النور فمثل ما في سماء الليل الحالك السواد يبزغ القمر بنوره فقد تجلى من وسط الظلام المنتشر في مجتمعنا ووطننا الجنوب الذي خلفه ظهور المخدرات كظاهرة غريبة علينا الهدف منها تدمير كل ماهو جميل وإيجابي فينا من قبل عدو قبيح ويريد أن يعمم قبحه وظلامه في كل مكان وهو لايرحم ولن يرحم أو يستثني احد من ذلك كله وأكثر .
ومن عدن ظهر ونشأ وتأسس مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات ومن ساحات النضال للشعب الجنوبي وحراكه السلمي منذ مايقارب الخمس سنوات بنشاط وهمة تحمل مسؤولية توعية مجتمعه بذلك الخطر المحدق ولازال يعمل بكل أعضاءه وناشطيه ومناصريه من الشباب والأطفال والداعمين له من المخلصين والخيرين من أبناء الجنوب .
وبرغم الجهود الحثيثة التي يقوم بها الأخوة من ضباط وأفراد في إدارات الأمن وأجهزة مكافحة المخدرات في كافة المحافظات الجنوبية وضبط العديد من المروجين وتحريز كميات كبيرة من مادة الحشيش والحبوب المخدرة إلا أن درجة الوعي المجمتعي حول ظاهرة المخدرات وأخطارها وخصوصاً تلك الأنواع منها والتي يعتبرها العامة بأنها عادية ولا تسبب ذلك القدر من الأثر على كافة نواحي الحياة الصحية والإجتماعية والإقتصادية وحتى على العلاقات الأسرية .
ومن تلك الأنواع آفات القات والشمة والتمبل والتي من خلالها ونتيجة للتساهل بأخطارها وصل المتعاطون لها إلى حالة من التشبع والإحتياج لما هو أكبر أثر منها ولأن تاجر المخدرات هو العدو المتربص فهو مستعد ولديه العدة كاملة لتلبية حاجة السوق بكل جديد من أنواع المخدرات ووجد خير مساعد له في ذلك وكالات الأدوية سيئة السمعة وأصحاب الصيدليات وعديمي الضمائر الخائنين لمهنة ملائكة الرحمة وأغلبها الوكالات المملوكة لتجار يمنيين أو من بعض الجنوبيين الخونة المتخاذلين لأجل حفنة من المال يدمرون شعبهم وخصوصا شريحة الشباب بتجارة السموم تلك .
لكن رغم ذلك الكم من الشر والفساد المنتشر يظل السؤال الموجه من قبلنا دائما إلى الأسر , إلى الآباء والأمهات :
أين أنتم فالمخدرات تحصد أبنائكم ؟.
لاننتظر من حكومة وشرعية عدوة تعمدت الفشل في كل نواحي الحياة أن تحقق النجاح في موضوع محاربة المخدرات وهي بإنتشارها تكسب وتساعدها الحال التي وصلت إليها البلاد من تدهور وإنحلال لكل القيم والأخلاق بين المواطنين وإنتشار الفسدا في كل مفاصل الدولة بل وحتى على مستوى حياة الأسرة على التمدد أكثر والبقاء جاثمة على صدر الشعب الجنوبي تمتص دمه وتنهب ثرواته.
لذلك فالدور الحاضر والقوي والعظيم في هذا الوقت إن كان لازال لدينا وقت لننقذ مايمكن إنقاذه فهو يقع على كاهل الأسرة والآباء والأمهات تحديداً لحماية أطفالهم وبناتهم من شرور المخدرات بكل أنواعها وأشكالها عادية كانت أو غيرها فليس في عالم المخدرات نوعاً عادياً فالكل خطير وهي مجرد خطوات في سلم تنازلي إسمه سلم المخدرات ونهايته هاوية سحيقة من الهوان والدمار والضياع .
فهل سنجدكم معنا في خطوط الدفاع عنهم ؟ أم سيظل حالكم الصمت كما هو عليه؟ .