لم تكن هذه الحملة هي الأولى ولن تكون الأخيرة لمركز عدن للتوعية من خطر المخدرات لكنها المميزة منذ الإعداد لها وبدعم ورعاية اللواء شلال شائع مدير امن العاصمة عدن حفظه الله ..
بل ومن قبل ذلك حيث قمنا بحملة مجتمعية أولى من مايو – أكتوبر 2016 لنشر الملصقات التوعوية في أغلب شوارع مديريات العاصمة عدن وعلى سيارات المواطنين رافقها توزيع الكتيبات التوعوية عليهم ..
كما إتجهنا إلى المكلا في حضرموت في يناير 2017 على أمل المشاركة في العمل لحملة مجتمعية هناك ولكن حالت بعض الظروف عن مشاركتنا إلا أن الحملة لم تتوقف لذلك .. ثم نفذنا في مارس 2017 حملة مجتمعية في مرافق الدولة مستهدفين الآباء والأمهات في أماكن عملهم قدمنا خلالها المحاضرات وعروض أفلام توعوية مع توزيع الملصقات والكتيبات ..
ولم يكن كل ذلك كافياً بالنسبة لنا لأننا نعلم ما نريد . نريد استهداف الجميع في إيصال رسالتنا التوعوية ليعوا بخطورة ما يروج بينهم وبين أبنائهم وبناتهم من آفات خطيرة ستفتك بحياتهم وتقضي على مستقبلهم ..
فبدأنا الإعداد للحملة المجتمعية الشاملة عدن (3) ولكن بشكل مختلف وجديد حين أضفنا هدفاً جديداً وهو إيجاد البدائل عن تعاطي المخدرات خصوصاً عند الشباب وهو ما تجلى منذ إنطلاقنا في 21 سبتمبر 2017 خلال فعاليات الحملة وما أعلنا عنه قبلها من فتح المجال للمشاركات الفنية والرياضية وكافة المواهب والإبداعات والمهارات لدى الشباب لإظهارها وتوفير الإمكانيات والمجال لهم ليعبروا عنها أمام المجتمع ومن على مسرح حملة مركز عدن وبالفعل حضرت الفرق التي شاركتنا منذ أول يوم في فعاليات حملتنا من ساحة البنوك في كريتر وأستمرت حتى آخر يوم وآخر فعالية يوم 11نوفمبر تتنافس فيما بينها من يقدم الأفضل والأجمل وكانوا جميعا في منتهى الجمال ..
ذلك الجمال ليس فقط فيما قدموه من مواهب مختلفة وابداعات ولكن في إقتناعهم يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع أن عملهم الفني والرياضي أصبح عملاً توعوياً لأصدقائهم وجمهورهم من الشباب من خطر المخدرات كما بدأ أغلبيتهم بتطبيق النصائح التوعوية على نفسه والبعض الآخر سيأتي يوماً ما ويلحق بنا ..
ونحن في مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات كانت لنا رؤية جديدة من خلال هذه الفعاليات وهي أن نلفت نظر عناية هذا المجتمع بكل فئاته وشرائحه من أولياء أمور ومعلمين وجهات إختصاص إلى الإهتمام بهذه المواهب التي شاركتنا وكذلك بكل المواهب والمهارات والإبداعات الشبابية وعند الأطفال والتلاميذ في المدارس وضرورة إيجاد جهة تحتويهم وتتبنى مواهبهم وتعمل على رعايتها ودعمها لتتطور وتستطيع المشاركة بهذه المواهب والأعمال الفنية والرياضية والعلمية وغيرها في مشاركات ومسابقات سواء محلية أو خارجية وما أكثر البرامج والمسابقات العربية والعالمية التي تهتم بأمثالها من المواهب في الفنون والرياضة , حتى نبعدهم عن شرور طريق التعاطي للآفات المخدرة .
ومن بين أبنائنا من يمتلكون مواهب معجزة فيها لكن حظهم العاثر جعلهم مدفونين أو يمارسون مواهبهم في الظل .. إما في الشوارع والحواري مثلما رأيتهم خلال رحلتي اليومية وأنا أتابعهم وأرى ما يمتلكونه من مهارات أو أمام أصدقائهم وأقرانهم على شاطئ البحر هنا وهناك ..
هم مجموعات صغيرة من الشباب الصغار دون العشرين أو أكثر قليلاً يشكلون من بعضهم فرقاً تقدم عدة فنون شبابية منها التمثيل والرقص وغناء الراب ورقص البريك دانس ورياضة الأكروبات والجمباز والإلقاء والشعر وكثير من المواهب ربما لم تتح لها الفرصة لتقدم نفسها خلال هذه الحملة ..
فرقة أماسي عدن للفنون – وفرقة أصيلين للفنون – فرقة كريزي للجمباز – إكس ياسر لغناء الراب – فرقة فنش دا تايم لرقص البريك داني .
كنت ألتقي بهم كل يوم جمعة وبعض أيام السبت في مديرية في الحديقة المخصصة لها يأتون إلينا هرعاً يتسابقون مسرعين غير متكاسلين فرحين مستبشرين غير متشائمين .. ونحن بدورنا لهم مستقبلين نبادلهم الفرح والترحيب فاتحين لهم قلوبنا قبل المساحة التي خصصت لنا من قبل مدراء عموم المديريات والوسائل التي توفرت لنا وسخرناها لهم .
وعلى مدى شهرين كاملين وفي 12 حديقة وساحة عامة قدموا كل ما لديهم من إبداع .. وختاماً كان لزاماً علينا وما قررناه في خطة عمل الحملة وبموجب ما توفر لنا من إمكانية أن يكون حفل الختام في أفخم قاعة وكان يوم السبت 18 نوفمبر 2017 ليقدموا خلاصة إبداعهم في وقت الفقرة المحدد لكل فرقة ..
ولشباب وزهرات وبراعم المركز كان مخصصاً بعض الوقت ليقدموا فقرات فنية غنائية تدربوا عليها طوال فترة الحملة رسموا بأصواتهم وملامحهم البريئة وألوان ملابسهم صورة جميلة تعبر عن السعادة والفرح بهذا النجاح الذي اشترك فيه كل فرد شارك في الحملة المجتمعية الشاملة عدن (3) وما كان ينقصنا إلا غياب قائدنا والداعم الرسمي لهذه الحملة اللواء الركن شلال شائع مدير أمن العاصمة عدن عن الحضور والمشاركة والمباركة .
وكان ذلك الحفل بحضور شخصيات من أمن العاصمة عدن وعلى رأسهم الأخ/ العميد ابوبكر جبر نائب مدير الأمن والأخ / العميد فضل صائل مدير إدارة مكافحة المخدرات واولياء الأمور والشباب وبعض الشخصيات الإجتماعية في عدن نحن بدورنا نتقدم بجزل الشكر لهم على تلبيتهم دعوتنا ..
وقد أبدوا إعجابهم بكل الفقرات التي قدمت في الحفل فقرة فقرة حتى أنهم لم يغادروا القاعة إلا بعد إنتهاء فقرته الأخيرة ويعتبر ذلك محل فخر وتشريف لنا وللشباب والأطفال المشاركين معنا .
سعاد علوي .
مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات .
20نوفمبر 2017 م.