يالخواجة يوم ما رفعنا رؤوسنا قلت عنا منبطحين والله شيء حزين , ويوم حصلنا قيادة حكيمة وبينا عايشين , قلت علينا مرتزقة ومأجورين , وإيش باتقول عن زعمائنا وقادتنا المغتربين , واحد منهم ماسك بقضيتنا من الشمال والثاني يجرها من اليمين , ومن قصر لقصر ومن فندق لفندق ومن عاصمة لعاصمة بقضيتنا متاجرين , وإيش نقول عليكم نحن ياصحاب الجوازات اللعينة دي غيرتكم والملايين , يالخواجة تميم قال لك تحرضنا ونرجع بعدها متمردين , الإنتقالي يمثلنا وعلى تراب الوطن نعيش ونموت معاه راضين .
البعض يريد الزج بالمجلس الإنتقالي وشعب الجنوب في مغامرة خاسرة ولا طائل منها غير فض التحالف الذي بيننا وبين السعودية والإمارات ونصبح وبعد قرار متهور عبارة عن متمردين ومعسكراتنا وقواتنا مليشيات إرهابية وهدف مشروع للقضاء عليها .
لم نكن نحلم بإدارة قسم للشرطة في جنوب اليمن وبكوادر جنوبية من بعد هزيمتنا في حرب صيف 94م , فجل القادة كانوا من المناطق الشمالية إلا من بعض الجنوبيين التابعين , أصبحنا مجرد رعية للحاكم الشمالي , سرحت القوات والضباط والكوادر المؤهلة في جميع المجالات , وقسم كبير منهم لازم منزله وأمتهن مهنة لا تليق بمؤهله ولا بقدراته ولكن هكذا أراد السيد الشمالي المنتصر , أغلقت أبواب المعسكرات والكليات العسكرية بوجوه الشباب الجنوبيين إلا ممن رضى عنهم السيد الشمالي وأقسموا على ولائهم له فقط .
أتت هذه الحرب للدفاع عن السعودية أولا وبدعم وتحالف إماراتي وعربي وبمباركة دولية وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها , ولكن بالمقابل نحن أول المستفيدين من هذه الحرب كجنوبيين قبل التحالف وشمال اليمن , نحن أول من قطف ثمار عاصفة الحزم , نحن من تحررت أرضنا التي يأسنا من تحريرها بفضل من الله ثم المقاومة الوطنية الشريفة وبقيادة السعودية وبدعم لا محدود من دولة الإمارات .
ماذا تريدون من الإمارات والسعودية فهدفهم واضح وهو أنهم مع أمن وإستقرار ووحدة الاراضي اليمنية وإعادة الشرعية والقضاء على التهديد الإيراني المتمثل بحركة أنصار الحوثي , لم يأتوا لدعم إنفصالنا فهذا الأمر نقرره نحن فقط وهو شأن داخلي جنوبي , ماتصنعه الإمارات للجنوبيين هو دعمنا وتهيئتنا لما بعد التسوية السياسية لنصبح رقم صعب وقوة لا يستهان بها وبعد ذلك نفرض شروطنا بقوة السلاح وبعزم الرجال , لسنا بحاجة لإعلان تلك الدول رسميا وقوفها معنا من أجل الإنفصال أو فك الإرتباط, فالواقع على الأرض يجيب عن كل تلك التساؤلات بهذا الشأن .
الإمارات من وقفت معنا في حرب صيف 94م ضد غزوا عفاش وقواته علينا , وحتى جرحانا في حرب 94م نقلوا للإمارات في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه من مطار عدن الدولي إلى أبوظبي حينذاك , كان الشيخ زايد من أشد المعارضين للوحدة اليمنية بسبب تلك الطريقة المأساوية التي أفضت إليها , والتأريخ والسياسيين يشهدون على ذلك , ما تصنعه الإمارات معنا اليوم هو تنفيذا لوصية الشيخ زايد طيب الله ثراه والسير على خطاه , نحن نضجنا فكريا وسياسيا ولن نحمل أشقائنا أكثر من طاقتهم , ولن نفرط بتحالفنا معهم إذ لا خيار آخر أمامنا .
صرنا نمتلك قوات عسكرية مدربة تدريب عالي المستوى وتخوض معارك في شتى جبهات القتال وأحرزت إنتصارات كبيرة , دعونا نبني جيشنا الوطني الجنوبي الحر , لازلنا في منتصف الطريق ونحتاج لمساعدة أشقائنا الإماراتيين لنكمله بأمان تام .
من يريد أن يحتلك لن يبني جيش وطني لك , ولن يجعلك تخوض المعارك وتتمرس على فنون وأساليب القتال والخطط العسكرية , ولن يمدك بالسلاح المعدات والرواتب وغيرها ليشتد عودك , كان سيقول هي من مهام الحكومة الشرعية بعد إنتهاء الحرب وليس من مهامي , من يريد أن يحتلك سيصنع مثلما صنع عفاش بنا لا تجنيد للشباب ولا فتح معسكرات ولا حتى دورات لاستخدام السلاح الخفيف أو صيانته حتى .
سترحل جيوش السعودية و السودان والإمارات عاجلا أم آجلا عن الأراضي اليمنية وستبقى إنجازاتهم العظيمة في عدن و حضرموت وشبوة وبقية المناطق , هناك من لا يريدنا أن نتحرر ونعتمد على أنفسنا مستقبلا لكي نظل لقمة سائغة تؤكل بأي وقت , هناك من يريد أن يعيدنا لعهد التشردم والانقسام والمغامرات غير المحسوبة النتائج والعواقب , هناك من يريد تثبيت نظرية عفاش بأن الجنوبيين غير جديرين بالسلطة أو القيادة وغير مؤتمنين على الجنوب وشعبهم .
من يريد أن ترحل الإمارات اليوم لايريد بنا خيرآ قط , نحن لا نتملك قوت يومنا وحكومتنا الشرعية سرقت رواتبنا ونهبت ثمن نفطنا , ولا نملك ثمن سلاحنا وذخيرتنا ولا ثمن وقود معداتنا ولا رواتب ضباطنا وجنودنا , نحن لا نتملك دبابة ولا مدفع ولا طائرة تحمي سمائنا , نحن لا نملك ثمن وقود محطات الكهرباء وننتظر من يطبع لنا العملة الوطنية التي زادت من فقرنا , نحن ننتظر من يتصدق علينا بشحنات الوقود والأدوية والمواد الغذائية , عن أي تمرد أو تحريض تدفعوننا إليه تجاه من أحسن إلينا ومد لما يد العون المساعدة وضحى بخيرة شبابه على تراب أرضنا , إنكم تدعوننا للانتحار مع سبق الإصرار , من السهل أن تنشد وتغني وترقص وأنت في أروقة القصور والفنادق الفاخرة , ومن الصعب أن تنقل الصورة الحقيقية لمعاناة شعبك من على شاشات التلفاز وعبر المواقع والصحف , قالوها من زمان : ماتحرق النار إلا رجل واطئها فقط .
تارة يقولون الإمارات ستأخذ جزيرة سقطرى وتارة أخرى ميناء عدن وكل يوم قصة و رواية وبدون دليل وكلها مبنية على تقديرات و تخمينات لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع , النوايا لا يعلم بها سوى الله عز وجل , والتي لا يصدقها العمل لا يحاسب المرء عليها , الله عز وجل لا يحاسب على النوايا وإنما على الأعمال فقط وهو رب العالمين ويعلم مافي الصدور , وأنتم تختلقون القصص والأساطير ضد الإمارات وتصدقونها مع الأسف الشديد , كفوا عن الإساءة لأنفسكم وتصويرها للعالم بأنكم مجموعة من السذج والحمقى الذين يكذبون الكذبة ويصدقونها ويتقاتلون عليها .