لي الشرف والفخر بأن أكون عضوا بالجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي , هذا المجلس الذي إحتوى غالبية الجنوبيون وبأفكارهم المختلفة وتوحدهم خلف هدفهم السامي وهو إستعادة الدولة الجنوبية , أكثر من ثلاث محاولات من قبل الحكومة الشرعية لجر المجلس الإنتقالي لتفجير الوضع عسكريا والدخول في نفق الاقتتال الأهلي في عدن والجنوب وفشلت جميع تلك المحاولات .
ومن تلك المحاولات التي لم تراعي حرمة الدم الجنوبي وممتلكاتهم , أحداث محاولة إقتحام مطار عدن الدولي والتي بدأت بصراع بين فصيلين ينتميان لقوات الحرس الرئاسي المتواجدة بمطار عدن الدولي , ورغم أن الصراع كان بين فصيلين من نفس اللواء إلا أن هناك أطراف أخرى حاولت إستثمار ذلك الصراع وأرادت إقتحام المطار والسيطرة عليه رغم تواجد القوات الجوية الإماراتية فيه , وتم بحمدالله إفشال تلك المحاولة الدنيئة , وللأسف الشديد كانت أطراف الفوضى والانفلات تدعم من قبل بعض الأطراف الفاعلة بالسلطة الشرعية وهذا الأمر لا يخفى على أحد .
تكررت المحاولات الفاشلة اليائسة لتفجير الوضع عسكريا بعدن , وكان أخرها أحداث تمرد بعض من جنود وضباط الحرس الرئاسي بالقطاع الشرقي لمحافظة عدن , وتحديدا بمنطقة ملعب 22 مايو والعريش وأستمرت الإشتباكات لعدة ساعات وتم السيطرة على الوضع بنجاح تام .
فعلا كانت قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي وكافة الوحدات العسكرية الجنوبية الوطنية عند مستوى المسؤولية وطموحات وآمال الوطن والمواطن رغم خسائرها البشرية والمادية لوأد تلك المحاولات , ورغم التفوق العددي والعتاد والسلاح على الطرف الآخر ولكن كان التسامح والأخوة وحقن الدماء من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها مطلقا وكان ضبط النفس سيد الموقف دائما .
بالعرف العسكري من السهل أن تشعل فتيل صراع مسلح أو تمرد أو حرب أهلية , ولكن من الصعب أن تحافظ على إستمرارية وديمومة وزخم المعارك والحفاظ على المكاسب العسكرية بغير دعم لوجستي ( الإمداد والتموين ) مستمر على مدار الساعة , فتراجع المليشيات الحوثية وتقهقرها ناتج عن تراجع الدعم اللوجستي لمستوى ماقبل الصفر بقليل , ورغم نهبها ال 5 مليار دولار من خزينة بنك مركزي صنعاء وغيرها من الأموال والجبايات , والدعم النفطي الإيراني إلا أن الحرب تأكل الأخضر واليابس إذا لم تكن تمتلك القدرة المالية الكبيرة لذلك .
لن يسمح المجلس الإنتقالي الجنوبي ولا دول التحالف العربي ولا الدول الكبرى بأن يصل الوضع في عدن إلى حافة الصراع المسلح والفوضى , ولن يقف التحالف أو أي قوى إقليمية أو دولية ضد مطالب شعبية منطقية بتغيير حكومة شرعية أثبتت الوقائع والأدلة والبراهين على فسادها وفشلها على مدار العامين الماضيين من عمرها المشؤوم , لن تقف أي قوى ضد مطالب الشعب الجنوبي الذي تدهورت معيشته وأنهارت عملته ونهبت ثروته من قبل حكومة بن دغر الفاشلة الفاسدة .
علينا الكف عن تصوير الازمة الحالية بأنها بين مشروعين سياسيين جنوبيين مختلفين , علينا إبعاد توصيف الازمة بأنها مناطقية و موجهة ضد الرئيس الشرعي هادي , الازمة هي أزمة حكومة فاسدة ويجب تغييرها فورا دون قيد أو شرط أو مفاوضات أو مناورات أو مساومات .
لو لم يتبنى المجلس الإنتقالي هذا الخيار ويقود الشارع بهذه الطريقة لأصبحنا منذ أشهر تقريبا في دوامة حرب الفقراء والجياع , فقد وصلت القدرة الشرائية للموظف والمتقاعد والجندي لمستوى الحضيض في عهد حكومة التجويع والفقر برئاسة بن دغر , وما كان ينقص الشعب في جنوب اليمن هو من الذي سيبادر بإشعال شرارة تفجير الوضع وإخراج الحكومة من قلعتها بمعاشيق ولو بالقوة وطردها بصورة مذلة ومخزية إلى خارج عدن , بل الكثير من فئات الشعب تطالب بمحاكمتها علنيا لتكون عبرة لمن بعدها من الحكومات , تلك الطريقة كانت ستضع الرئيس الشرعي هادي ودول التحالف العربي بموقف لا يحسدون عليه أمام الرأي العام العالمي .
أيها الرئيس هادي , الشعب الجنوبي لا يستحق منك كل هذا العداء والحقد وتسليط شرار القوم وفاسديهم لينكلوا بهم ويكشفوا ستر العفيف بعقر داره , البعض من ضعاف النفوس والتدين أختاروا طريق الإنتحار هروبا من سهام نظرات أطفالهم الجياع العراة , والبعض الآخر ستحتضنهم الجماعات الإرهابية لينتقموا من الدولة والمجتمع الذين يرونهم شركاء بتدميرهم وتدمير أسرهم , والبعض الآخر سيعمل أي شيء ومع أي طرف أو مشروع ليكسب قوته وقوت أسرته فقط .
هل ستضحي أيها الرئيس بالشعب وبالتحالف وبسمعتك من أجل الدفاع عن حكومة بن دغر التي فشلت وأفسدت طيلة العامين المنصرمين , أم ستنحاز هذه المرة لشعبك ووطنك .