الظلم من الأمور التي حرمها الله عز وجل علي نفسه وجعلها بين عبادة محرمة لخطورتها وعواقبها، اتهام الناس بالباطل أمر عظيم عند الله وكل من أقدم علي ذلك سوف يجد عذابا عظيما في الدنيا والآخرة .
من اشد أنواع الظلم اتهام الناس بالباطل لما له من عواقب وخيمة على المجتمع إذا يعمل علي تفسخ العلاقات الاجتماعية ويوصل الخراب والدمار إلي البيوت العامرة .
ظلم الناس واتهامهم بما لا يفعلون يغضب الله ولا يرضيه، جاء في الحديث القدسي عن رب العزة مخاطبا عبادة قائلا 《 يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفس وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا 》.
ابتعاد الناس عن الدين هو السبب الرئيس وراء انتشار الظلم الذي أصبح في كل مكان على هذه الأرض، كم من شخص ظلم في حياته وبقي صامت لم يجرؤ أن يدافع عن نفسه بسبب قوة ظالمة وجبروته وعدم مخافتة من الله ، خوف البشر من ظالميهم ساهم علي انتشار الظلم وتجبر الظالمين ولكن لم يستمر طويلا، هناك العديد من الأمثال التي تعبر عن الظلم قيل في احد الأمثال الشعبية دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلي قيام الساعة.
إتهام الناس بالباطل دون شاهد يدينه يزرع العداوة بين الناس ويساعد علي انتشار الجريمة في المجتمع.
فالشخص الذي ظلم اليوم سوف يعمل علي إظهار براءته مما نسب إليه ومما يجعله أن يلجئ إلي طرق عديدة إجرامية في سبيل ذلك.
ظاهرة رمي الناس في الباطل نابعة من سوء الأوضاع المعيشية التي يعيشها بعض الناس لذلك هناك من يبيع ضميره ودينه مقابل مبلغ من المال يقوم بإعطائه له شخص يريد أن يتهم شخص أخر بجريمة لم يقم بها، فيأتي هذا الشهد بتهامة ويأتي بشاهد زور باع نفسه ليشهد علي شيء لم يراه مما يكون سببا لضياع شخص بريء ليس لها أي علاقة بما اتهم به ، لذلك قال الله تعالى 《 يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين 》.
الحقد والطمع والحسد من الأمور التي تجبر بعض الأشخاص علي العمل للتخلص من أشخاص آخرين يحسدوهم او يحقدون عليهم ، كثير من الناس ظلموا بسب شخص مريض يحقد عليه وليلبى رغبته بالانتقام ممن لا يحب من خلال التشهير بهم بين الناس ، مثلا في العمل هناك كثير من الموظفين الذين طردوا من أعمالهم بسبب حقد شخص مريض أتهمة باطلا أو شهر به مما كان سبسب في طردة من العمل ، قال تعالى 《 ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار》.
إلى كل شخص يعمل على اتهام الناس بالباطل نقول له إتق الله في نفسك واهلك ، وان كنت اليوم في موقع يجعلك قويا في حجتك وتحقيق أهدافك عن طريق الباطل وظلم الآخرين وسلبك أمولهم ورزق عائلتهم وأحيانا حياتهم إرضاء لنزواتك وإشباعا لجشعك لن يدوم هذا ولو دام لغيرك ما كان أن وصل إليك، إتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب.