صار من المؤكد بأن تكون محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز هدف مليشيات الحوثي القادم بعد خسارتها لموانئ الحديدة على البحر الأحمر , فقدت مليشيات الحوثي الإنقلابية أهم مورد لها والذي ساهم بصورة مباشرة بتمويل عملياتها العسكرية والأمنية وكذلك نفقات الحكومة الإنقلابية طيلة الأعوام الأربعة الماضية من عمر الحرب اليمنية .
مليشيات لا تؤمن بالشراكة أو بالتحالفات وترى بأن معها حق آلهي بالاستفراد بالسلطة , قد تتحالف مع بعض الأحزاب السياسية والقوى النافذة من أجل الحفاظ على مصالحها ولبلوغ هدفها في الانقضاض على السلطة فقط لا غير , كان قتلهم لحليفهم وشريكهم الإستراتيجي عفاش درس من دروس نقض العهود والمواثيق التي يجب التوقف عنده كثيرآ قبل عقد أي صلح أو شراكة مع هذه المليشيات الشيعية الطائفية السلالية .
كانت جبهة الساحل الغربي من أصعب الجبهات التي واجهتها مليشيات الحوثي على الإطلاق في الحرب اليمنية , خسرت جل قادتها ورموزها العسكرية وتشكيلاتها العسكرية النخبوية وحتى الدينية , علمت مليشيات الحوثي بأنه لا مناص من الخروج من مستنقع الحديدة إذا أرادت البقاء عسكريا وسياسيا حتى لو كان الثمن هو الإنسحاب من الحديدة , رغم ما تشكله الحديدة من شريان الحياة عبر موانئها الثلاثة التجارية والنفطية ولكن الهزائم العسكرية كانت أكبر من قدرة المليشيات على الصمود .
ولكي تستمر بالبقاء وبعد خسارة الحديدة لم يعد أمام مليشيات الحوثي غير غزوا محافظة مأرب النفطية الغازية لتعويض خسارتها , من الناحية العسكرية واللوجستية تعتبر مأرب مثالية لمليشيات الحوثي , بسبب قربها من صنعاء وذمار والجوف محافظات المخزون البشري , عكس الحديدة التي تبعد كثيرآ عن المركز الأم وتباعد خطوط الإمداد .
لمأرب خصائص أخرى من خلال وجود حاضنة ماربية من الاشراف تقاتل جنبا إلى جنب مع مليشيات الحوثي منذ أربعة أعوام تقريبا , ولهذا لا مناص بأن تحشد مليشيات الحوثي كل مقاتليها وترسانتها العسكرية لغزوا محافظة مأرب حتى لو خسرت صعدة وميدي والجوف .
ستركز مليشيات الحوثي الإنقلابية في المرحلة الراهنة على الحفاظ على العاصمة صنعاء والبحث عن محافظة غنية تعوضها عن خسارة الحديدة , ولا توجد محافظة تمتلك تلك المواصفات والمزايا سوى مأرب , هناك مخرج وحيد ويتيم لإنقاذ مأرب من هذا المأزق وهو تقاسم الثروة مع مليشيات الحوثي تحت ذريعة توريد إيرادات النفط والغاز لخزينة البنك المركزي اليمني بصنعاء .