حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
أنشئ مركز الكود للأبحاث الزراعية في 15 سبتمبر 1955م, كأول محطة أبحاث زراعية أسست على مستوى الجزيرة العربية والخليج, وظل فترة من الزمن يعمل على البحث والدراسة والتجريب في المجال الزراعي, ويعطي النتائج والتوصيات للجهات المعنية, حتى جاء النظام الفاسد الذي مارس التدمير الممنهج لكل إيجابي في جنوب اليمن, ليلحقه بفساده الذي مارسه في الشمال من قبل, فلحق المركز ما لحق غيره من المؤسسات الحكومية. ولو كان ربحيا لتمت خصخصته بشكل مبكر! كما تعرض أيضا للنهب والسطو والتخريب أثناء حالات الانفلات التي عصفت بالبلاد.
وفي عهد إدارة المركز الحالية, هناك محاولة لإنعاش المركز وإعادة الحياة إليه, يخوضها الدكتور محمد سالم الخاشعة غير أن هذا الإنعاش يحتاج إلى تمويل رسمي. وللأسف أموال البلاد تذهب إلى جيوب الفاسدين التي أنعشوا بها اقتصاديات دول أخرى, تاركين البلاد تغرق في كل أصناف الوحول والمستنقعات.
والجانب الشعبي للأسف غافل أو جاهل بدوره تجاه هذه المؤسسة المهمة! ولا يبقى لهذا المركز إلا أن يعتمد على ذاته - بعد الله تعالى - من خلال ما يتقنه من عمل وما يمتلك من كوادر وخبرات.. فيعمل إلى جانب التشتيل لأبحاثه فقط اضافة أخرى أكبر وأوسع! وهي التشتيل للمزارعين في جانب النباتات المثمرة وللمؤسسات في جانب نباتات الظل وتشجير الشوارع والحدائق.. ولتوفير نباتات الزينة والعطرة في جانب الزراعة المنزلية. أضف إلى ذلك العمل على إنتاج البذور الجيدة والمحسنة وانتاج الكمبوست, وتسويق كل ذلك لدى المزارعين وهواة الزراعة المنزلية والحدائق...
وبظني قبل ذلك يجب الحصول على أفضل أصناف المزروعات الهامة التي ليست بحوزته حاليا والعمل على بناء محميات زراعية وبيوت مكيفة.
ولو يقوم بعملية بحث في أرياف البلاد عما تبقى من من أصول خضارنا وحبوبنا القديمة التي كنا نزرعها من نفس المحصول الذي حصدناه, وحلت محلها البذور المستوردة المعالجة والتي بذور محصولها لا تثمر بشكل جيد!.
ولو يدخل في حسبانه أيضا بناء أحواض للاستزراع السمكي, بشكل حديث وانتاج أعلاف الأسماك, للحصول على السماد العضوي الناتج عن الاسماك, ولتوفير بيوض الأسماك والأعلاف للراغبين في الاستزراع السمكي, سواء كان ذلك في المزارع أو البيوت أو المطاعم أو المراكز التجارية.. على أن يوجد فريقا مدربا محليا أو خارجيا لينفذ ذلك ويسهم في نشر ثقافة الاستزراع السمكي.
ونقترح أيضا عمل أحواض خاصة لانتاج الاوزولا كعلف للمواشي والطيور والأسماك وتسويقها, وأيضا عمل مزارع للأنواع الجيدة من ديدان الأرض لإنتاج سماد الفيرمي كمبوست.
وإذا كان لدى المركز خبراء في الزراعة النسيجية, فنرجوا ان يسعى لدى السلطة أو غيرها, للحصول على مختبر للزراعة النسيجية, حتى يخدم المزراعين في نطاق أوسع من البلاد, وتصير له مصادر ذاتية لتمويل بحوثه وتوسيعها, وتوفير كافة الامكانيات لها, ليعيد هيبته ومكانته بل أفضل مما كان! وليسهم في نهضة الزراعة ويخدم البلاد والعباد...
وبظني انه سيحقق بذلك فوائد منها :
- إيجاد مصدر دخل للمركز, على أن يذهب لصالح مهام المركز, لا لصالح السلطة الفاسدة.
- توفير العناء والمشقة على المزارعين, التي تكلفهم الكثير من أجل الحصول على التقاوي.
- تطوير القطاع الزرعي في البلاد والنهوض به.
- مواكبة التطورات المستحدثة في القطاع الزراعي والحيواني.
أعلم أنها مقترحات طموحة! لكنها ممكنة, إذا كانت لديه الكوادر. وليس ذلك على الله بعزيز! إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه!
ودمتم سالمين!