تفاقمت مشكلة البطالة في اليمن لتصل إلى أرقام مخيفة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بين الخريجين الجدد الذين يتخرجون سنوياً من الجامعات والمؤسسات التعليمية بحثاً عن عمل، فيواجه الكثير من الشباب في اليمن اليوم صعوبة في العثور على فرص عمل مناسبة لتخصصه بعد جهد الجهيد الذي بذله خلال اربع سنوات من التحاقه بالتعليم الاكاديمي، وهذا يرجع جزئياً إلى الظروف الحالية المتردية التي تعيشها و تعاني منها البلاد في الوقت الحالي.
حيث تزداد معدلات البطالة في اليمن يومًا بعد يوم، وتتراكم الآثار السلبية لهذه المشكلة على الفرد والمجتمع والاقتصاد بشكل عام، فالشباب الخريجون الذين لا يجدون عملاً يتعرضون للإحباط والتشاؤم، ويصعب عليهم بناء مستقبلهم المهني والاجتماعي. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد، تصبح فرص العمل أكثر صعوبة وندرة، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الفقر والتشرد.
فتطرح مشكلة بطالة الخريجين وتدهور الوضع الاقتصادي في اليمن تحديات كبيرة، ولكن في نفس الوقت، تفتح بابًا لمناقشة حول ضرورة إيجاد حلول ووضع إجراءات يمكن اتخاذها للتغلب على هذه المشكلة، فيمكن للحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية المهنية و الاكاديمية العمل سويًا لتوفير فرص العمل والتدريب والتأهيل للشباب، وبالتالي تعمل على تحسين فرص العيش وتعزيز النمو الاقتصادي في البلاد.
وتأتي ابسط الحلول لمجابهة البطالة بين الخريجين عبر احد الإجراءات كالتعاون المشترك وتوقيع التفاهمات والبروتوكلات المشتركة في الاهداف والرؤى لاعداد ملتحقي التعليم الاكاديمي عبر التأهيل والتدريب النوعي التخصصي أثناء العملية التعليمة.
فتأثير الجامعة والمجتمع على مستوى الطلاب و مدى تأهيلهم إلى سوق العمل يدل على انها دائماً ما تلعب دوراً هاماً في تحسين الحياة للناس في المجتمع، فلا تمثل الجامعة مجرد مكان لتعلم المعرفة والحصول على شهادة، بل هي أيضاً مركز للبحث والابتكار ومنصة لتحسين نمط الحياة للأفراد والمجتمع. ويمكن للجامعة والمجتمع تحقيق بعض الآثار الهامة على مستوى الطلاب وسوق العمل.
فتطوير المهارات المهنية تعتبر الجامعة مكاناً هاماً لتطوير المهارات المهنية اللازمة للنجاح في سوق العمل. ومن خلال توفير التدريب والتدريب العملي والانخراط في أنشطة الطلاب، يمكن للجامعة تحسين المهارات المهنية للطلاب وتحسين فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة حسب التخصص
الى ان توفير فرص العمل تعتبر الجامعة والمجتمع شريكين في توفير فرص العمل للخريجين وطلاب الجامعة، وتستطيع تطوير برامج التدريب والتدريب المستمر و تنفيذ ورش العمل الخاصة بالشركات والمؤسسات الكبرى، ويمكن أن تعزز هذه الخطوات فرص الحصول على وظائف للطلاب أثناء التعليم او حتى بعد التخرج.
الى جانب الدور الاكاديمي في تحسين المجتمع
يمكنها تحسين الحياة في المجتمع عن طريق توفير الخدمات المجتمعية وإنشاء برامج التعليم والتوعية وتنظيم الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز وتحسين العلاقة بينها وبين المجتمع التجاري و حتى المدني بشكل عام.
إن توفير هذه الآثار يمكن أن يحسن مستوى التعليم والابتكار والاستثمار في الجامعة، وبالتالي تعزيز فرص العمل وتحسين جودة الحياة في المجتمع. فدور الجامعة لا يقتصر على تقديم التعليم فحسب، ولكن تمتد إلى تحسين الحياة للأفراد والمجتمع وتساعد على تحقيق الأهداف الشخصية والاجتماعية والاقتصادية.
وتعتبر احد طرق الواقعية والعملية للمساهمة ولو باليسير في مكافحة البطالة بين الخريجين وكيف يمكن معالجته اقتصاديا وعلميا فيجب الإشارة إلى أن معدلات البطالة بين الخريجين تختلف من بلد لآخر، وتعتمد على عدد من العوامل مثل حجم السوق العمل ومستوى التعليم، في الأسواق الناشئة، قد تكون معدلات البطالة بين الخريجين مرتفعة بالمقارنة مع الأسواق الناضجة.
من الناحية العلمية، تتوفر العديد من الحلول الفعالة لمعالجة البطالة بين الخريجين، مثل تحسين جودة التعليم والتدريب، وتعزيز المهارات الفنية والتجارية للطلاب، وتشجيع تأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يصممها الخريجون ويعملون بها.
اما من الناحية الاقتصادية، يمكن تعزيز فرص العمل للخريجين من خلال إنشاء برامج حكومية وخاصة تدعم بناء مهارات الخريجين، وتشجيع الاستثمار في القطاعات التي توظف غالبية الخريجين.
بشكل عام، يمكن تحسين العلاقة بين الجامعات والقطاع الخاص لتحسين دمج الخريجين في سوق العمل. وكما ذكرت سابقًا، يتطلب ذلك تحسين جودة التعليم والتدريب، وتعزيز المهارات الفنية والتجارية للطلاب، ودعم إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع القطاع الخاص.
فخلاصة القول انه بإمكان العلاقة بين الجامعة والقطاع الخاص أن تكون مفيدة بشكل كبير للطلاب والشركات على حد سواء، حيث يمكن للطلاب الحصول على فرص عمل ذات جودة عالية وخبرات عملية، والحصول على المشورة والإرشاد المهني، ويمكن للشركات الاستفادة من خبرات ومعارف الجامعات في تطوير وتحسين منتجاتها وخدماتها، والوصول إلى شبكة العلاقات الاجتماعية والمهنية للجامعات، وتعد هذه العلاقة فرصة لتعزيز سمعة الجامعات والشركات وتحسين مكانتها في المجتمع.