المعاناة وشعار اللُحمة..!
خالد شوبه
أحسن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بتوجيه أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي للنزول إلى عموم مديريات...
لا تخلو بقعة ما في الكون من الصراع والنزاع والاحداث الدامية وتقلبات الزمن وهذه سنة الله، لا تتوقف حتى يرث الله الأرض ومن عليه.
ولكن ومع كل ذلك وعقب كل صراع ترثي شعوب العالم ضحاياها وتلملم جراحها وتحضر التذكير بماضي صراعها الداخلي الأليم، فتسعى بكل جهدها لنسيان مآسيها وتسخر كل طاقاتها وامكانياتها لإعادة تلاحمها والحفاظ على لحُمتهم وتعاضد اجيالها والمضي قدما لبناء مستقبلها، مشرقا ومزدهرا .
منذُ قرابة الـ 18 عاما ولدت فكرة التصالح والتسامح الجنوبي فهلل أبناء الجنوب لها وكبروا بمختلف مشاربهم وانتماءتهم وتداعى لها الخلق بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم، وبات ذلك واقعاً محققاً، متسامحين متصالحين مجمعين ومعلنيين إنهاء حقبة من الصراع الأليم وطي صفحة الماضي بكل مافيها من آلام واحزان، وفتح صفحة جديدة عنوانها التآخي والتلاحم ورص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية مجسدين في تلاحمهم واقعا حقيقيا إن "الجنوب لكل وبكل ابنائه" قولا وفعا.
مادفعني للكتابة اليوم، ما يجري في مدن الجنوب من فعاليات واحتفالات تذكيراً بيوم «13 يناير» ــ الذي كان مشؤوماً ــ وأن اختلفت مسمياته وتعددت وتبدلت أحزانه وتزينت فرحا، فذلك لا يغير من كونه "كان جرحا مؤلما" ومؤلما جدا وكل "ما كان مؤلما" فليذهب طي النسيان ولا ينبغي أن يحتفى به ولا يجب التذكير بجراحه مطلقاً .
ومع اصراركم على ذلك، أجزم يميناً أيها الرفاق، إن جيل الخمسون عاماَ الماضية (وأنا واحدا منهم)، لايعلمون عن يوم «13 يناير» ولا يفقهونه إلا من خلال الاحتفال وإعادة التذكير به، ومثلها ازيد يمينا جازما غموسا أن من عاصر منكم تلك "الهفوة المؤلمة" لا يفتخر أن يستذكرها أو يعيد التذكير بها، وقد نساها وتناساها أن لم يكن قد طمسها من مخيلته للأبد .
لعمري مارأيت شعب من شعوب المعمورة يستدعي مآسييه وجراحه بنفسه ويقيم لها تذكار بين الفينة والأخرى حباً وافتخارا.
وهنا، وللتذكير ومن باب الشي بالشي يذكر، حين يمر يوم «13 يناير» من كل عام، اتذكر رائعة الشاعر المبدع الناصر "احتفل بالجرح" الذي تغنى بها الراحل الكبير الفنان أبوبكر سالم بلفقية، منتشيا فرحاً وعشقاً وطرباً :
اذكر أن الهم من ودك
نسانا
واذكر ايامي وأنا غاوي
سماعك
ودي أعرف من على الفرقة
غوانا
وباعنا الدلال في غفوة
وباعك.
اخيرا.. فلنبتعد عن التذكير بالمآسي والجراح التي المت بنا، ولنجعل تصالحنا وتسامحنا يقيناً حقيقيا مع انفسنا أولا ولنعكس ذلك عملا صادقا مخلصاً لخدمة هذا الوطن وصون كرامته وعزة شعبه .