رمضان الماضي صام القائد عبد اللطيف شهره وافطر بين اهله وصلى فرضه وزار صحبه وهذا العام اقبل رمضان وقد وارى  الثرى جسده النحيل.

الهلال الأحمر الإماراتي اقام مأدبة إفطار وعشاء بالجامع الكبير عرفت بمأدبة عبد اللطيف السيد رحمه الله وعساه الأجر يصل اليه في مرقده.

حينما رحل القائد عبد اللطيف السيد عن دنيا البشر وانتقل إلى جوار ربه كتبت مجموعة من المقالات المنصفة لجهود وانسانية الفارس الذي ترجل مبكرا عن صهوة جواده.

بحثت عن الصور اللازمة لكونها تعد ابلغ تعبيرا واصدق حديثا .

حصلت على بعض الصور  التي لخصت علاقة صداقة حميمية ربطت الفارس  بخيوله وعكست حب الرجل للفروسية بشكل واضح.

صورة مؤثرة جدا من بين تلك الصور استوقفتني واستأثرت باهتمامي وستشد انتباه كل من يشاهدها بعين المتأمل الثاقبة.

الصورة كانت متميزة وتكاد تكون نادرة بين البوم الصور إن لم يخب ظني وألفت الإنتباه إليها لمن مر عليها مرورا عابرا ولم يتأمل مضمونها وغور محتواها.

الصورة لفرس عبد اللطيف التي أسماها عدن كونها ولدت عقب حرب الحوثي وتحرير عدن.

نظرات متبادلة صادقة ومؤثرة موحية بالحزن العميق تحرك مشاعرك وتستثير عواطفك لما تقرأه من تعبير العطف والرحمة بالحيوان وتشعرك أن حديثا طويلا محزنا تم تبادله بصمت مطبق اختصرت فيه المسافات بنظرات الوداع غير المعلن بدقائق معدودات.

لقد وثقت الصورة العابرة الملتقطة بالصدفة في وقت قصير اقتراب ساعات الوداع بكل عفوية.

لحظات الوفاء المتبادل تجسدت شاهدة للعيان وبثت حديثا ذو شجون ملخصه عشت ماشئت فإنك ميت واحبب من شئت فإنك مفارقه.

وانك لتعجب من ذاك الوفاء الذي يجسده صدق الاحساس وذاك الحزن المرتسم بجلاء في ذلك المشهد الذي جمع بين الفارس النبيل والخيل الأصيل والرسول الكريم قد حث على تعلم السباحة والرماية  وركوب الخيل كما ذكر في حديثه أن الخير معقود بنواصيها الخير والقرآن أيضا قرن الخيل بالخير في قوله تعالى انني قد احببت حب الخير عن ذكر ربي...

فلا غرابة أن بخصها القائد بالرعاية فقد لمس فيها الخير والوفاء وذاك المشهد البليغ الذي يتجسد ببلاغة حديث الصورة.

اتوقع أن الصورة عقب نشرها مجددا ستحظى بتعليقات كثيرة بعضها قد تستحسن وأخرى قد تسخر وتستهجن لكن ستظل حقيقة الصورة ناصعة البيان تترجم لحظات الضعف والقوة لروابط صداقة حقيقية وحميمية مع الحيوان الذي قد يكون في أحيان كثيرة اوفى من بعض البشر الذي نقلبه المصالح وتهوي به ريحها في مكان سحيق.

مؤكد أن هذه الصورة المحزنه التي تشدك منذ الوهلة الأولى وتدفعك لتمعن النظر علك تشبع فضولك حول حقيقة الحديث الصامت التي نابت عنه النظرات المحتقنة بالعبرات المختنقة الكلمات التي تبدو شاهدة للعيان لكونها تمثل النقاء النادر في زمن عزت فيه المشاعر.

رحم الله القائد والفارس  وطيب ثراه وعساه قد فاز بالشهادة ونعيم الجنان الابدية.

وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين