تعد أنثى البعوض من أشد الحشرات قدرة على نقل الأمراض السارية - إن لم يكن أشدها قدرة على الإطلاق - ولذلك يمكننا القول أن هذه الأنثى حازت قصب السبق في كونها أكبر قاتل للبشرية على وجه الأرض! والأنثى بشكل عام وإن لم تكن كذلك مباشرة فبشكل غير مباشر، فتقاتل الذكور في عالم الحيوان؛ إنما هو من أجلها. وكثيرا من حروب البشر الطاحنة ربما قامت بسببها(؟!)

وعودة إلى موضوعنا الرئيس؛ نقول: أنه لا يمكن القضاء على البعوض، ولكن من الضروري اتخاذ تدابير لمكافحته والحماية منه؛ للحد من انتشار تلك الأمراض القاتلة التي ينقلها.
وثمة تدابير كثيرة وإن كان بعضها قد يتعسر، إلا أن المتيسر قد يغني عن المتعسر، وتظافر أكثر من تدبير قد يكون مجديا. ونسرد لكم هنا بعض هذه التدابير؛ لعل بعضها يروق لكم ولعل بعضها يكون مجديا، وبعضها معروفا وبعضها غريبا وجديدا، ودونكم هذه التدابير:

- تركيب شباك حماية على النوافذ والأبواب لمنع دخول البعوض إلى المنزل. والتأكد من عدم وجود ثقوب صغيرة يمكن للبعوض التسلل منها.

- إصلاح أي فجوات في الجدران أو الأسقف أو الأرضيات تسمح للبعوض بالدخول.

- تجنب فتح الأبواب في ساعات الغسق والفجر، حيث يكون البعوض أكثر نشاطًا.

- تنظيف المنزل بانتظام للتخلص من الأماكن التي يمكن أن يختبئ فيها البعوض.

- القضاء على تجمعات المياه الراكدة حول المنزل. وتغطية أوعية الماء داخل المنزل جيدا؛ لأن البعوض يتكاثر في أوعية المياه المكشوفة هذه.

- تشغيل المروحة في الغرفة لتقليل وجود البعوض.

- استخدام إضاءة منزلية ذات طيف منخفض أو الإضاءة الصفراء في الخارج، حيث تجذب البعوض بشكل أقل من الإضاءة الزرقاء أو البيضاء.

- استخدام المبيدات المتاحة للقضاء على البعوض، واتخاذ التدابير اللازمة للحماية من التعرض المباشر لها.

- استخدام الفخاخ الكهربائية التي تعمل على جذب البعوض باستخدام الضوء والحرارة والرائحة، وقتلها بواسطة تيار كهربائي.

استخدام أجهزة الترددات الصوتية التي تصدر ترددات صوتية عالية تزعج البعوض. وهي تقنية لم تؤكد فعاليتها الأبحاث العلمية بشكل قاطع.

- استخدام زيت القرنفل أو زيت الإيكاليبتوس على الجلد للحد من لدغات البعوض.

- تجنب استخدام العطور الكحولية ومستحضرات العناية بالبشرة المحتوية على روائح قوية، تجذب البعوض.

- استخدام بعض الأعشاب والزيوت العطرية لصد البعوض. كوضع أوراق النعناع أو البابونج في الغرف لتبعث رائحة تبعد البعوض.

- استخدم الشموع المعطرة برائحة الزيوت العطرية التي تبعد البعوض، كزيت النعناع أو زيت اللافندر. وقد يجدي استخدام بخور رخيص يتميز بهذه الروائح(؟!).

- زراعة النباتات المناسبة، كالنعناع والبابونج والخزامى في الحديقة أو في أواني داخل المنزل للحد من وجود البعوض؛ حيث تعمل كطارد طبيعي للبعوض.

- زراعة بعض النباتات المفترسة في المنازل كنباتات زينة وتعمل على اصطياد الحشرات كالبعوض والذباب كنبات الجرة مثلا.

- زراعة نبات النيم (المريمرة)؛ إذ تتسبب في عقم ذكور البعوض وبالتالي الحد من تكاثره. ويحسن بنا هنا التعريج إلى مسألة الحد من تكاثر نبات المسكيت الذي إلى جانب توفيره بيئة مناسبة لتكاثر البعوض فإنه يشكل كارثة زراعية في البلاد. وللحد منه يمكن استثماره في عدة تطبيقات صناعية كالورق والخشب والفحم المضغوطين وكإنتاج السماد العضوي.

- الاستزراع السمكي المنزلي في أحواض مكشوفة؛ إذ تتغذى الأسماك على يرقات البعوض التي تضعها في هذه الأحواض. وقد تكون هذه الفكرة لها جدوى اقتصادية تتمثل في الاكتفاء الذاتي من الأسماك التي نربيها في المنزل، وهنا نحث منظمات المجتمع المدني على تبني فكرة الاستزراع السمكي المنزلي والتدريب على تقنياته؛ لتحقيق هدفين في آن واحد.

- وأخيرا لا ننسى أهمية ارتداء ملابس تغطي الجسم جيدا لتقليل فرصة لدغ البعوض.
وبالله تعالى التوفيق!
وأدام الله سلامة الجميع!