حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
يتمسك الحضرمي بحضرميته أينما كان أو حل وارتحل، ولا يجد أدنى حرج في أن يعرفك بنفسه أنه مواطن حضرمي، وليس يمني أوجنوب عربي، إلا ما ندر وشذ منهم؛ لأسباب ودوافع متعددة .. لكن يبقى الشاذ والنادر لا حكم له.
ولذلك كنت بالأمس أتابع حوارا رائعا في مقهى كوفي العرب بين مواطن سعودي واخر حضرمي بدأه الأخير بالحديث والتعريف عن نفسه كمواطن حضرمي، دون أي اشارة منه إلى اليمن أو شماله وجنوبه اواي اعتبارات اخرى إلى الجواز اليمني الذي يتمسك بحمله تماما،كحال نكتة أولئك المسافرين بالجواز اليمني إلى دول العالم للمطالبة باستعادة استقلال دولة أخرى من تلك الدولة التي يتبوأون أعلى المناصب القيادية فيها.. ولا هم استعادوها أو ابقوا على صلاحية تلك التي تحتضنهم اليوم كدولة احتلال،كمايسموها.
وما لفت انتباهي ان الحضرمي الأصيل الذي يتمسك بحضرميته لا تجده مزايدا في هذا الانتماء كحال من ينهبون ويسرقون ويفسدون باسم وطن محتل لم يستعيدوه بعد..وكيف سيكون حال شعبه فيما لو نجحوا بانتزاع استقلاله وتولي أموره..
ولذلك فقد اكتفى الحضرمي بالابتسامة اللطيفة،حينما حاولت ان أتعمد استفزاز بروده، بقولي أنني من الجنوب العربي، حينما سألني مترددا عن الوطن الذي انتمي إليه، في إطار سعيه لتوسيع دائرة حديثه مع المواطن السعودي، وعلى اعتبار مني بان المرحوم اليمن، قد قضى نحبه ربع شهيد في جبهة الكدحة، ولم يعد هناك اي أهمية الآن للتذكير بالموتى في الحديثعن أهمية الوطن والانتماء.
ومن هنا..فلا تستغرب لو وجدت الحضرمي يدافع بكل شراسة وطنية عن تاريخ حضرموت أكثر من دفاعه عن أي وطن جامع؛ أو وطن بديل آخر يقيم فيه باعتبار الحضارم أكثر شعوب المنطقة العربية تشردا وهجرة وشتاتا في اسقاع الأرض، وكان من المفترض أن يتداعوا للعودة إلى وطنهم الآم حضرموت، ولو عاى طريقة تداعي اليhود للعودة غير المشروعة إلى مايسمونها كذبا وزيفا بالأرض الموعودة كوطن جامع لهم في الأراضي العربية المحتلة..باعتبارهم الأولى والاجدر والاقدم والأكثر قدرة وكفاءة ومكانة على بناء دولتهم الحضرمية الجامعة لهم وإنشاء وطنهم الحضرمي المستقل.
وعليه فان كل قيم المنطق واعتبارات التاريخ تمنح الحضرمي كامل الحق في الافتخار بسرد أمجاد تاريخ حضرموت ودولها المتعاقبة من عهود الأحقاف الى عاد وثمود الى دويلات سلطنات القعيطي والكثيري وغيرها من مسميات انتقاصية حديثة لحضرموت.
ولعل الأكثر غرابة في قصة صديقي الحضرمي ابو محمد انه من مواليد الكويت وعاش بالسعودية ويمتلك اليوم شركتي سفريات وسياحة وخدمات عامة بالكويت والسعودية
ولم يزر اليمن أو يعرف حضرموت بعد ..لكنه يفتخر بأنه مواطن حضرمي ولا يؤمن حتى بهوية الدولة التي كانت مستعدة لمنحه جنسيتها باعتباره من مواليدها ولا تلك التي يقيم فيها من طفولته باعتباره مترعرع فيها...
وللحديث الحضرمي بقية.
متي يفكر الشعب الحضرمي بحق العودة؟!