التواهي .. مدينة السحر والإلهام !
ماجد الداعري
من أجمل الأماكن التي سكنتها في حياتي، مدينة التواهي التي كانت بمثابة عاصمة للاستعمار البريطاني لعدن...
أقسم، لو أن المحيطين بالقائد اللواء عيدروس زبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي صادقين معه ومخلصين لقضية شعبهم الجنوبي، ومن الكفاءات الوطنية النزيهة التي لاتسعى لتحقيق مصالحها الشخصية والأسرية على حساب قربهم منه أواستغلالا لنفوذهم قربه لأجل الثراء الشخصي وبناء مشاريع هنا وهناك، ماكان هذا حال الانتقالي اليوم ولا مصير القضية الجنوبية المغيبة على مستوى كل خطط السلام والحلول والمفاوضات الإقليمية والنقاشات الدولية، لأن كل هذا الغياب والتغييب للرجل وقضية شعبه ليس من صالحه ومستقبله شخصيا على كل المسويات ومن وحي جلوسي معه وسماعي منه لأكثر من مرة..
ولأن بطانته لو كانوا صادقين ومخلصين معه وقضيته، لأخبروه بهذه الحقائق الصادمة، مهما كانت مرارة حقيقتها ونتائج صدقهم وشجاعتهم معه، باعتبار الأمر جد خطير، والكل بات يطمع اليوم أكثر من أي وقت مضى لالتهام الجنوب ويخطط لابتلاعه والسيطرة عليه بكل الطرق والوسائل والأساليب الممكنة، بينما الانتقالي يتعامل مع الأمور وكأنه ميت لا يسمع ولا يرى تارة، ولا يهمه أويعنيه ذلك تارة أخرى..
لذلك فإن مشكلة الانتقالي اليوم تبقى حقيقة في قياداته وغياب مصداقية واخلاص وكفاءة وصراحة من يحيطون برئيسه الزبيدي، وتطفيش ومحاربة الصادقين المخلصين ومنعهم حتى من الوصول إليه، بهدف الابقاء على نفود ومصلحة الشلة المقربة منه وعدم امتلاكها لأي مسؤولية اوشجاعة وطنية للتجرد من المصالح الشخصية ومصارحته بحقيقة أن سفينة الانتقالي تبحر نحو المجهول المحفوف بكل المخاطر وينبغي سرعة تدارك الأمور لتصحيح مسارها باستيعاب الجميع ومشاركة الكل في البحث عن بوصلة ترشدها نحو الطريق الآمن وتجنب كارثة الغرق المحدقة بها وكل من عليها دون محالة.
مصارحة رئيس الانتقالي ونوابه بهكذا حقيقة مصيرية تهم الجميع، بات ضرورة وطنية ملحة، ينبغي على كل قيادات الانتقالي القيام بهآ، وليكن الثمن مايكون، طالما الأمر يخص مصير شعب وتضحيات آلاف الشهداء والجرحى ممن سقطوا من أجل استعادة دولة وليس تقاسم سلطة...
وعليه.. فلا يمكن لأي وطني عاقل مخلص صادق مع قضيته وأهدافه النبيلة وقيادته، ان يقبل باستمرار تخبطها وغياب أي رؤية حقيقة لديها هكذا، دون أن يقدم لها كل مايمكنه من رؤى ونصائح وأفكار صادقة، ولو من باب إراحة الضمير، ومهما دفع ثمن موقفه الشجاع وخسر من امتيازات من الانتقالي، كما فعل الكثير من قادته الصادقين المعزولين والمغيبين اليوم عن المشهد ضريبة صدقهم واخلاصهم، وحرصهم على إيصال نصائحهم وتكثيف جهودهم لإعادة تصويب مسار سفينة الانتقالي،وإعادة توجيهها نحو بر الأمان قبل الغرق في خضم عاصفة الرياح والامواج العاتية المحيطة بهآ، ولكنهم لم يفلحوا وانما اكتفوا يشرف المحاولة،باعتبار القبطان مختطف من قبل قرصان يتولون قيادة السفينة المبحرة باسمه ويقودونها بتهور وأنانية وسط كل مخاطر العاصفة، كما أحسن في توصيف ذلك المشهد التراجيدي المحزن .
الدكتور صالح محسن الحاج Saleh Mohsen قبل أسابيع وكما يحرص المهندس عدنان الكاف Adnan Alkaf على إيصال رسائل مماثلة كل أسبوع بطرق مختلفة
والقائمة تطول من قادة الانتقالي الصادقين ممن حاولوا واصطدموا بما لم يتوقعوا من قوة لوبي الممانعة التعطيلية لأي اصلاح أو محاولة لانقاذ موقف الانتقالي الآيل للغرق والسقوط الجماعي، ففضلوا الابتعاد بهدوء والاكتفاء برسائل تلميح بين الفينة والأخرى عبر شبكات التواصل الاجتماعي..
وسيأتي عماقريب لا محالة، من يجدد مواقفهم الرافضة لاستمرار الانتقالي في السير بالقضية الجنوبية نحو المصير المجهول والمحاصصة السياسة المخجلة والبحث عن مكاسب ومصالح فئوية على حساب كل تضحيات ومعاناة الشعب الجنوبي المسحوق بكل الأزمات والكوارث والمآسي التي لاتنتهي، بينما شلة الانتقالي النافذة يزدادون تخمة ومشاريع ويتنقلون من منصب إلى آخر، ومن وظيفة لأخرى، وكأنهم الجنوب وقضيته وكل مايحتاجه وينتظره الشعب الجنوبي من الإنتقالي..
ملاحظة ختامية:
منشوري هذا أرسلته على رقم الواتس الشخصي للقائد اللواء عيدروس الزُبيدي لتعرفوا مستوى ديمقراطية قيادتنا بالجنوب..
ومازلت منتظر رده..