مأساة ومعاناة شعب الأحواز الذي حاولت إيران الفارسية طمس هويته ما يقرب من 100عاماً

الأحواز الدولة العربية المحتلة التي ابتلعتها إيران عام 1925  بهدف الإستيلاء على ثرواتها ، وتطلق عليها «خوزستان»، حاول الإحتلال الإيراني طمس هويتها العربية، بعد أن كانت تسمى «عربستان» باللغة الفارسية، ثم قلبت الحاء هاءً، فأصبحت أهوازاً بدلاً من أحواز، وتعتبر هذه أحد محاولات إيران لطمس معالم الاحواز العربية، أهمها منع اللغة العربية فيها، والتضييق على أهلها حتى في ملابسهم العربية.

الأحواز تاريخ لا ينسى :

الأحواز أو عربستان، التي ابتلعتها إيران عام 1925م، حين خشيت بريطانيا من قوة الدولة الكعبية، فاتفقت مع إيران على إقصاء أمير عربستان، وضم الإقليم الغني بالنفط إلى إيران، فإقليم الأحواز العربي الجذور والتاريخ والجغرافيا كان ضمن دولة حمورابي، ويعود وجود العرب فيه إلى سنة 311 قبل الميلاد، وكان تحت حكم الخلافة الإسلامية يتبع ولاية البصرة، إلى أن نشأت الدولة المشعشعية العربية، واعترفت بها الدولة الصفوية والخلافة العثمانية دولةً مستقلةً، إلى أن نشأت الدولة الكعبية (1724 – 1925م) وحافظت على استقلالها حتى سقوطها على يد الشاه بهلوي، وهي الحقيقة التي صمت عنها الجميع ؛ بعضهم لمصالحهم التى تربطهم مع إيران، والبعض تجنباً للمشكلات مع إيران ، بينما الحقيقة أن الأحواز إقليم عربي خالص تم تناسيه، وذكره العرب قديماً في أشعارهم، ومنهم الشاعر جرير بقوله: «سيروا بني العم فالأحواز منزلكم… ونهر تيري فلم تعرفكم العرب».

إيران تحيا باخوزستان :

الأحواز العربية غنية بالثروات، خصوصاً النفط، حيث إن 85 في المائة من النفط الذي تبيعه إيران تستخرجه من الأحواز العربية، وهذا يفسر وصف الرئيس الإيراني محمد خاتمي لها بقوله فيها «إيران با خوزستان زنده است» ومعناها «إيران تحيا بخوزستان»، ولعل هذا يفسر استمرار مطامع إيران في احتلال الأحواز، التي يعيش فيها الشعب الأحوازي على أغني أرض كأفقر شعب عربي تحت مظلة الاحتلال الفارسي.

غلياناً شعبياً محلياً ضد إيران :

النظام الإيراني الذي يمارس ممارسات وحشية  يواجه غلياناً شعبياً محلياً ، ليس فقط في الأحواز العربية المحتلة ، بل حتى في العاصمة طهران نفسها، بسبب غلاء الأسعار والتضخم المالي وسياسات اقتصادية فاشلة طالت لقمة عيش الفقراء ، وحرصت إيران على التسليح العسكري وتطوير الصواريخ العابرة للحدود على حساب الفقراء ، وهدفت إلي زعزعة أمن الجيران، وعملت إيران على تزويد ميليشياتها بهذه الأسلحة، كالتي زودت بها ميليشيات الحوثي باليمن لضرب جارتها المملكة السعودية.

إعدامات وإعتقالات يومية وقمع وكل الذنب أنه شعب عربي سني مسلم: 


السلطات الإيرانية عبر السنين عالجت الأزمة في الأحواز العربية المحتلة من الباب الأمني البوليسي، فأشعلت الإعدامات اليومية والإعتقالات والتعذيب الوحشي وتعليق الأحوازيين على أعمدة المشانق وقمع الأقلام بكافة وسائل التعذيب ، واستخدمت الروافع الميكانيكية أيضاً لزيادة الرعب والقمع، دون أدنى درجات التقاضي وعدم وجود أى محاكمات عادلة ، مستخدمة شماعة «المندسين» و«الخونة»… وذلك لتبرير القمع والقتل بدم بارد، في ظل صمت دولي عن إحداث أي فعل حقيقي لإنقاذ شعب محتل لا ذنب له سوى أنه عربي ومسلم سني.

الأحواز ستبقى تراباً عربياً مهما حاولت إيران تغيير معالمها :

لا بد من تحرك عربي جماعي عبر جامعة الدول العربية لإعطاء أهل الأحواز حقوقهم، وعودة إيران الفارسية إلى حدودها الطبيعية عند جبال زاكروس، فمقومات استعادة الدولة الأحوازية قائمة وموجودة، بدءاً من شعب وإقليم وتراث وتاريخ طويل حاولت طمسه العنجهية الفارسية في طهران.

فالأحواز ستبقى تراباً عربياً مهما حاولت إيران تغيير معالمها، فمصيرها العودة إلى حضن الأرض العربية مهما غابت عنه ، لأن الهوية الراسخة رسوخ الجبال لا تستبدل، ولو دام الاحتلال مئات السنين.


وأخيرا هويتنا العربية الراسخة رسوخ الجبال لا تستبدل ولو دام الإحتلال مئات السنين ستبقى الأرض عربية والدماء عربية.