لماذا تتحامل السعودية بشكل متزايد على الانتقالي الجنوبي ؟!

صحيح أن ‏طريقة تخاطب مذيع قناة الحدث،أمس، مع مختار اليافعي، نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، كانت مستفزة وفيها من التحامل والتعالي المتعمد استخباراتيا من الدولة الممولة والموجهة للقناة، ما يكفي لفهم مستوى الامتعاض السعودي المتزايد من الانتقالي الجنوبي، وخاصة بعد رسالته لمجلس الأمن والمجتمع الدولي، للتدخل الفوري لمعالجة الأزمات بعدن، واعتبار الشقيقة أن تلك الرسالة تعد تجاوزا لوصايتها على اليمن ودورها الداعم لشرعيتها المفترضة، كما يشيد بها ويشكرها كل مسؤولي الشرعية والانتقالي أيضا ليل نهار،  إلا أن الرفيق أبوصالح كان متماسكا وموفقا إلى حد كبير في محاولته مجاراة محاوره الموجه مسبقا عليه بكل وضوح، وحاول الاستفادة من وجوده على الهواء، بتوجيه أكثر من رسالة من الانتقالي، رغم مقاطعته المتكررة من قبل المذيع ومحاولته السخرية من الانتقالي من البداية بسؤاله عما إذا كان المجلس  قد تلقى أي مؤشرات عن استلام مجلس الأمن لرسالته، و عن ماذا بيده من حلول ومعالجات للأوضاع في عدن الخاضعة لسيطرته وإدارته، في حالة عدم التجاوب مع رسالته، خاصة وأن الوضع خطير وينذر بانفجار شعبي وشيك،كما حذر المجلس في رسالته.

لكن مالم يكن مختار اليافعي  موفقاً فيه بحديثه وفق تقديري، هو ربطه لأي تحرك أو خيارات قد يلجأ إليها المجلس الانتقالي لإنقاذ الشعب الجنوبي من هذه الأزمات والمعاناة المستمرة، بالتنسيق والتفاهم مع التحالف العربي، وتجاهله لكل صمت وخذلان المملكة والإمارات للشعب الجنوبي وتفرجهما مؤخرا، على كل ما يعانيه من ازمات ومعاناة ومجاعة، مروراً بتحامل السعودية على الانتقالي أيضا، وصولا إلى تلك النبرة الاستعلائية المستفزة من محاوره على الهواء، وكيف حاول تحميل الانتقالي كامل المسؤولية على ما تعانيه عدن، وتركيز أسئلته على دور المجلس كحاكم ومسيطر على الأرض في معالجة الأوضاع وتخفيف معاناة الشعب ومحاربة الفساد الإداري، وعن خياراته المتاحة التي يمكنه اللجوء إليها اليوم، لمواجهة الأزمات المتفاقمة واتساع حالة الامتعاض الشعبي.

الحدث تكشف عن مستوى الامتعاض السعودي المتزايد من الانتقالي الجنوبي!

مقالات الكاتب