حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
الغالبية قد شاهدت أو سمعت أو قرأت عن كارثة مشاريع البرنامج الإستثماري مع بداية كل عام مالي جديد في عدن ، و لكن مع الأسف الشديد وعلى أرض الواقع لا وجود لأي مشروع إستثماري حقيقي هذه هي الحقيقة المؤلمة ، حقيقة هذا البرنامج أنه أصبح من أخطر أبواب الفساد و العبث و النهب للمال العام ( أموال الشعب المطحون ) ويجب إلغائه فوراً .
أرادت حكومة صنعاء سابقاً كعادتها أن تعمم دولة الفساد و الفوضى و النهب للمال العام في جميع مدن و مديريات اليمن أنذاك وأستمر الحال حتى يومنا هذا في عدن ، قررت حكومة صنعاء أن تعطي بعض الاموال للمديريات و بشكل مباشر لتنفيذ بعض المشاريع الأستثمارية الوهمية في المديريات ويكون المردود المالي العائد من تلك المشاريع يستفاد منه في مشاريع أخرى هكذا أرادوا أن يوهموا الشعب ، ولكن باطن فكرة تلك المشاريع الاستثمارية هو تسهيل عمليات سرقة و نهب المال العام بطريقة رسمية من أجل إفساد الجهاز الإداري و المالي في المديريات ، وهذا ما كشفته الأيام و أكدته الوقائع و الدلائل .
هل تعلمون بأنه صرفت عشرات المليارات من الريالات في عدن على مشاريع من بند الإستثمار وكلها لم تكن مشاريع إستثمارية ولا حتى مجدية للفرد أو المجتمع مطلقاً وتعتبر مخالفة مالية و قانونية جسيمة بحسب اللوائح و القوانين النافذة ، يتم شراء سيارات و ترميم إدارات و إقامة حفلات و بناء أسوار كسور الشارع الرئيسي في المعلا وغيرها من أموال البرنامج الاستثماري وهي مشاريع لا تمت للاستثمار بأي صفة لا من قريب ولا من بعيد .
لم يقوم أي مدير عام مديرية في محافظة عدن حتى يومنا هذا بعمل مكتب إستشاري مصغر ، يقوم بدراسة إحتياجات المديرية ويحدد نوعية تلك المشاريع أكانت حدائق ترفيهية بمبالغ معقولة يستفيد منها المجتمع و خزينة الدولة أو عمل مخابز ألية أو فتح مختبرات مركزية تخدم المجتمع أو مدارس خاصة تقدم خدمات أفضل من تلك الشقق والعمارات التي تظن نفسها أنها تقدم مستوى تعليمي عالي ولم نرى أي نوابغ أو أوائل للطلبة من تلك المدارس الأهلية الفاشلة على الإطلاق إلا ما ندر .
لم يستطيع أي مدير عام مديرية في عدن أن يستغل تلك الاموال بصورة صحيح وسليمة لحد الأن بل العكس ، كانت الاستفادة من تلك المشاريع الفاشلة عند البعض أغلبها لمصالحهم الشخصية ووسيلة للإثراء الغير مشروع و التكسب و التربح من الوظيفة العامة و بشكل علني واضح و فاضح ووقح .
وبما أن محافظة عدن صغيرة المساحة ومديرياتها الثمان متقاربة و مترابطة ، أقترح بأن تكون جميع المشاريع بيد المركز أي في ديوان المحافظة و هناك يفتح باب المناقصات وما على المديريات إلا الرفع بنوعية إحتياجاتها للمشاريع .
لم تشهد محافظة عدن أي إهتمام حقيقي جاد طيلة عقود من الزمن ، أكان ذلك في إعادة تأهيل البنية التحتية أم مشاريع تنموية كبيرة في التعليم و الصحة والكهرباء و المياه وغيرها ، حتى أموال الدول المانحة يتم العبث بها عمداً في عدن وبصورة مدروسة و ممنهجة و أضرب هنا مثلا حقيقياً مأساوياً كبيراً بحق *عدن* ألا وهو بطولة خليجي 20 الخليجية التي إستضافتها مدينة عدن بالتحديد ، والتي كانت تلك البطولة فرصة ذهبية لن تعوض مرةً أخرى و كانت ستحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات و إعادة وجه عدن المشرق الجميل ، والسؤال كيف ذهبت تلك البطولة الكبيرة و تلك الاموال الضخمة أدراج الرياح ولجيوب أفراد معروفين ، وبقيت عدن تشكوا ظلم ذوّي القربى كعادتها .
إجمالي الاموال المصروفة على عدن في بطولةخليجي 2010 م فقط هي حوالي ١٢٦ مليار ريال يمني كلها ذهبت في مشاريع لم تستفيد منها عدن على الإطلاق مثل شق طرقات الجمعيات السكنية بالعريش بمديرية خور مكسر في الصحراء و بدون سفلته و أكلتها الرياح و أنتهت ، أكثر من ستة مليار ريال يمني صرفت على أعمدة الإنارة الفيبر جلاس المستوردة من الصين و بموصفات رديئة جداً والكهرباء في المشمش ، شيد ملعب ٢٢ مايو بي ٢ مليار ريال و تم إعادة تأهيله بتركيب المقاعد البلاستيكية و تعشيب أرضية الملعب بالأعشاب الصناعية و اللوحة الالكترونية و مقصورة كبار الضيوف بي ٤ مليار ريال أي بأكثر من تكلفة إنشائه بضعفين ،
مستشفى ٢٢ مايو كان يعمل بصورة ممتازة أحسن ما يكون حطمناه في خليجي عشرين ، إذ تمت عملية إخراجه عن الجاهزية وسحب جميع محتويات المستشفى السابقة و تأخرت عملية إعادة تأهيله لعدة سنوات ، حتى جاء الهلال الأحمر الاماراتي مؤخراً و أهل المستشفى من جديد و أعاده للعمل مرة أخرى .
رغم التمويل الخليجي المفتوح للبطولة لم يتم التطرق لتشييد محطة كهرباء متواضعة خاصة بعدن ، بل تعمدوا نهب الاموال الخليجية عن طريق التعاقد مع شركات بيع الطاقة الكهربائية لتزويد عدن بالكهرباء أثناء سير البطولة .
وذهب خليجي عشرين وذهبت تلك المشاريع الاستثمارية الوهمية وبقيت عدن تبكي و تشكوا من ظلم ذوّي القربى ، واليوم نرى نفس أولئك الشخوص ونفس تلك المشاريع الترقيعية والغير مجدية وبنفس تلك الطريقة السابقة في إهدار ونهب للمال العام وفي نفس المكان مع تغير الزمان مع بقاء معظم أولئك الفاسدين بل وتمت ترقيتهم بقرارات جمهورية .
*لك الله يا عدن*