قبل عام تقريبا أجريت مع اللواء فضل حسن حوارا صحفيا قبل ان يصير قائد المنطقة العسكرية الرابعة 

نشر الحوار في صحيفة صوت المقاومة الجنوبية وقتها

عند وصولنا إلى منزل اللواء فضل حسن الكائن في حي إنماء وإلى ديوان الاستقبال تحديدا كان ممن صافحناهم بصعوبة ثلاثة بترت أقدامهم في جبهات البريقة والعند وكرش، اثنين منهم أولاد شقيقي فضل حسن والثالث ابن اخته واثنين اخرين من قبيلته أحدهم فقد ساقه والاخر أصيب بشضية في راسه فقد على اثرها حاسة السمع.

كان المكان الذي هو ديوان استقبال أقرب إلى عيادة ميدانية، رائحة المطهرات بل رائحة الدم تتسلل إلى أنف من يعتقد ان بوصوله إلى منزل فضل حسن سيضمن رائحة الرفاهية وبرود مكيف على مدار الساعة ، "مروحة" وحسب ظلت تقاوم حرارة المكان والبعوض، لحظتها أدركنا أننا في منزل قائد يبدا التضحية بنفسه وبأقرب الناس إلى قلبه، قائدا أبيض اليدين له قلب أسد وضمير الصالحين الزاهدين.

وقت قصير قضيناه مع اللواء فضل بالكاد اكتمل فيه الحوار الصحفي الذي ركزنا فيه على الملاحم البطولية التي قادها الرجل في عدن والعند وأبدا فيه انصافا لدور القيادة العليا في جبهات عدن الممثلة باللواء الشهيد علي ناصر هادي واللواء الشهيد جعفر محمد سعد واللواء الشهيد أحمد سيف اليافعي وكذا انصافه لابطال الحراك الجنوبي والسلفيين الذين قال انهم هم القوة التي تصدت للغزاة من المليشيات الحوثية وقوات عفاش ودحرتهم من عدن وحتى كرش واصفا حزب الاصلاح بحزب الاخونجيين الذين لا ثقة بهم حد تعبيره.

غادرنا اللواء فضل حسن إلى وجهته جبهة كرش قبل ان نغادر منزله فقضينا بعضا من الوقت مع ضيوفه الجرحى وابن اخته وضاح حسين الذي استشهد فيما بعد في جبهة كرش .

أخذنا الحديث في إحصاء الشهداء والجرحى من أقربائه والمحيطين به فعلى سبيل المثال مرافقيه أثناء الحرب من لم يستشهد فهو جريح. 

أقرباءه أيضا أخاه وابن أخيه وابن أخته وثلاثة من أولاد عمه واثنين من أصهاره جميعهم استشهدوا وهم بجانبه في جبهات القتال.

لست بصدد التطبيل إنما اردت التذكير على أمل ان يتأثر الجاحدون الذين يبتكرون للجنوب جبهات داخلية كل يوم، يتفنون في استعداء الشرفاء وتحويلهم الى خصوم.