حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
مرحلة جديدة تمر بها عدن يلزمها الانسجام بين "الاعلان الثوري" و "النهج التنموي" والذي لايستغني احدهما عن الاخر فمشروع التنمية والنهوض بعدن في ظل الفساد القابع والنفوس المرتهنة له وضعف الكادر في تحمل المشاق مستحيل - مستحيل - وسيفشل هذا المشروع التنموي في بداية خطواته ففاقد الشيء لايعطيه ويد الفساد لاتبني ولا تعطي والناس في احباط من هذه الوجوة ، فالنهج التنموي بحاجة الى الاعلان الثوري الصادق واقصد بالصادق الذي نشأ من اجل عدن ومن اجل الجنوب مستعد للتنازل من اجل التنمية يعطي لها الفرص لانعاش الحياة بعيدا عن عقلية الثورة الخانقة والتي تبدوا كانها الفوضى وسقوط الدولة.
ولهذا ستظهر تناقضات طبيعية عند البدء بالعمل التنموي في ظل اعلان عدن الثوري الذي قد فهمه الكثير انه اسقاط الدولة او قد يخترق من صف ثالث لنشر الفوضى والانقسام ، ومن الحكمة التعامل الصحيح مع هذه الظواهر وضرورة الأنسجام وعدم التهويل وتوسيع الفجوة.
ومثالا منطق النهج التنموي من الطبيعي ان يكون منطقا عاقلا يقوم على الاسس الانسانية الشاملة للعدالة الانسانية ولاغريب ان يكون منطقا يتعامل مع الشرعية الدستورية والتي تقوم على دولة اتحادية من ستة اقاليم معترفا بالجمهورية اليمنية وهذا ما سيعطي محافظ عدن قوة قرار للبناء والتنمية بعيدا عن الانقسام بين السلطة المحلية والحكومة الشرعية وكان اهم اسباب معاناة عدن بخلاف ما حصل في حضرموت من انسجام ساعد السلطة المحلية اتخاذ قرارات قوية دفعت بعجلة التنمية.
ومنها كذلك منطق رفض كلمة دحباشي والتي صارت حتى تطلق على كل شمالي وتوسعت لتطلق على ابناء عدن تعسفا وجهلا وهم ابا عن جد ولدوا وترعرعوا وقاتلوا وضحوا من اجلها .
وفي نفس الوقت فان الاعلان الثوري سيعتقد انها بداية ضربات من تحت الحزام للقضاء عليه وان كنت اجزم ان الاخ القائد عيدروس نفسه لايتلفظ بها بل يرفض استخدامها لامتهان اي مواطن يمني من المحافظات الشمالية والتي استخدمت لنهب بيوت وممتلكات وحقوق باسم انه دحباشي ، لكن سيبقى الاعلان الثوري لا ينظر لمثل هذا القضايا الا نوع من التمرير لقبول سيطرة الشمال على الجنوب فكلمة دحباشي التي تلقاها الشعب الجنوبي من مسلسل ادم سيف الرمضاني جاء ليعبر عن رفض الوحدة ورفض صور التخلف والظلم التي وقعت على الجنوب بعد عام 94 م.
وهنا حان الوقت لمرحلة جديدة لابد ان يتبناها الجنوبيون متفهمين ضرورة الانسجام بين "مشروع التنمية" و "الاعلان الثوري" ولابد التنبه ان كثير من الاساليب الذي تعامل معها شعب الجنوب استخدمت بشكل على غير ما وضعت له صار الدحباشي الظالم المستبد اليوم هو ذلك المسكين من ابناء الشمال الذي اخذ بيته وممتلكاته من حر ماله -اليوم- مشرد ونازح يصلى بنارين ، صارت كلمة دحباشي اذا سمعتها من شخص عرفت انه يريد ياخذ حق الاخرين بهذه الكلمة .
لكن لنا ان نبقي كلمة دحباشي سارية على المتنفذين من الشماليين الذين اخذوا ممتلكات شاسعة ويتوقعوا انهم سعودون لها ولابد هذه الممتلكات ستصادر للدولة عبر المحاكم التي ستبحث في اولويات الوثائق وكيف اخذت هذه الممتلكات' وهذا حق ثوري مشروع سيقبله النهج التنموي ، كما ان كلمة الدحباشي اليوم لابد ان تطلق على كل ناهب للأراضي والعقار مستخدما نفوذه العسكري كان جنوبي أو شمالي وهو ما سيقبله الإعلان الثوري ولن يقبل ان يتكلم باسمه الثوري الشريف من يريد نهب حقوق الناس واستعبادهم .
وماذكرت هي بعض التناقضات التي ظهرت بكلمة الاخ المحافظ يوم امس والا فان هناك امور كثيرة ستظهر عند البدء في العمل فاين حلقات الوصل والعقول التوافقية الناضجة القادرة على مسك زمام الامور بين الثورة والتنمية والحفاظ الا تنزلق الامور الى تضاد يضرب جناحينا بعضهما فننهزم ويفشل الجميع ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .