حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
في ال26 يونيو من كل عام تحتفل كل دول العالم وخصوصاً تلك المنظوية تحت المنظمة العالمية لمكافحة المخدرات والجريمة والتي تأسست عام 1997 كمكتب يعمل على السيطرة على انتشار المخدرات والحد من الجريمة، من خلال الجمع بين برنامج الأمم المتحدة الدولي للسيطرة على المخدرات (UNDCP) وقسم مكافحة المخدرات والجريمة التابع لمكتب الأمم المتحدة في فيينا وهو أحد أعضاء مجموعة التنمية التابعة للأمم المتحدة والتي غُيّر اسمها إلى "مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة" عام 2002م.
وبلادنا كواحد من البلدان التي يعاني مجتمعها من إنتشار المخدرات بين أوساط شبابه من الجنسين حتى أنها وصلت إلى الأطفال في بعض المناطق وخصوصاً في المدن الرئيسية مثل عدن والمكلا والغيظة في محافظة المهرة والتي تعد البوابة الأولى والرئيسية لبداية دخول المخدرات إلى جميع المحافظات الجنوبية ومازالت إلى جانب فتح العديد من المنافذ البحرية والبرية خصوصاً تلك المحاذية لمحافظات ما تسمى بالجمهورية العربية اليمنية ..
إلا أن بلادنا ليست عضوا في المنظمة العالمية لمكافحة المخدرات وعليه تفتقر بلادنا وأجهزة الأمن فيها وخصوصاً إدارات مكافحة المخدرات إلى كافة الوسائل والأجهزة المخصصة لعمل المكافحة كما تفتقر للمراكز العلاجية والتأهيلية المساعدة للأشخاص الذين وقعوا في شر الإدمان على كافة الأنواع من العقاقير والأعشاب والمركبات الكيميائية من المؤثرات النفسية والمخدرة .
وحتى على المستوى المجتمعي والعمل التوعوي لأفراده بالرغم من قيام مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات وهو الوحيد الذي ينشط بواسطة أعضاءه من الناشطين والشباب بهذا العمل في كافة الأطر المجتمعية من مدارس وجامعات وأندية رياضية وساحات وأنتشر عمله إلى معظم المحافظات الجنوبية بمدنها قراها إلا انه لازال بحاجة إلى الكثير من الوسائل والبرامج المساعدة له في مواصلة عمله وتأهيل المنتسبين إليه كون المخدرات ومن يعملوا على نشرها تنتشر بشكل كبير جدا ومخيف للغاية ويبدو أنهم لا ينوون استثناء أي فرد في مجتمعنا من تجريعه سمومهم القذرة تلك خصوصاً في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد ونحن مازلنا في حالة حرب مستعرة والمخدرات واحد من أسلحتها القذرة التي حققت نجاحات أكثر مما حققته الأسلحة النارية التقليدية والمتطورة ..
وعليه واليوم وبهذه المناسبة العالمية لدينا رسائل نريد إيصالها من هنا :
إلى مجتمعنا وبالذات أولياء الأمور ( راقبوا أولادكم ) فهم أمانة في أعناقكم ستسألون عنها يوم القيامة فالأسرة نواة المجتمع إن صلحت صلح وإن خربت خرب المجتمع كله وأساس الأسرة تربية الأبناء على الخلق والتعليم ثم التعليم ثم التعليم .
- إلى الأخ مدير شرطة عدن وكل مدراء الأمن في المحافظات الجنوبية وفي ظل الانتشار المخيف لظاهرة المخدرات أضربوا بيد من حديد ومن خلفكم رجالكم في إدارات الأمن والمكافحة كل من تسول له نفسه تدمير أبنائنا .
- إلى من بيده الأمر أصبح من حقنا أن نطالب بالانضمام لمنظمة مكافحة المخدرات والجريمة العالمية فمثلما تكافحوا الإرهاب واجب عليكم أن تكافحوا المخدرات وتطلبوا منهم دعمكم بكل الأجهزة ومؤسسات التأهيل والعلاج . فالمخدرات هي العامل المساعد الرئيسي لتسهيل أعمال الإرهاب في أي مجتمع وتاجر المخدرات هو الحليف القوي لأعداء أي شعب أرادوا إبادته .
ومنظمة مكافحة المخدرات هي أيضاً تعمل في مكافحة الجريمة التي هي نتاج العمل الإرهابي فكيف تستثنوا دعم مكافحة المخدرات والجهات التي تقوم بمحاربتها ومنظمات المجتمع المدني التي تساعد في نشر الوعي ومساعدة الأشخاص المدمنين على المخدرات .
- إلى الشباب أنتم أملنا فلا تخيبوا .. وتخيّبوا رجائنا فيكم , ولا تستسلموا لأقذر تاجر عرفته البشرية ليغريكم بتعاطي بضاعته القذرة التي آخرها هلاككم .
- إلى أئمة المساجد ورجال الدين حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم إننا سنشكوكم إلى الله في تقصيركم بواجبكم نحو شعبكم .وإصراركم على تسخير المساجد لتنفيذ أجندات أحزابكم وأمرائكم .
- إلى كل الصيادلة والأطباء وكل من يروج أو يبيع هذه الآفات إبتداءً من بائع الفوفل والتمبل مرورا بالشمة والقات وانتهاء بكل أنواع المخدرات الخطيرة المنتشرة بين شبابنا اتقوا الله فمن تبيعوهم بضاعتكم هم أهلكم وذويكم .
إن مركزنا حرص منذ تأسيسه في العام 2013م على إحياء هذه المناسبة رغم أنه يعلم حقيقة كونه ليس في دولة عضوة في تلك المنظمة ولكن كان لازال يحمل القائمين عليه أعضاءه وناشطيه انه لابد وسيأتي يوماً ما وسيكون لهذه الدولة مكاناً فيها حين ستصل رسالته التوعوية إلى كل مواطن ومسؤول وجهات مختصة وسيدرك الجميع مدى حاجة هذا المجتمع للمساعدة كي يخوض حربه الحقيقية مع تجار المخدرات الذين يشكلون الخطر الحقيقي ليس على حاضر الجنوب ولكن على حاضره ومستقبله .. وإن غد لناظره قريب ..
ونحن سنظل نردد شعارنا ( لن أستسلم للمخدرات .. وطني يحتاجني ) .
سعاد علوي
رئيس مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات.