حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
كلنا سمع بالمثل الإنساني القائل لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطادها .
ومن هذا المثل أنطلق معكم في مقالي هذا إلى واقعنا المحلي المعاش منذ الحرب الأخيرة في 25 مارس 2015 ومنذ أول طلعة طائرة للتحالف في سماء بلادنا وواحد من أهدافهم هو خلق جيش من المرتزقة والعملاء وبالمقابل خلق جيش من المتسولين من أبنا شعبنا الذين حولت تلك الحرب حياتهم إلى جحيم من العوز والفقر والفاقة .
ومنهم أبناء وأهالي وأسر الشهداء والجرحى والطبقة المتوسطة التي إنحدرت بسبب الظروف المعيشية الصعبة والغلاء الفاحش والدمار الذي طال كل زوايا وأركان البلاد إلى مستوى خط الفقر أو تجاوزته إنحداراً .
كي تأتي دول التحالف في مرحلة متقدمة من حربها وتلعب دور المنقذ لهم من الفقر .. وليس سيئاً أن تقوم بذلك فهي دافعت عن أمنها وأمن بلدانها من عدو مشترك كان يهدد الجميع ولازال .
ولكن السيء في الأمر هو أن تأتي سلبيات تلك الحرب كلها على شعبنا في الجنوب وحده دون البقية ويتحمل أوزار حرباً لا ناقة له فيها ولا جمل وهو الذي كان مؤمناً بها أنها جاءت أي دول التحالف كيف تساعده على نيل حريته من محتل أرضه وفي الأخير إتضح أن الجميع دول تحالف وسلطة شرعية يمنية رغم شخوصها الجنوبية إنما تعمل لأجل اليمن وهذا الأمر بالذات لا يحتاج إلى تفكير عميق فكل شيء ظاهر على السطح وبكل شفافية ومن لا يرى ذلك فهو أعمى أو أنه غبي .
ونحن هنا بصدد جيش المتسولين الذي صنعته تلك الحرب ومن قاموا بها من دول التحالف في العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية وفي كل مناسبة نرى شحنات الإغاثة الغذائية التي تهب للأسر الفقيرة فُتاة من الطعام وبقايا ملابس مستعلمة تم تدويرها صناعياً .. في حين أن الكثير من المشاريع والمؤسسات معطلة وكان الأولى والأجدى إنفاق المبالغ الطائلة في إنعاشها وتوفير فرص عمل للشباب وكافة أبناء الشعب من النساء والرجال لينفقوا على أنفسهم وأسرهم من ما يصنعونه وينتجونه لا من ما يستجدونه أو يسترزقونه من جيوب وأيادي الفاسدين وليتعلّموا كيف يلبسون ويأكلون مما تصنع وتزرع أياديهم .
فقد خلقت هذه الأموال شريحة واسعة من المتسولين نراهم في كل مكان وأمام أبواب الجمعيات ومكاتب التجار وخلقت وضعاً معيشياً صعباً لشعبنا بدلا من أن تكون مصدراً لمساعدته على تجاوز الظروف التي خلقتها الحرب وتكون تعويضاً حقيقيا لكل دمار أحدثته سواء في المباني أو الطرق أو الأخلاق والنسيج الإجتماعي الأخلاقي والقيمي .
وفروا أموالكم التي توزعونها عبر كثير من النماذج الفاسدة هنا وهناك وأنتم تعلمون بفسادهم منذ أول يوم وطئت أقدامكم أرضنا تحت مسميات منظمات وجمعيات ومراكز إغاثية وما هي إلا جهات سادية تمتهن تعذيب وإهانة وإذلال الشرفاء وعزيزي النفس من أبناء الفقراء والمحتاجين .. ما لم تكن لديكم خطط لتعويض ما دمرته حربكم بعيداً عن عصابات الفاسدين شُقاتكم وكاميرات قنواتكم ومواقعكم التي لا تنشر مجدكم بل تظهر إذلالكم لشعب منحكم أرواحاً وأجساداً وبلادا بأكلمها مارستم عليها حرباً كانت بالنسبة لكم مثل لعبة بلايستيشن وكانت بالنسبة له حياة وموت حقيقي فلا يصدق عقل أبداً أنكم تجهلون الطريق الذي يوصلكم للشرفاء من أبناء شعبنا وهم كُثُر ولكن هكذا أردتم وهكذا أراد مخرج تلك الدراما التي لازالت حلقاتها مستمرة حتى تشبع نفوس تتغذى على رؤية الدماء والدمار والدموع والإنكسار في عيون ونفوس الرجال .