حين تسقط الأقدار، الغدر..!
خالد شوبه
فجعنا الأسبوع الماضي بالهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له قوة سعودية خاصة تابعة لقيادة التحالف الع...
لنختلف مع فخامة نائب الرئيس رئيس الوزراء السابق المهندس خالد محفوظ بحاح ولكن ستظل الحقيقة هي الحقيقة مهما حاولنا حرفها أو تغيير مسارها , بسبب هذه الطفرة الإعلامية الهائلة صار من الصعب إخفاء أي شيء عن الرأي العام .
لم يأتي البحاح بجديد حول عمليات النهب المنظم لثروات البلاد من قبل الحكومة الشرعية وعلى رأس تلك الثروات نفط المسيلة الحضرمي , كنا قد كتبنا قبل عام تقريبا عن هذا الموضوع بمقال إستقصائي حول عمليات البيع المنظم للنفط الحضرمي والتي بلغت أربع شحنات نفطية , وكل شحنة كانت تقدر بي 3مليون برميل من النفط الخام , وكان بإمكان أي ناشط أو إعلامي التحقق من ذلك عبر الكميات المخزنة بميناء الضبة بالشحر الذي يصدر منه النفط الحضرمي , على الحضارم الوقوف بحزم ضد ظاهرة العبث بالنفط بهذه الطريقة المخزية .
الجديد الذي أتى به البحاح هذه المرة هو أنه يغرد و يصرح و يهاجم الحكومة الشرعية وبقوة وهو متواجد بالعاصمة السعودية الرياض , هل وصلت السعودية بعد الإمارات لقناعة تامة بأن الرئيس الشرعي و حكومته أصبحا جزء من المشكلة باليمن , معروف عن البحاح بأنه لا يحب الظهور الإعلامي المتكرر , ولا يحب المهاترات و المناظرات , ولكن هذه المرة أراد العالم و دول التحالف عبر البحاح رفع الكرت الأصفر بوجه الرئيس و حكومته الشرعية الفاسدة من خلال السماح لمستشار الرئيس هادي و نائبه سابقا بكشف المستور بهذه الطريقة .
700مليون دولار هي عائدات الشحنات الأربع من بيع النفط الحضرمي , بيعت ووضعت أموالها بالبنوك التجارية و الاهلية خارج البلاد , وكانت ترسل مبالغ بسيطة منها وتوضع بخزينة البنك الاهلي اليمني بعدن لدرء الرماد في العيون , 17مليون دولار هي قيمة الطاقة المشتراة من السعدي و باجرش ال 100ميجا لكهرباء عدن , 10مليون دولار لشراء قطع غيار لكهرباء عدن ولم تصل بعد لحد اليوم , شراء وقود لمحطات الكهرباء بعدن كان أغلبها بالريال اليمني وليس بالدولار , 7مليون دولار بحساب مؤسسة مياه عدن لدى البنك الأهلي بعدن , شراء الطائرة الرئاسية المستخدمة للرئيس هادي من أموال النفط الحضرمي , كل تلك المبالغ لن تتجاوز ال 150مليون دولار فأين ذهبت باقي الأموال .
أين ذهبت عائدات النفط الحضرمي 700مليون دولار , أين ذهبت ال 400مليار ريال التي طبعت بروسيا وكانت مخصصة كرواتب للموظفين , أين تذهب إيرادات موانئ مؤسسة خليج عدن المودعة بحساب جاري لدى البنك الاهلي اليمني بعدن و تبلغ عشرات الملايين من الدولارات , أين تذهب إيرادات الرسوم الجمركية لميناء عدن للحاويات والتي تجاوزت كحد أقصى 15مليار ريال شهريا كونه المنفذ البحري الوحيد حاليا وحجم النشاط التجاري تضاعف أضعاف مضاعفة عن السابق وكذلك الضرائب و الواجبات و الإتصالات وطيران اليمنية , أين تذهب عائدات منفذ الوديعة البري والوحيد مع السعودية والذي يعتبر أربعة منافذ بمنفذ واحد بعد إغلاق منافذ حرض و البقع و علب بشمال اليمن وعائداته عشرات المليارات شهريا , أين تذهب إيرادات منفذ شحن بمحافظة المهرة وكذلك إيرادات محافظة مأرب المتمردة على شرعية الرئيس هادي , نريد كشوفات صرف بتلك المبالغ كونها مال عام وليس خاص , لماذا لم تورد تلك المبالغ الهائلة من النقد الأجنبي و المحلي لخزينة البنك المركزي بعدن وتم وضعها ببنوك تجارية و أهلية و بحساب جاري وليس بحساب حكومي مركزي .
إن قرار تعويم الريال اليمني لم يكن الغرض منه سوى مضاعفة مبالغ الإيرادات لصالح الحكومة الشرعية الفاشلة , تضاعفت مبالغ الإيرادات بسبب تغيير بالتعرفة الجمركية و الضريبية و الواجبات وجميع المعاملات التي كانت مربوطة بالريال و الدولار ولم نشعر بأي تجسن , بل العكس إزدادت الأوضاع المعيشية سوء , من يدفع الثمن دائما هو الشعب المطحون فقط
وضعت الحكومة الشرعية هدف وفعلا تقوم بتحقيقه الان من خلال العبث بالمال العام و المناصب و الوظائف في وقت كنا بأمس الحاجة لحكومة تقوم بدورها الوطني للتخفيف من فقر و معاناة و بؤس هذا الشعب التعيس النحيس .
أتوقع نهاية درامية للرئيس هادي و حكومته المتشظية في بقاع الدنيا هذا العام , أتوقع إحالة ملفات العبث بالمال العام للمحاكم المحلية و الدولية كوننا مازلنا نخضع للوصاية الدولية بحسب قرار مجلس الأمن الدولي .
البحاح نقل فساد الحكومة الشرعية من المربع الإعلامي للمربع الرسمي و الإقليمي وقد ينقله للمربع الأممي لفرض عقوبات دولية ضد الحكومة الشرعية , هل نهاية بن دغر السياسية و المهنية صارت قاب قوسين أو أدنى .ااا