الوديعة السعودية .. و ابتزاز الحكومة الشرعية

في غضون الثلاثة أيام فقط يهوي سعر صرف الريال السعودي من 133 ريال يمني للريال السعودي الواحد إلى 99 ريال يمني للريال السعودي الواحد وبعصى بن دغر السحرية , لم تصل الوديعة السعودية بعد ولم يتغير شيء على أرض الواقع ,  سنبيع نفطنا الحضرمي كالعادة ولن تدخل العملة الأجنبية خزائن بنك عدن المركزي كالعادة , لم تتحرك عجلة الاقتصاد فمازالت متوقفة منذ سنوات  , لم يوجه بن دغر بإغلاق الحسابات الجارية غير القانونية لمؤسسة موانئ خليج عدن لدى البنك الأهلي اليمني وتحويلها لحساب إراد عام لدى البنك المركزي اليمني بعدن .
لماذا لم يوجه بعد بن دغر بإغلاق حساب شركة طيران اليمنية لدى بنك التسليف الزراعي وتحويلها كإيراد عام في البنك المركزي اليمني  , أين تذهب إيرادات وزارة إتصالات الحكومة الشرعية  ولماذا لم يتم إقالة الوزير باشريف أسوة بزملائه , لماذا لا يتم معاقبة فرع البنك المركزي بمأرب المتمرد  , ولم تستأنف الدورة المالية مرة أخرى ومازال التجار و رجال الأعمال والمستثمرين يكتنزون أموالهم في شركاتهم ومحلاتهم وفي منازلهم .
الذي جعل سعر صرف الريال السعودي وبقية العملات الأجنبية تهبط هو قلة الطلب بصورة مفاجئة ومدروسة وأدت إلى وفرة المعروض  , ولا أحد يمتلك مئات المليارات من العملة الوطنية غير الحكومة الشرعية الفاسدة بعدن وسماسرتها من المسؤولين وبعض تجار الأزمات , ليس من مصلحة أحد المضاربة بسعر صرف العملات الأجنبية والعربية فالكل سيحترق  بنار الإنهيار إلا الفاسدين من مسؤولي الحكومة الشرعية  .
إنه الابتزاز يتجلى بأبشع صوره ويمارس من قبل الحكومة الشرعية الفاسدة للجمهورية اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع  , نعم بعد قرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه بإيداع ملياري دولار في حساب البنك المركزي اليمني كوديعة هبط وبصورة دراماتيكية سعر صرف العملات مقابل الريال اليمني وبصورة مستمرة ويومية وبنسب غير متوقعة  .
لم تتخذ أي إجراءات ضد شركات ومحلات الصرافة المخالفة للعمل المصرفي حتى هذه اللحظة ولم يتم إغلاقها أيضآ  , لم يفتح باب التحقيق بخصوص من يمول تلك الجهات  بالمليارات اليمنية التي سببت  إنهيار الريال اليمني والمضاربة به بصورة غير قانونية  .
سيمكث محافظ البنك المركزي القعيطي كعادته عدة أيام أو أسابيع في عدن  وسيرحل إلى منفاه الإختياري كباقي رجال الشرعية , إن إصدار تعميم من قبل البنك المركزي اليمني بتحديد سعر صرف الدولار والريال السعودي بعد عملية التعويم وبدون إصدار قرار بإلغاء التعويم مهزلة تضاف لمهازل العمل المصرفي للبنك المركزي اليمني بعدن , وسابقة لم تحدث في أي بنك مركزي عالمي حتى يومنا هذا .
بعد الذي حدث وسيحدث من فساد وفشل للحكومة الشرعية توصلت لقناعة تامة بأنه بسبب تغاضي السعودية , وأعتبر الوديعة السعودية طوق نجاة لبن دغر وحكومته وليس للشعب اليمني  , لا أعلم سبب هذا التمسك بهذه الحكومة ومحافظ البنك المركزي اليمني وعدم الضغط على الرئيس الشرعي هادي بتغييرهم .
 على السعودية أن تتخلى عن هواجسها وشكوكها والخوف من تمرد الرئيس هادي ونائبه علي محسن الأحمر وبقية أحزاب اللقاء المشترك عليها وتهديدها بالذهاب إلى قطر أو تركيا أو إيران , وتلك الدول لن تقبلهم نهائيا بسبب أنهم سيستنزفون خزائنها التي هي اليوم غير متعافية بسبب أوضاعها السياسية والإقتصادية ولمعرفتهم بأن الشرعية لا تمتلك قوة على الأرض اليمنية  , ناهيك عن الرفض القطري السابق وبعد زيارة الرئيس هادي للدوحة وإستجداء القطريين بوضع مليار دولار كوديعة ورفض قطر ذلك الطلب وتقديم أي مساعدات للرئيس هادي وحكومته .
لن تفتح قطر عاصمتها أو خزائنها للرئيس هادي وحكومته مطلقا , لكي لا تغضب حلفائها الإيرانيين والحوثيين  , أما نحن فقد تجاوزنا تلك المرحلة الحرجة بعد تحرير جنوب اليمن وأجزاء مهمة في شمال اليمن والسيطرة على منابع النفط والثروات ومضيق باب المندب , وتعيش مليشيات الحوثي حاليا حالة من الموت السريري , ولم تعد قاردة حتى على الحفاظ على الاراضي التي تقع تحت نطاق سيطرتها  .
الشرعية ومليشيات الحوثي لم يعودان يمتلكان أي أوراق ضغط لتفرضا شروطهما على دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة , وما يحدث الان هو سيناريوا ماقبل الإعلان عن إنتهاء الحرب في اليمن , التحالف من صنع شرعية هادي والمقاومة الجنوبية الباسلة والإمارات من أعطته أرض محررة يمارس فيها سلطته الشرعية , وبدون أرض لا شرعية له أو لغيره .
لقاء الرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي بقادة المقاومة الجنوبية وإصدار البيان التأريخي القوي والذي أمهل الرئيس هادي أسبوعا لتغيير بن دغر وحكومته وإعلان حالة الطوارئ وغيرها من الخطوات ناقوس خطر يجب على السعودية الإنصات له جيدآ هذه المرة , وإلا تفرط بحالفائها الجنوبيين الحقيقين .
 مازال أمامنا متسع من الوقت قبل الذهاب مجبرين بطريق اللا عودة , ونرجوا من الرئيس هادي والمملكة العربية السعودية أن يصطفوا مع خيارات الشعب في جنوب اليمن لا مع حكومة بن دغر الفاشلة  الفاسدة , المجرب لا يجرب مرة أخرى , وتدوير النفايات أصابنا بنوبات زكام حادة وروائحها لم نعد نستطيع تحملها أو العيش بجانبها .
أثبت الجنوبيون أنهم حلفاء وشركاء يستحقون كل التقدير والإحترام وعلى هذا الأساس يجب التعامل معهم , إنسحاب 900 فرد من قوات مكافحة الإرهاب إلى عدن والذين تم تدريبهم وتأهيلم بالسعودية بسبب إمتناعهم عن القتال بجبهة ميدي وتم أخذ بطاقاتهم العسكرية ولم تصرف لهم حتى أجرة نقلهم لعدن , يعتبر ذلك عمل غير صائب  من قبل قادتهم العسكريين اليمنيين .

مقالات الكاتب