الشيخة سلامة آل نهيان .. لبيك يا أم الشهيد

وجدت نفسي أمام حدثان مهمان للغاية وكلاهما لأمهات الشهداء في عدن , وكانا بنفس التوقيت تقريبا مع إختلاف المكان والأفراد ونوعية التكريم , الهلال الأحمر الإماراتي في عدن وبتوجيه سموا الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان حرم سموا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ,  إستجابت لنداء أم شهيد الدكتورة رضية الزيدي التي فقدت فلدة كبدها ومنزلها في آن واحد بهذه الحرب الظالمة الغاشمة علينا في جنوب اليمن وعدن بالخصوص , وتكفلت سموا الشيخة سلامة بشراء شقة فاخرة بمدينة إنماء السكنية مع جميع الاثات لأم الشهيد , ليس بغريب على دولة الإمارات العربية المتحدة مثل هذه الأعمال الإنسانية الخيرة في اليمن وغيرها من بلدان الحروب والأزمات , فقد كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه سباق لفعل الخير وسار على نهجه أولاده من بعده .
وبالمقابل كان هناك حفل لتكريم أمهات الشهداء في مدينة المعلا وقد كانت برعاية رسمية وبحضور بعض من قيادات المقاومة  , إلا أن إحدى أمهات الشهداء صاحت بأعلى صوتها بأن مايحدث ليس تكريم بل مهزلة من مهازل الحكومة الشرعية الفاشلة وبطانتها السيئة .
قالت لقد قطعت كل تلك المسافة من مديرية البريقة وحتى المعلا من أجل ورقة ( شهادة تقديرية ) فقط , كانت تنتظر لفتة كريمة بهذا الوضع المعيشي السيئ , كلنا نعلم بأن غالبية أسرالشهداء قد ظلموا كثيرآ من قبل الحكومة الشرعية اليمنية الفاسدة ولم يجدوا تلك الرعاية اللازمة والإحترام والتقدير  , بددوا مئات المليارات بالمشاريع الوهمية وغير المجدية وشراء الذمم .
سفرات وسهرات وشراء الشقق والفلل بعواصم عربية وغير عربية وكل ذلك من أموال الشعب الفقير , وما كانوا لينعموا بتلك المناصب والمكاسب لولا تلك التضحيات الجسام من قبل شرفاء المقاومة أكانوا من الأحياء أو الجرحى أو الشهداء , ولكن يظل الكريم كريم واللئيم لئيم مهما تغيرت الأشكال والألوان وحجم الثروات . 
فلم يأتي إلينا من قبل الإمارات إلا الخير حتى هذه اللحظة , وبإذن الله تعالى لن نرى منها سوى الخير دائمآ , البعض سيقول كم من أسرة شهيد بحاجة لمسكن أو راتب شهري أو مساعدة إنسانية طارئة وهذا الطرح فعلا يلامس الواقع الأليم .
ولكن من عرقل عمليات الإعمار بعدن هي حكومتنا الشرعية , والتي ذهبت بعيدا حتى في حصرها لتعداد المساكن والعقارات المتضررة كليا أو جزئيا جراء الحرب التي شنت علينا من قبل مليشيات الحوثي وعفاش  .
فلقد بلغت أعداد كبيرة جدآ ومريبة  وبعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع , 12 الف مسكن وعقار هي حصيلة تعداد الحكومة الشرعية للمساكن والعقارات المتضررة , وكان نصيب مديرية التواهي التي كانت أخر مديرية تم تحريرها 1200 مسكن وعقار وهو عدد مهول ومبالغ فيه كثيرا , علما بأن العدد الحقيقي لا يتجاوز 144 منزل وعقار , كون المعركة تركزت بمنطقة حجيف وقليل من أحياء التواهي , وأصرت الحكومة الشرعية أن تكون هي المنفذة والمشرفة على مشاريع الإعمار .
أبت الحكومة الشرعية الفاسدة أن تترك عملية إعمار عدن لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة  بهلالها الأحمر الإماراتي , وأرادت الاستحواذ على مشاريع ومبالغ عمليات الإعمار , وفتحت باب التبرعات وغيرها وبالأخير كان الفشل من نصيبها وحرمان المتضررين من عملية الإعمار .

مقالات الكاتب