عودة رئيس الوزراء بن دغر إلى عدن لم ولن تكون إلا بإتفاق وتفاهمات ليس بين الرئيس هادي ودول التحالف فقط ولكن المجلس الإنتقالي الجنوبي الحاضر القوي بهكذا خطوة سياسية .
إقالة بن دغر وحكومته كادت أن تكون قاب قوسين أو أدنى , وتسمك الرئيس المؤقت هادي حال دون تلك الإقالة , ذلك الإصرار من قبل الرئيس المؤقت هادي هو ما شجع بعض الوزراء بمجاهرة العداء والتنديد بدول التحالف , إنها السياسة التي لا تعرف الحدود أو الثوابت أو المبادئ والقيم .
أول ضحايا تلك التفاهمات هي إستقالة نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية الاستاذ عبدالعزيز جباري الذي دفع لتقديم إستقالته بسبب تلك التصريحات المعادية للتحالف العربي , وتلاها إستقالة وزير الدولة صلاح الصيادي صاحب العبارات المستفزة والسلوك الخارج عن البروتوكول الوزاري المعروف .
كان للرئيس ما أراد وهو الإبقاء على بن دغر من أجل الإبقاء على حضوضه في حزب المؤتمر الشعبي العام , وكان للتحالف والمجلس الإنتقالي ما أراد بإحداث تغييرات وزارية ستطيح بأعداء التحالف والإنتقالي لاحقا , هل سيكون وزير الداخلية الميسري هو كبش الفداء القادم , كان من الأفضل للميسري أن يقدم إستقالته , ولكنه كعادته يخسر بالجولة الأخيرة وبالضربة الفنية القاضية .
سنشهد قريبآ إهتمام بالغ من قبل السعودية والإمارات بمشاريع البنية التحتية وغيرها من مشاريع الخدمات في عدن والمناطق المحررة , وسيتم توحيد القوات المسلحة والأمن تحت قيادة واحدة .
أعتقد بأن هذه الفرصة للحكومة الشرعية تعد فرصتهم الأخيرة إذا أرادوا البقاء في عدن , وعلى بن دغر عدم إستخدام تلك الأدوات السابقة التي عاثت بالبلاد والعباد فسادا وتنكيلا .