أسباب ضياع قضايا المخدرات

الخميس 27 فبراير 2020 في محكمة الاستئناف عدن
الساعة 10.30 صباح وفي قسم قضايا مخدرات مقدمة من إدارة مكافحة المخدرات – عدن  كان لي شرف الحضور  كممثل عن المجتمع المدني بإسم مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات مع زملائي في إدارة مكافحة المخدرات – عدن والاستماع إلى جلسات محاكمة متهمين في عدد من قضايا المخدرات والتي تم ضبطها من قبل فرق مكافحة المخدرات التابعة لادارة أمن عدن وقوات الدعم والاسناد التابعة للحزام الأمني .

5   قضايا تلك التي حضرت للاستماع اليها وللأسف قد ينجو بعض المتهمين فيها بتوقيع عقوبة مخففة خمس سنوات  قد لاتردعهم ، وقد يتم تبرئتهم بسبب ضعف الأدلة وليس بسبب براءتهم  .

فبين ضعف إجراءات الضبط وعدم استكمال الوثائق المطلوبة وابسطها وثيقة ثبوت الهوية الشخصية وبين الأخطاء في إجراءات كتابة محضر الضبط  وغيرها من الأولويات التي يجب ان يكون ضباط وأفراد مكافحة المخدرات والبحث الجنائي على معرفة كاملة بها اذا ما توفرت لهم فرص التدريب والتأهيل اللازمة والضرورية لتنفيذ مهامهم بكل دقة  وبين ضعف موقف النيابة وجد محامو الدفاع عن المتهمين في قضايا المخدرات فرصة وثغرات سهلة استطاعوا أن ينقذوا موكليهم من العقاب الرادع لهم ، ولكل من تسول له نفسه  إلحاق الضرر بمجتمعنا بدنس تجارة وترويج المخدرات .  

وأصبح صوت محامي الدفاع أقوى في قاعة العدل ليجد فرصة ينتصر بها الباطل على الحق حين يكون الحق ضعيفاً وأدواته تنقصها المعرفة والخبرة والتمرس .

وتأتي تساؤلات المواطنين عن أسباب خروج المتهمين رغم القبض عليهم متلبسين أو رغم تأكيد ومعرفة جيرانهم او من يعرفونهم انهم متورطين في أعمال الترويج أو تعاطي المخدرات . ويصل البعض بتفكيره إلى الصاق تهمة التواطؤ مع تجار المخدرات برجال الأمن وأفراد مكافحة المخدرات .
والحقيقة ان الجهل وعدم التأهيل وقلة الخبرة وضعف جهاز النيابة ،  وكذلك انعدام الكادر الامني المدرب النزيه والمتخصص الذي يعاني منه جهاز مكافحة المخدرات في بلادنا كان السبب الرئيسي في إفشال كثير من قضايا المخدرات ونجاة المتهمين بها من العقاب الرادع بمجرد ان تصل ملفات القضايا ومحاضرها إلى قاعة المحكمة واحيانا قد لاتصل إلى المحكمة ويتم إخلاء سبيلهم من مبنى النيابة لعدم كفاية الأدلة نتيجة للأخطاء الكارثية في محاضر الضبط والتحريز ولعدم قيام النيابة بدورها المنصوص عليه في القانون بالتحقيق في الوقائع منذ ضبطها .


ومن هنا نرفع صوتنا عاليا كمجتمع مدني مطالبين بضرورة تأهيل وتدريب أفراد  قوات مكافحة المخدرات وتطعيم مراكز الشرطة والنقاط الأمنية  بمندوبين مؤهلين منهم  لنتحصل على نتائج جيدة في عمليات الضبط والتحريز .

حقيقة مثلما نعاني من نتائج الجهل الكارثية في كثير من المجالات الحيوية كالصحة والتعليم والبيئة  والخدمات بالإضافة إلى الفساد الذي وجد له مرتعاَ خصبا في حياتنا . نعاني كذلك الجهل الفظيع في الجانب الأمني والذي كما نرى ونسمع ونعايش يومياً تبعات نتائجه على حياتنا . وقد تكون إدارة مكافحة المخدرات الاكثر تأثراً به وتأثيره يعود على حياة شبابنا وأطفالنا بكل سوء . أتمنى أن يجد هذا الأمر صدىً فاعلاً عند من بيدهم القرار .

مقالات الكاتب