المديرياتُ الغربية سيادة المحافظ مبخوت .. معاناةٌ لاتنتهي !!

لست أعرف من أين ابدأ كتابة سلسلة مقالاتي التي خصّصتها للكتابة عن المديريات الغربية من محافظة حضرموت التي تعيش معاناة كبيرة جداً بسبب غياب السلطة المحلية بالمحافظة عنها لعقود من الزمن ولم تلتفت لها أبداً ، وتم وضعها في خانة الإهمال بقصد من كلِّ المحافظين السابقين الذين تعاقبوا على حكم المحافظة النفطية منذ مابعد احتلال الجنوب في حرب صيف 1994م.
حجمُ المعاناة كبير ولايتّسع في هذا المجال أن تُسرد كلّ المشاكل والهموم التي يعاني منها أبناء المديريات الغربية لمحافظة حضرموت بروم ميفع حجر يبعث الضليعة ، هذه المديريات الواقعة في أقصى غرب حضرموت على الحدود  لمحافظة شبوة،من سوء حظِّها لم يلتفت اليها كلُّ المحافظين السابقين وبقيت معزولة عن التنمية التي شملت أغلب المديريات الشرقية في الساحل الحضرمي التي حظيت برعاية واهتمام كبيرين من قبل السلطات المحلية وحصلت على نصيب الأسد من المشاريع لاسيّما في مجال التربية والصحة والمياة والكهرباء والاتصالات حيث شُيِّدت مدارس ومراكز صحية وشُقّت الطرقات فضلاً عن ربط كثير من مناطق هذه المديريات بالمياه والكهرباء والاتصالات بينما على الاتجاه الآخر لم يجرؤ أيُّ محافظ على لفت نظره ولو من باب المجاملة للمديريات الغربية،لقد استبعدت هذه المديريات من الحصول على نصيبها مثل اخواتها في التنمية نتيجة لسياسة التمييز العنصري والطبقي والمناطقي الذي سار عليه من تقلُّد مقاليد السلطة في حضرموت.
من المؤسف جداً أن نرى مناطق الكثافة السكانية فيها مرتفعة في هذه المديريات ومازالت الى يومنا هذا بدون مدارس ولاوحدات صحية ولاماء ولا كهرباء ولا اتصالات ولاطرقات،والله جريمة كبيرة بحق أهلنا البسطاء الذين لا حول لهم ولاقوة بينما مسؤولون يتبجّحون ببناء الفيلل والعمارات العالية وأبناؤهم يدرسون في الخارج أي زمن نحن نعيش فيه إنه زمن الوحوش المسعورة التي لاترحم ، زمن أصبح فيه المسكين الغلبان لايحصل على حقِّه في العيش الكريم ومسؤولو الغفلة يأكلون من أشهى المأكولات ويعيشون في رغد العيش لايهمهم مايحدث للمساكين والفقراء والمطحونين من عامة الشعب.
الذي يزور هذه المديريات يُصاب بالدّهشة مما يشاهده بأم عينه من حجم المعاناة التي عجزت الألسن عن وصفها وعجزت الملفات عن حملها،والله التركة كبيرة جداً تراكمت على مدى العقود الماضية وتجاهلها المحافظون السابقون بقصد ،وكأن هذه المناطق ليست تابعة لحضرموت،رغم أن هذه المديريات قدّمت خيرة أبنائها في سبيل الوطن منذ ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة مروراً بكل المنعطفات التي مر بها الجنوب،وفي حرب تحرير ساحل حضرموت من القاعدة استبسل أبناء هذه المديريات وقدموا دماءهم الزكية رخيصة من أجل التحرير، ولايتّسع المجال لذكر هذه الكوكبة من الشهداء ،وهذا كلُّه لم يشفع لهم بالحصول على الشيء البسيط من الخدمات ،والله جريمة بحقِّهم بينما ترى كلَّ المشاريع التنموية تذهب لمناطق بعينها وتُحرم منها بقية المناطق والسبب لأن المسئولين أغلبهم ينحدرون من هذه المناطق فهم يسعون لخدمة أهلهم ومناطقهم ويتجاهلون المناطق الأخرى،وعندما يذهب الأهالي للمطالبة فإنهم لا يحصلون إلا على الوعود العرقوبية التي يتعهد بها المسؤولون والطامة الكبرى أنها تذهب أدراج الرياح.
أنا في مقالي أناشد الأستاذ مبخوت بن ماضي محافظ المحافظة بأن ينظر الى هذه المديريات بعين الشفقة والرحمة وأن يضعها نصب عينيه ،وأن ينزل شخصياً لزيارتها واللقاء بالأهالي فيها عن قرب سيرى العجب العجاب وسيستمع لهمومهم ومشاكلهم وسيتأكد له أن ما كتبناه هو حقيقة من أجل نقل معناة الناس وليس من أجل الشهرة والظهور الإعلامي ،فنحن كلنا ثقة في محافظنا الفذ أبو عدنان الذي يبذل ما بوسعه من أجل خدمة أهله وأملنا فيه كبير،فهل يستجيب الأستاذ مبخوت لمناشدات الأهالي هناك؟وهل سيفعلها ويفاجئ الجميع ونشاهده يتجوّل على ضفاف وادي حجر وبين بساتينه الغنّاء وغابات نخيله التي تلتف على الوادي كالسوار على المعصم ؟وهل سنشاهده وهو يتجوّل في حقول وبساتين يبعث والضليعة ؟الأيام القادمة هي من ستجيب على هذه الأسئلة التي وضعتها ،نعم المديريات الغربية سيادة المحافظ مبخوت تعيش معاناة لاتنتهي فهل تستجيب لها؟