قضيتنا ليس الشيخ

كان ترشيحنا منسقا إعلاميا، بمثابة تجربتنا الأولى مع المنتخبات الوطنية، وقد كانت مفيدة، وعشنا مواقف كثيرة، وأماني متعسرة، ولحظات تفاؤل لم تستمر. 

 


أننا بشر تسيرنا عواطفنا، وربما رغباتنا، ومصالحنا، ولا ندعي أننا أكثر عشقا أو وطنية من غيرنا، ولن نزايد على مهنية زميل، ولكن بحكم تواجدنا بقلب الحدث، سنحاول أن نضع النقاط فوق الحروف. 

 

 

تعثر المنتخب مرتين في أسبوع من المنافس نفسه (الإمارات)، الهزيمة مؤلمة «حقا مؤلمة»، والاتحاد مذنب «نعم مذنب»، ولكن المنتخب ليس ملك الشيخ أحمد العيسي وحده، ونعتقد أن هناك طابورا طويلا من المذنبين، والتافهين، جميعهم يتحملون المسؤولية كذلك. 

 


علينا أن نسأل غياب الدولة، والحكومة، ووزارة الشباب والرياضة عن دعم المنتخب، وإن بكلمة أو مكالمة هاتفية، ولا نعلم إذا ما كانت هذه الدولة ومسؤولوها يدركون أن المنتخب يلعب بشعار الوطن، ويمثل ملايين البشر ، أم أنهم منشغلون بذواتهم، وحاشيتهم، و قريطهم !، ومن السخرية إذا انتصر سنرى آباء كثيرين، وسنجدهم يكرمون انفسهم بإنجازاته.

 

 


نعتقد أنه ليس عدلا أن يتنمر بعضهم على المنتخب، ويفرطوا بتعزيرهم اللاعبين، ومن المخجل أن ينقلوا معركتهم مع الاتحاد إلى ساحة أفراد الفريق، وعلى حساب مشاعرهم. 

 


لا نعتنق عبادة الاتحاد أو نعتقد (العيسي) وحيا من السماء، ونؤمن أن التغيير سنة الدنيا، وقناعتنا أنه سياتي يوما يترك (الشيخ) الاتحاد، ونعتقد أن قضيتنا ليست في بقائه أو رحيله. 
  - فإذا افترضنا اتخاذه قرار تنحيته أو استطاعوا خلعه، وتصفير عداده، يبقى السؤال، هل يستطيع خلفه تسير الاتحاد على سنجة عشرة ؟. 

 

 

لن نقول جيب (الشيخ)، وفلوسه، فهناك من يملكون أضعاف ثروته، ولن نصنع شماعة، ونتحدث عن تجربتنا التعيسة مع التغيير، ولكننا لا نستطيع تجاوز واقعنا المعقد الكارثي، والمواقف النرجسية، والبهررة السياسية، وكل العبث، والفساد المعشش في مفاصل بقايا الدولة، وهشاسة هيكل النظام، ومن هذا الحر الشجاع الشريف الذي سيغامر، ويتركونه يترشح، ويكون سيد نفسه، وقراره من رأسه !. 

 

 


أن من سبقوا (العيسي) على مقعد الاتحاد، وعاشوا في عهد دولة مستقرة، ونظام واحد، ورئيس واحد ، لم يتمكنوا من انتشاله من الهرجلة، والعشوائية، وعجزوا عن تحقيق الطفرة التي ينتظرها الشعب. 

 

 


إذا كانوا سادة صنعاء، لم يقدموا من (خمسهم) سوى الاستضافة، وبعض الفتات، وإذا كانت دولة الانتقالي في عدن، تقف كعظمة بالحنجرة، وقد استعانوا بدعم بنك لرعاية بطولة داخلية، بينما نحن نرتجي منتخبا حنانيا طنانيا من شخص واحد، يكادوا كلهم يحاربونه. 

 

 

مقالات الكاتب