احذروا القاتل الصامت !

من السعودية عدت بعد رحلة قصيرة كان من المفروض أن اقضيها في حضن الهدوء والراحة لا أطالع صحيفة ولا اشاهد التلفاز ولا مواقع التواصل الاجتماعي إلا بمقدار ما يكفيني ، ولكن فضولي الزائد وثقافتي الصحية المتراكمة وكثرة الموت المفاجئ الذي خيم هذه الأيام هم من قادني لكتابة هذا الموضوع !.

 

أما أنا لستُ طبيباً ولستُ كذلك ممن يميلون إلى مايراه ويردده الكثير من البشر من أن صحة الإنسان في عصرنا هذا أسوأ من التطبيب في الأزمنة الماضية ، بل أنني مقتنع تماماً برأي وقول الوقاية خير من العلاج وليس المقصود هنا خداع القلب في مضمار الحب والعواطف ولكن من تفوتهم فرصة النجاة من الموت بسبب ارتفاع ضغط الدم ذلك الصامت القاتل !.

 

هناك أعراضاً وعلامات مرضية غير تقليدية قد يتوهم المريض من أنه يعاني من أمراضاً عادية ولكنها في الحقيقة أمراض قلبية ، فكيف يتخلص منها ؟ موت أخ أو صديق أو زميل فجأة ، مع أنه كان صحيحاً لم يمرض أو يتألم يمثل صدمة وظاهرة محيّرة للإنسان لايملك إزاءها إلا التسليم بقرب الأجل ونهاية ذلك المريض الذي هو في الأصل سليم ، إهماله الزائد وخوفه من الفحوصات الدورية جعلته يغادر الحياة مبكراً !.

 

وجّهت حديثاً أصابع الاتهام إلى عدد من المُسببات منها على سبيل المثال : القلق والخوف من المستقبل وشرب الدخان وتناول المنبهات و الكحول وإرتفاع كولسترول الدم والسكر هي التي تورطت في أحداث مرض إرتفاع ضغط الدم ، كما أن التعرض الحاد للضغوط النفسية في العمل يمكن أن يثير نوبة من نوبات القلب كجلطة قلبية مثلاً ، أو اضطراب حاد في نظام القلب واوعيته الدموية ، فكيف نقي أنفسنا من هذا المرض القاتل ؟.

 

إن أسهل وأبسط طريقة للوقاية من هذا المرض هي متابعة واستخدام جهاز ضغط الدم في عيادة المنزل بين الحين والآخر ، هذا الأمر ضروري وبالغ الأهمية وخاصة عند كبار السن ، وقد يجنبك كثير من المخاطر ومشكلات هذا المرض المُخيف ، فالإنسان العشوائي لايُبالي وتجده يتمتم ويسخر ممانقول ، أما العاقل اللبيب يُأخذ بالنصيحة ويؤمن بإن درهم وقاية خير من قِنطار علاج !