نظمت لجنة التصعيد الشعبي عصر يومنا هذا السبت الموافق الرابع من نوفمبر 2017 م بساحة الشهيد خالد الجنيدي  ندوة سياسية حول (منظومة الفساد العميق ومخاطر بقائها على الأمن و السلم الجنوبي والعربي والدولي) وبمشاركة عدد من النخب السياسية والثقافية الجنوبية .

وقامت اللجنة التنظيمية عبرالأستاذ محمد أنور بتقديم تحية خالصة للجماهير المحتشدة والطلب منهم الوقوف لتحية النشيد الوطني الجنوبي وعلی إثرها قام في التعريف بالندوة وأهدافها والتي أدارها الأستاذ بسام الحنشي مسؤول اللجنة السياسية الذي رحب بالدكتور يحيی وبالجماهير المحتشدة  وأكد على أن التصعيد الشعبي فاجأ الجميع وأربك حسابات حكومة الفساد ، وأرسل رسالة واضحة للجميع مفادها أن الشعب هو من سيتصدى لكل ممارسات الحكومة الفاشلة و تاكيدآ علی أهمية الشراكة مع التحالف العربي وشكرنا الجزيل لقيادة التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 

وانطلاقا من ذلك قدم الدكتور يحيی شائف الشعيبي  في مستهل الندوة عدداً من التساؤلات الهامة من أبرزها كيف يمكن للثورة الجنوبية أن تحافظ على إنجازاتها في وجه التحديات المركبة التي تعصف بالحالة الجنوبية ؟ وهل يمكن أن يؤدي التصعيد الشعبي إلی تحقيق الأهداف المرجوة؟. 

وقال: أن الثورة الجنوبية  فعل مستمر تاريخي واقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي ، وما يجري في صنعاء في نطاق الصراع الدائر هو بسبب أزمة سلطة  لا أزمة  وطن  مشيرا إلى أن المجتمع الجنوبي  من أكثر المجتمعات العربية تجانساً وعانى كثيرآ من الظلم وهو ما مكن ثورته التي انطلقت في يوليو 2007  من سرعة الانتشار وبشكل سلمي راقي ، داعياً إلى النظر إلى ما جرى من إعادة التحالفات بين قوى صنعاء  والتعامل معها بحذر منبها إلی ما يحاك للجنوبيين من محاولات مستمره من قوى النفوذ اليمنية لأغراق الشعب الجنوبي بقضايا تمس جوهر المجتمع من غلاء المعيشة وإنعدام الرواتب وإنعدام الخدمات  وانهيار متعمد للعملة بسبب قرار التعويم ، فالوضع العام  يحتاج إلى دراسة معمقة أكثر، وإلى المراقبة المستمرة  لمآل ثورتنا المباركة .

وقال أن أي ثورة تمر بمرحلتين:  مرحلة الهدم، ومرحلة البناء متسائلا: "إلى أي مدى تستطيع الثورة الجنوبية  أن تعيد  رسم خارطة المشهد السياسي محليا وعربيا ودوليا بعد نجاح الجنوبيين في السيطرة على الأرض وصد المشروع الإيراني ومكافحة الإرهاب وتأمين المصالح الدولية ".

ونبه من محاولات متعددة لحرف الثورة عن مسارها من قبل عناصر داخلية وخارجية لها مصالح لازالت مرتبطة مع قوى الاحتلال ، كما نبه من إشغال العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية بمشاكلها وهمومها الداخلية الأمر الذي ستستغله القوى المعادية شمالا سواء على صعيد التسوية السياسية التي يحاولون تشكيل مكونات تتبعهم وتتكلم باسم شعب الجنوب .

وأكد الدكتور يحيی أنه لا يوجد شعب من دون أوراق قوة، وأهمها هو الشعب نفسه، كما أن العالم يحترم من يناضل ويسيطر على أرضه ، وتصعيدنا الشعبي اليوم يعطي دروسا تؤكد علی استمرار نضالنا السلمي حتى تحقيق أهدافنا كاملة . 

واستعرض الدكتور يحيی شائف  دور القوى السياسية والمجتمعية والعسكرية  والشعبية الثائرة في الجنوب منذ ما بعد حرب 1994م مؤكداً أنها المحرك الرئيسي لثورة الشعب إلا أن تلك المكونات رغم جهودها الكبيرة لم تستطع سابقا لظروف خاصة التقاط هذه الثورة الشعبية والحفاظ على أهدافها عبر تشكيل إطار قيادي  موحد يقود الجنوب إلى بر الأمان وكان الدور الأكبر والأبرز للشعب الجنوبي الذي انتفض عبر مليونية إعلان عدن التاريخي تلك المليونية التي أعطت التفويض الشعبي للقائد عيدروس الزُبيدي ليشكل المجلس الانتقالي الجنوبي والذي حقق انتصارا سياسيا كبيرا علی الصعيد المحلي عبر تشكيل هيئآته العليا وقياداته المحلية بالمحافظات ثم الشروع في البدء بتشكيل الجمعية الوطنية العليا لعموم أنحاء الجنوب كا أعلى سلطة مشرعة بالجنوب .

وتحدث الدكتور سالم الشبيبي  شاكرآ للدكتور يحيی ندوته القيمة وخاطب الحاضرين بأن الرسالة الجماهيرية التي بعثت بها لجنة التصعيد الشعبي عبرت الحدود وأكدت للحكومة الفاسدة ورئيسها بن دغر بأن  شعبنا  قادر على إزاحته بلا رجعة، وأن الاعتماد على منظومة الفساد وشراء الولاءات نوع من الوهم في لحظة الانفجار الشعبي.

وأضاف الشبيبي  أن سمات جديدة ظهرت في التصعيد الشعبي عبر مشاركة كافة القوى الشعبية شاكرآ للجانب التنظيمي  بالإضافة إلى دور الصحف والمواقع الإلكترونيه ووسائل التواصل  الاجتماعي  التي لعبت دوراً مهما في نقل الصورة الحقيقية للتصعيد الشعبي  والأخبار والأحداث المتعلقة بالنشاطات اليومية ، والتي ساهمت بالفعل في تعميمها ونشرها.

ولفت إلى أن هناك مظاهر أساسية وأزمات اقتصادية لا يمكن الصمت بشأنها ، إذ سيكون لها تأثيرا كبيرا على المجتمع الجنوبي كما شدد الشبيبي  على أن هناك مهمة وطنية ملقاة على عاتق كل مواطن ومثقف في نقل معاناة الفقراء والتركيز على مطالبهم والاهتمام بها . 

وتأتي هذه الندوة استمرارآ للنشاطات والفعاليات الجماهيرية  بعد أن خرجت مسيرة جماهيرية قبلها عصر هذا اليوم  تتقدمها الفرقة النحاسية وجابت أرجاء مديرية كريتر وعادت إلى الساحة للاستماع للندوة حتى صلاة المغرب ، وبعدها أدت جموع المواطنين صلاة المغرب بالساحة واستمرت الأنشطة الثقافية والفنية بمشاركة الفرقة النحاسية والفنان الشعبي المخضرم فضل الردفاني الذي الهبت أغانيه الثورية حماس الجماهير المحتشدة بساحة الشهيد الجنيدي  .