صدى الحقيقة:خاص

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين  ثم اما بعد :

فقد تناهى إلينا خبر وفاة الاخ العزيز المناضل علي عبدالله سالم بن طالب مجلي الدباني المشهور باسم: علي عبدون وذلك ظهر يوم السبت ثاني ايام عيد الفطر المبارك الموافق 22 / أبريل/ 2023 م 

وبهذا الحدث الموجع نعزي أبناء الفقيد وجميع أقاربه مثلما نعزي أنفسنا .

نعزي أبناءه محمدا ويحيى  وسالما وعبدالله وحفيده قاسما وجميع اقاربه واصهاره وبناته وسائر أهلنا في قرية القرب.

وهذه لمحة سريعة عن مشوار حياته الطويل رحمه الله .

لقد كانت ولادته رحمه الله في اول اربعينيات القرن الماضي تقريبا  اي انه قد بلغ الثمانين من عمره وربما اكثر بقليل وكان ذلك في قرية القرب في جبل المسلمي  في حالمين في ظل ظروف صعبة كان يعيشها ريفنا الجنوبي في ظل التخلف والفقر والأمراض وقد عاش طفولة معذبة وعمل وهو صغير راعيا للاغنام في قرية الكرب ولاقى مالاقى من المعاناة وحين أصبح شابا هاجر الى المملكة العربية السعودية ضمن شباب كثر  ولكن لم يطب له المقام طويلا هناك وعاد إلى ارض الوطن وتزوج وعاش كما يعيش اهل القرية،  وقد تحسنت الأوضاع فيما  بعد قيام الثورة وتحقيق الاستقلال في جنوبنا الحبيب . لم يتعلم في المدارس الحكومية لانه كان  قد كبر عن  سن التلمذة والتعليم ولكن تعلم في صفوق محو الامية وتعليم الكبار وكان من ضمن افراد المليشيا الشعبية التي كانت احتياطا للجيش الجنوبي وقد خدم مرات  في أماكن مختلفة في المهرة وفي شبوة وغيرهما  وكذلك كان يشارك رفاقه اثناء الازمات والتحديات  والمواجهات التي كان يمر بها الجنوب خاصة في مشاكله مع الشمال ، فله مواقف مشرفة في ذلك وكذا اسهامه في المشاريع المختلفة مثل شق الطرقات وبناء المدارس والمستسفيات وغيرها .

 وما بعد عام ٢٠٠٠م  انتقل من قريته إلى حبيل الريدة مركز مديرية حالمين وعاش هناك إلى ان توفاه الأجل المحتوم.

عاش الفقيد فقيرا معدما ولكنه في اخر حياته اكرمه الله بابنائه الذين وسعوا عليه بعد المعاناة الطويلة .

يعد الفقيد بالنسبة لي اخا اكبر فهو صهري اذ انا خال أولاده،  كانت بيننا علاقة طيبة منذ عرفت نفسي .

ولا انسى فضل هذا الرجل علي رحمه الله.

كان رجلا مرحا وفكاهيا ولم يكن طماعا في الدنيا كان زاهدا كان يومه عيده كما يقال ويعرف حقيقة هذه الدنيا الفانية وكثير الاعتبار بها وبمن رحل منها .

نسال لله تعالى ان يتغمده جنات النعيم وان يلطف به وأن يثبته عند السؤال . 

انا لله وانا اليه راجعون

اللهم لا تفتنا بعده

ولا تحرمنا اجره

واغفر لنا وله.

د عبده يحيى الدباني