مركز دراسات امريكي: القوات المسلحة الجنوبية لعبت دورا محوريا في مكافحة الإرهاب

صدى الحقيقة : درع الجنوب
تواصلا للاهتمام الدولي والإقليمي بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب نشر المركز الأمريكي للدراسات ومقره واشنطن تقريرا ميدانيا سلط فيه الضوء على دور القوات الجنوبية في الحرب على الإرهاب، واصفا دورها بـ ” المحوري”.
وقال كاتب التقرير ان تنظيم القاعدة لجأ الى البروبجاندا الإعلامية لتغطية هزائمه في محافظة ابين على يد القوات المسلحة الجنوبية حيث بث التنظيم مقطع فيديو دعائيًا في وقت سابق من هذا الشهر كان مختلفًا بشكل كبير عن الدعاية السابقة للتنظيم. وظهر امير التنظيم في ابين المدعو منير باجلي الأهدل ، الملقب بـ “أبو الهيجا الحديدي” وهو يلقي كلمة “تحفيزية” لعدد قليل من المسلحين قبل أن يشنوا هجومًا على قوات الحزام الأمني ، وبدلاً من فرد العضلات واستعراض القوة ، ظهر المسلحون التابعين للتنظيم في موقف ضعيف بعد تمكن القوات الجنوبية من السيطرة على معسكراتهم الرئيسية في مديريات مودية واحور والمحفد في محافظة أبين وبدا عناصر التنظيم في التسجيل وكأنهم في موقف دفاعي ، معترفين بأنهم حولوا استراتيجيتهم من الضربات المباشرة إلى استخدام المتفجرات مثل القنابل المزروعة على جوانب الطرق. هذا التحول هو مؤشر على أنهم قد طردوا من مناطق مهمة في أبين كانوا قد احتلوها من قبل وأنهم لم يعودوا قادرين على حشد المقاتلين لمهام هجومية.
وبحسب التقرير الذي نشره المركز الأمريكي فقد انطلقت عملية “سهام الشرق” إلى محورين. شمل المحور الأول المديريات الساحلية وابرزها خنفر وأحور والتي تضم مدينتي شقرة وخبر المراقشة حيث قامت القوات الجنوبية المنتشرة في هذا المحور بتطهير معظم معاقل تنظيم أنصار الشريعة الارهابي في موجان ووادي سري.
المحور الثاني شمل المديريات الوسطى والشمالية الشرقية لأبين، والتي تشمل لودر، والوادي، ومودية، والمحفد. قامت القوات المسلحة الجنوبية ، والتي تم تسليحها وتدريبها من قبل الإمارات العربية المتحدة، بتطهير معظم معاقل القاعدة في شبه الجزيرة العربية في هذه المنطقة، وأبرزها وادي عومران ، الذي كان أكبر معقل للقاعدة في جزيرة العرب في أبين منذ عام 1994.
وسرد مراسل المركز الذي قام بزيارة ميدانية الى ابين للاطلاع عن مستجدات الأوضاع في المحافظة بعد نجاح عملية ” سهام الشرق” من طرد عناصر النظيم الارهابي منها،
ويسرد مراسل المركز مشاهداته خلال زيارته الميدانية الى ابين بقوله: أثناء السفر على طول الطريق الساحلي من شقرة إلى أحور، شاهدت انتشار قوات الحزام الأمني على امتداد الطريق الذي يزدحم بعشرات السيارات والشاحنات المارة من الشرق إلى عدن والعكس. ويضيف: غالبًا ما يقف الركاب عند نقاط التفتيش لتبادل الأحاديث القصيرة مع الجنود المتمركزين هناك ، بل ان بعض المسافرين يترجل من سياراتهم للترحيب بالجنود المنتشرين على طول الطريق .
ويضيف مراسل الـ ” ACSYSفي سوق مدينة شقرة ، حيث يمر الطريق وسط السوق ، يمكن للمرء أن يلمس على الفور حجم إلانتصار الذي حققته القوات المسلحة الجنوبية ، فسوق شقرة الذي كان مسرحا للاقتتال في ظل وجود العناصر الإرهابية اصبح يضج بالمتسوقين والبائعين، وبالقرب من السوق يتجمع الأطفال للتلويح على المركبات العسكرية المارة أثناء مرورها أمام المطاعم والمتاجر في سوق شقرة، علم الجنوب يرفرف في كل مكان.
وبحسب التقرير فقد لعبت القوات الجنوبية التي تقاتل من اجل استقلال الجنوب دورًا حاسمًا في مكافحة الإرهاب. فقد نشطت القوات الجنوبية في عدن وحولها وفي جميع أنحاء الجنوب ، موجهة ضربات قاتلة للتنظميات الإرهابية كداعش والقاعدة وانصار الشريعة، ولا سيما في محافظات لحج وعدن وأبين ، وكذلك شبوة الغنية بالنفط وحضرموت.
وأضاف التقرير: بعد الانتصار الذي حققته القوات الجنوبية والمتمثل بطرد عناصر تنظيم القاعدة من لحج في أغسطس 2016 ، قامت قوات الحزام الأمني بعد ذلك بطرد مسلحي التنظيم من مدينة زنجبار عاصمة أبين.
وفي أبريل 2016، نجحت القوات الجنوبية، ممثلة بقوات النخبة الحضرمية، في طرد القاعدة من المكلا. منذ ذلك الحين، تقوم قوات النخبة بتأمين كامل المنطقة الساحلية في حضرموت.
و”نفذت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بقوات النخبة الشبوانية عملية عسكرية ناجحة في شباط 2018 سميت ب “سيف الصارم” لتطهير منطقة الصعيد من القاعدة”.
وفي فبراير من عام 2018 ، شنت قوات النخبة الحضرمية ، عملية واسعة أطلق عليها اسم “الفيصل” طهرت من خلالها معقل القاعدة في وادي المسيني غرب المكلا.
وفي آذار / مارس 2018 ، شنت القوات الأمن الجنوبية والمعروفة باسم قوات الحزام الأمني عملية واسعة النطاق ضد القاعدة في مدينة المحفد الواقعة في الجزء الشرقي من أبين. تم خلالها القضاء على العديد من كبار قادة التنظيم في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك أبو محسن باصبرين ، أحد أبرز قادة القاعدة في الجنوب واليمن.
وفي آذار / مارس 2019، أطلقت قوات النخبة في محافظة شبوة عملية “الجبال البيضاء” ، لتطهير مناطق نصاب ومرخة وخورة وعبدان. بعد هذه العملية، أعلنت قوات النخبة الشبوانية أن المحافظة الغنية بالنفط خالية من القاعدة حيث فر مقاتلو التنظيم إلى المحافظات اليمنية المجاورة -البيضاء ومأرب-.
وأضاف التقرير: قبل ثلاثة أسابيع ، أحرزت القوات الجنوبية تقدمًا جديدًا في المرحلة الرابعة من عملية ” سهام الشرق” والتي تمكنت من خلالها الانتشار في مديرية المحفد شرقي أبين. وهي المديرية الحدودية مع شبوة والتي تتميز بتضاريسها الوعرة وبنيتها القبلية المعقدة. “منطقة المحفد في أبين ، هي موطن لقبيلة بني كازم العريقة، بالإضافة إلى العديد من القبائل الأصغر مثل قبيلة المنصور ، قبيلة السعد وقبيلة آل جحزر.”
“كتيبة من قوات الحزام الامني اقتحمت يوم الجمعة الموافق ١١ نوفمبر ٢٠٢٢ وادي الخيالة بمديرية المحفد لتعقب عناصر انصار الشريعة الذين فروا من وادي عمرن في مودية وحاولوا التمركزفي سلسلة جبال وادي الخيالة”. وصرح ضابط أمن في قوات الحزام الأمني للمركز الامريكي، أن “قواته اقتحمت وادي الخيالة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة وأعادت انتشارها في مواقع متعددة على طول سلسلة الجبال هناك”. واضاف “قتل اثنان من جنودنا الشجعان واصيب اربعة اخرون بعبوة ناسفة زرعها عناصر التنظيم في طريقنا لاعاقة تقدم قواتنا”.
وبحسب تقرير المركز الأمريكي فقد دفعت القوات الجنوبية ثمناً باهظاً في محاربة الإرهاب منذ العام ٢٠١٥ موكدا ان القوات الجنوبية خسرت اكثر من ٥٠ من جنودها سقطوا شهداء واكثر من ١٢٠ جريح في مواجهة عناصر الإرهاب في محافظة ابين منذ انطلاق عملية ” سهام الشرق” ناهيك عن المئات من الجنود والقيادات الأمنية الذين قضوا نحبهم في مواجهة إرهاب التنظيمات المتطرفة في مختلف مناطق الجنوب منذ بداية العام ٢٠١٥.