لأهمية الحوار تعيد صدى الحقيقة نشره

في حوار خاص مع " درع الجنوب " .. العقيد الصيدي يكشف تفاصيل مهمة عن الجماعات الإرهابية في محافظة أبين

صدى الحقيقة : درع الجنوب
حققت قوات مكافحة الإرهاب في محافظة أبين نجاحات كبيرة في محاربة أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة الارهابي وتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” الارهابي. 
في حوار مع “درع الجنوب” الموقع الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، كشف العقيد صالح الصيدي ركن التوجيه المعنوي للواء الاول مكافحة إرهاب في محافظة أبين تفاصيل ومعلومات، تتعلق بنشأة التنظيمات الإرهابية في المحافظة، والجهات الداعمة والممولة لها وعن التطورات الميدانية الاخيرة التي تشهدها المحافظة في مجال مكافحة الإرهاب.
 كما تطرق العقيد صالح الصيدي ركن التوجيه المعنوي للواء أول مكافحة إرهاب والذي حاوره الإعلامي رياض منصور عن الوسائل والأساليب والطرق التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في عملية استقطاب الشباب وتجنيدهم ، ومدى التعاون الوثيق والتخطيط الأمني والتبادل المعلوماتي والتنسيق بين قوات مكافحة الإرهاب والحزام الأمني والوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب والنجاحات الأمنية التي حققتها تلك الوحدات في مناطق انتشارها ومحاربة مروجي ومتعاطي المخدرات بالاضافة الى الادوار البطولية والنضالية التي سطرتها اللجان الشعبية بقيادة العميد/ عبداللطيف السيد ضد الجماعات الارهابية اثناء تسليم المعسكرات لهذه الجماعات من قبل نظام صالح والاعلان عن سقوط أبين بيد تلك الجماعات المتطرفة في العام 2010م التي صنعت خصيصاً لمحاربة كل ما هو جنوبي.
نص الحوار الذي أجراه الزميل رياض منصور مع ركن التوجيه المعنوي للواء الاول مكافحة ارهاب بمحافظة أبين
 العقيد صالح الصيدي: في البداية سيادة العقيد صالح الصيدي نشكركم على إتاحة هذه الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار .
س/ من المعروف أن الإرهاب يشتمل على مجموعة من التهديدات المعقدة، والتي ولدت من رحم الفكر المتطرف والمتشدد. كيف بدأ الإرهاب في محافظة أبين ؟.
 ج / بالتأكيد الإرهاب في محافظة أبين ولد من رحم التطرف مثلها مثل باقي المحافظات ولكنه لقي البيئة الخصبة والدعم السخي من قبل السلطات اليمنية إبان حكم نظام صالح ومنح الضوء الأخضر للعبث بالمحافظة ومقدراتها الاقتصادية وتدمير بنيتها التحتية هذه الجماعات هي امتداد عضوي لتلك السلالات من العناصر الإرهابية اليمنية المتطرفة التي اجتاحت الجنوب في عام 1994 واستباحته ارضاً وانساناً.
و الهدف الاساسي من صناعة الارهاب في الجنوب عامة ومحافظة أبين خاصة هو إجهاض المشروع الوطني الجنوبي التحرري وتعطيل مساره وتفتيت مفاعيله بعد أن استشعرت سلطات الاحتلال اليمني بخطورة هذه الثورة والتي تمثل إرادة شعب ووطن…
 وطن سقط بيد الاحتلال في السابع من يوليو 1994 وشعب عانى من ويلات الظلم والإستبداد والملاحقة والتشريد والتسريح القسري والتصفيات الجسدية للكثير من الرجال الأبطال والكوادر الجنوبية المتخصصة والمؤهلة المدنيين والعسكريين الذين وقفوا في وجه الاحتلال.
 س / العناصر الإرهابية في أبين تتكون من عناصر محلية وأخرى أجنبية؟ كيف تتعاملون معهم ؟. 
ج/ العناصر الإرهابية في كل مكان مزيج مختلط من الأجانب ومن أبناء مناطق محافظة أبين ومحافظات أخرى تعمل تحت إشراف مباشر لسلطات الاحتلال اليمني منذ انشائها في معسكرات خاصة عام 1994م والأجانب يستغلون التخلف الفكري والأمية المنتشرة بين أوساط الشباب فيخدعونهم ويستخدمونهم أتباع باسم الدين، لتخريب أوطانهم. 
ونتعامل بطرق خاصة ومعروفة ومشروعة عند القبض على الأجانب وكذا المحليين ، وهذا الطرق تتبعها جميع دول العالم التي تكافح الإرهاب وتنشد السلام. 
ونحن في قوات مكافحة الإرهاب بأبين لدينا قيادات محنكة و مخضرمة والتي اتخذت الكثير من الإجراءات العسكرية لكسر شوكة الإرهاب بالمحافظة وتتعامل بكفاءة عالية. 
حيث يتم تحويل من يتم إلقاء القبض عليهم إلى الجهات العليا ذات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات وفقا” لما هو مخول لهم بهذا الخصوص.
 س/ العناصر الإرهابية أغلبهم من الشباب، هل تعتقد ان الظروف المادية كالفقر، والحاجة, هي من دفعت بالشباب للاستجابة لدعوات التطرف والإرهاب؟. 
ج/ بطبيعة الحال نظرا” للظروف الاقتصادية المتدهورة بالتأكيد يعد هذا واحدا” من أهم الأسباب التي دفعت بالشباب للتعامل والتعاطي مع هذه الجماعات الإرهابية ولكن في سبب آخر ومهم وهو أن هذه الجماعات تعمل تحت إشراف قيادات حكومية ورسمية عليا تابعة لنظام صنعاء والتي من خلالها يتطمئن الشباب وأغلبهم يعتبرونه تكليف حكومي أو توظيف رسمي ويأتي هذا كله لمساعدة حكومة الاحتلال للعمل بشتى الطرق والأساليب للتخلص من ثورة شعب الجنوب وإجهاضها وحرف مسارها .
 الأمر الذي دفع بهذه الجماعات إلى تكشير أنيابها وجعلها تعمل بلا كلل ولا ملل ليل ونهار “متأثرين بفتاوى دينية شرعتها قيادتهم التي تبيح لهم قتال الجنوبيين لكونهم كفار حسب التعبئة التي زرعوها منذ 1994م . 
وأيضاً يتم مكافاتهم بمبالغ مالية خيالية من قبل قيادات معروفة كعلي محسن الاحمر بالإضافة إلى الفتاوى الدينية من قبل المدعو عبد المجيد الزنداني الذي عُرف عنه قيامه بغسل أدمغة الشباب وجعلهم يتسابقون للانخراط في مثل هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية.
 س/ هل لديكم قاعدة بيانات بعدد الإرهابيين في محافظة أبين واسمائهم وصورهم ؟. 
ج/ نعم توجد لدينا الكثير من الأسماء والبيانات والصور ولكن نحن نعتبرها في غاية السرية ولايمكن التفريط بها.
 س/ كما هو معروف أن المحافظة تتمتع بتظاريس وعرة ومتصلة بمحافظة البيضاء اليمنية التي تعد المعقل الرئيسي للإرهاب ، كيف يتم التعامل لمنع تهريب السلاح وتنقل الجماعات الارهابية الى المحافظة؟.
 ج/ من المعروف ان تجارة المخدرات والتهريب هي أكبر ممول للإرهاب ونحن نبذل جهوداً كبيرة في مكافحة المخدرات ويتم القبض كل يوم على المتاجرين والمروجين بها بل وحتى المتعاطين للمخدرات.
وتقوم وحدات مكافحة الإرهاب بمكافحة التهريب من خلال حماية الشريط الساحلي والنقاط المنتشرة على الخطوط الرئيسية. كما تقوم وحداتنا بحملات لمكافحة قطاع الطرق والخارجين عن القانون .
 س/ يستخدم الإرهابيون شبكات التواصل الاجتماعي لبث ثقافة التطرف والتجنيد وتمويل أنشطتهم الإرهابية وتخطيطها وتنفيذها؟. كيف تتعاملون مع هذا النوع من الإرهاب؟.
 ج/ شبكات التواصل الاجتماعي الآن أصبحت متاحة للصغير قبل الكبير ولا ننكر أن الإرهابيين استطاعوا استخدامها وتسخيرها لبث الرعب والخوف تارة وتارة أخرى لتمرير أجندتهم الخبيثة فيجعلون من أنفسهم ضحية للعنف وبإسم الدين.
 ونحن في إدارة التوجيه المعنوي لدينا خطط وبرامج التي نعمل من خلالها على كشف حقائق ومخاطر الإرهاب للناس وذلك من خلال الحملات التوعوية والارشادية والتوجيهية للمواطنين عبر توزيع الملصقات وعبر الإذاعة والتلفزيون والبروشورات التي تكشف حقائق الإرهاب والإرهابيين للناس.
 س/ مكافحة الإرهاب تقوم على أساس الشراكة مع جهات أمنية وعسكرية داخلية أو إقليمية أو دولية ..هل لديكم شراكة في مكافحة الإرهاب في أبين ؟.
 ج/ نعم لدينا شراكة مع كل الوحدات المنتشرة على طول وعرض المحافظة سواء” أمنية كانت أو قتالية وذلك من خلال الرصد والتحري والتتبع. وقيادتنا دائما على تواصل مع كل القوى الخيرة لكسر شوكة الإرهاب وإبطال مفاعيله وتجفيف منابعه ونحن دائما في جاهزية قتالية عالية وعلى تواصل وتنسيق مستمر مع قوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الشقيقة كما يوجد تنسيق إقليمي ودولي لإفشال كل المؤامرات والمخططات الإرهابية بالمحافظة.
 س/ تعتبر الاضطرابات البيئة الخصبة للإرهاب، ولهذا السبب
 تسعى جهات داخلية أو خارجية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في أبين. كيف تقومون على منع هذا ؟. 
ج/ الإرهاب الفصيل الذي يعشق الاضطرابات والتي من خلالها يستطيع تنفيذ كل المهام وينتهز الفرص الملائمة لملاحقة القيادات السياسية والعسكرية والتي تحتل مواقع مهمة في قيادة الوحدات العسكرية أو الأحزاب والتيارات السياسية ولا يستطيعون الوصول إلى غاياتهم إلا من خلال الانفلات الأمني.
 لذلك فإننا في قوات اللواء الأول مكافحة الإرهاب نعمل ليل نهار على إفشال مخططاتهم وذلك بالتنسيق والتعاون مع الوحدات القتالية الأخرى والعمل على رفع اليقظة للوحدات ورفع جاهزيتها اذ نعمل من خلال خطط دقيقة للتتبع والرصد المتواصل لتحركات عناصر هذه التنظيمات الإرهابية حتى نستطيع مداهمتهم في أوكارهم وكبح مخططاتهم وإفشال مهامهم. 
س / عانت أبين من إرهاب عفاش تحديدا في العام 2010م ثم من إرهاب هادي في 2016 م. وكان لكم دورا بارزا” في قتالهم والانتصار عليهم وطردهم من أبين… برأيكم لماذا استخدم عفاش وهادي الارهاب لاخضاع أبين؟ .
ج/ منذ سقوط أبين بيد العناصر الإرهابية في عام 2010 وعندما عاثت في الأرض فسادا تم تشكيل اللجان الشعبية تحت قيادة القائد البطل عبد اللطيف السيد والتي كان لها الفضل في العمل المستمر لكسر شوكة الإرهاب.
 وللأمانة قدمت اللجان الشعبية تضحيات جسام تتمثل في عشرات الشهداء الأبرار الذين تبعثرت أشلاء أجسادهم في كل مكان ومئات الجرحى الأبطال الذين رَوو بدمائهم الزكية تراب أبين الحبيبة وذلك لملاحقة أوكار الإرهاب . 
فسجل رجالنا الأبطال تاريخا” مجيدا” معمدا” بالملاحم التي صنعت الانتصارات.. واستطاعت قوات الحزام الأمني أن تحرر أبين في عام 2016 ولاحقنا العناصر الإرهابية في كل مكان في السهول والوديان ومنعطفات الجبال وتركنا بصمات واضحة المعالم ..
وحققنا الانتصارات ومثل أبطالنا قمة الصمود الأسطوري وثبتنا الأمن والاستقرار وانتصرنا لقضية شعب الجنوب وذلك من خلال كسر شوكة الإرهاب رافعين قضية شعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال. 
س/ هل حاولتم فتح حوار مع العناصر الإرهابية لإقناعها بالعودة عن هذا الفكر القاتل؟. 
ج/ نعم فتحت قيادة قوات مكافحة الارهاب باب الحوار وتم إقناع الكثير من المغرر بهم بالعودة للعمل كمواطنين صالحين بعيدا” عن هذا الفكر الإرهابي المتطرف. 
الإرهاب فكر وعمل مرفوض في العالم اجمع وبالتالي أصبحت أشكالهم مقززة وأعمالهم قبيحة ومرفوضة في شرعاً وقانوناً .
 وهنا عملنا من خلال التوعية المجتمعية لاقناع الشباب بالابتعاد عن هذه الطريق التي لاتؤدي إلا إلى الهلاك وبالمقابل حاربنا كل الأعمال التي تعرض حياة الناس للموت والخطر الإرهاب عمل لا يعرف إلا الطريق المؤدي للموت.
 والتقت قيادتنا مع شخصيات اجتماعية وقبلية و أعطتهم الحق إلى جانب الضمان التي منحتها القيادة لتلك العناصر.
س/ هل تعتقد ان عدم وجود الجهة الضامنة والخوف من التصفية الجسدية يقف سببا” في عدم انخراط تلك العناصر في الحياة الطبيعية وترك الإرهاب؟. 
ج / نعم فتحت قيادة الحزام الأمني ممثلة بالقائد البطل عبد اللطيف السيد ومعه قيادة قوات مكافحة الإرهاب ممثلة بالقائد البطل عبد الرحمن الشنيني وقيادة اللواء الأول باب الحوار ونجحت في اقناع الكثير من المغرر بهم .
 كما التقينا مع شخصيات اجتماعية وقبلية واعطيناهم الحق في التحاور مع من يريد العودة إلى أهله وإخوانه ، وممكن ان تتواصل مع تلك الشخصيات والتي كانت ضمين اجتماعي وقبلي أيضا إلى جانب الضمانة التي منحناها نحن لتلك العناصر. 
س/ أثبتت قوات مكافحة الإرهاب في أبين علو كعبها من خلال انتصاراتها على الإرهاب وبإمكانيات بسيطة وتسليح متواضع وعدم استلام للرواتب بشكل شهري منتظم. كما قامت بالقبض على منفذي عدد من العمليات في أقل من ٢٤ ساعة. برأيك لماذا هذا التعامل معكم؟. 
ج/ في محافظة أبين يعتبر اللواء الأول مكافحة إرهاب امتدادا للحزام الأمني واللجان الشعبية التي وقفت شامخة كالجبال ضد عناصر الإرهاب منذ 2011 وقدمت تضحيات جسام تحت قيادة القائد البطل عبد اللطيف السيد . 
واليوم لاتزال قوات مكافحة الإرهاب على أهبة الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات لاستئصال أوكار الإرهاب فنحن قد وهبنا حياتنا فداء للوطن . 
وبالرغم من التقصير في دفع المرتبات الا اننا نقول للإرهابيين بأننا جاهزون وفي خنادقنا ثابتون ومن فوهات بنادقنا ستلعلع نيران العزة والكرامة. 
واسمحوا لى من خلال هذه المقابلة أن أدعو قيادتنا السياسية والعسكرية إلى مزيد من الاهتمام والعمل على دفع المرتبات في أوقاتها. 
رسالة أخيرة تود توجيهها ؟
 ج/ أدعو كل الشباب المغرر بهم أن يتذكروا أن هناك وطن سلبت إرادته وشعب كريم أخذت عزته وثورتنا الجنوبية تدعوكم إلى الانضمام إليها وتذكرو بأن هناك أمهات بريئات لم تجف منها الدموع بفعل أعمالكم والتي قتلتم فيها إخوانكم من أبناء الجنوب. نحن نفتح لكم أذرعنا.. عودوا لرشدكم .. وتذكروا بأن الله ينظر إلى أعمالكم.