مدير أمن ساحل حضرموت العميد ” المنهالي : سنكون شوكة في حلوق الأعداء المتربصين بأمننا واستقرارنا

صدى الحقيقة : درع الجنوب
تشهد مدن ساحل حضرموت حالة من الاستقرار الأمني الذي لا تخطئه العين، وكل زائر لمدينة المكلا عاصمة المحافظة من جميع المحافظات  يستطيع أن يلحظ ذلك التناغم بين الأجهزة الأمنية التابعة لأمن ساحل حضرموت والقوات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية، الأمر الذي انعكس إيجاباً في كشف الجرائم  في وقت قياسي ، إضافة إلى التفاف المجتمع مع قوات الأمن ومساعدتها في أداء مهامها وواجباتها في ضبط الجريمة، وبسط الأمن في ربوع مدن ساحل حضرموت .
موقع  ” درع الجنوب ” لسان حال القوات المسلحة الجنوبية ينفرد في هذا الحوار مع مدير عام الأمن والشرطة ساحل حضرموت العميد مطيع سعيد المنهالي بعد مرور  أربعة أشهر  فقط من إستلام مهامه الأمني  ، يتم فيه  تلخيص ما توصلت إليه الأجهزة الأمنية من نجاحات ، وطموحات المرحلة المستقبلية من تأهيل الكوادر الأمنية والعمل جنباً الى جنب قوات النخبة الحضرمية وتعاون المواطنين الذي كان احد اهم أسباب النجاح في استتباب الامن  ،واليكم حصيلة حوارنا .
العميد مطيع المنهالي الأوضاع الأمنية تسير بشكل طبيعي ويشعر مواطني ساحل حضرموت بالأمان المستدام
س- بداية حدثنا بصورة عامة عن سير العملية الأمنية بساحل حضرموت ؟
ــ في البدء، أشكر موقع ”درع الجنوب“ على هذه الاستضافة، وأقدّر جهد إدارتهِ الحصيفة، وطاقمه الإعلامي المتميز في تغطية أخبار القوات العسكرية والأمنية في مختلف محافظات الجنوبية، بفعالية مستمرة، وهمة عالية، والتزامهم الكامل بأخلاقيات الصحافة، ونقلهم للأحداث بمصداقية دائمة ..
في الحقيقة منذُ أن تسلّمت هذا المنصب قبل أربعة أشهر تقريباً، تسير العملية الأمنية بشكل طبيعي وسلس، ويشعر مواطني ساحل حضرموت بالأمان المستدام نتاج الجهود العظيمة التي يبذلها ضباط وصف ضباط وأفراد القوات الأمنية بمختلف المراكز الأمنية في كافة المديريات إلى جانب القوات العسكرية المتمثلة في ”النخبة الحضرمية“ والتي تمثلُ درعاً واقياً من الأخطار المحدقة بحضرموت، وشوكة في حلوق الأعداء المتربصين بأمننا واستقرارنا، وكم نحن سعداء حينما نستشعر سعادة وارتياح المواطن، وشعوره بالأمن والأمان في محافظته، لأن الأمن هو العماد الحقيقي الذي تُبنى عليه كافة الأعمال سواء كانت العامة أو الخاصة، وبدونه يحل الهلع والخوف، وتنتشر مظاهر الفوضى، ويستبدل العدل بالظلم، ولا يهدأ للناس بال طوال الليل والنهار .
س- ماهي ابرز النجاحات والصعوبات التي واجهتكم منذ استلام قيادة أمن ساحل حضرموت ؟
ــ  لا شك أن كل إنسان يواجه صعوبات في الحياة خصوصاً في بداية  عمله، إلا أننا في إدارة الأمن صنعنا من صعوباتنا فرص تسير بنا نحو النجاح بفضل من الله سبحانه وتعالى، وبفضل منتسبي قوات أمن وشرطة ساحل حضرموت، وبفضل أيضًا مواطنينا الأحرار الحريصين على أمنهم – الذين اعتدنا منهم أن يكونوا جنودًا مجهولين مساعدين لعناصر الأمن والشرطة – حققنا الكثير من النجاحات والضبطيات سواء في مكافحة المخدرات أو البحث الجنائي وغيرهما من الإدارات التابعة للأمن التي تعمل دون كلل أو ملل لأجل حماية الوطن والمواطن، وحقيقة واجهتنا صعوبات عدة في عملنا بسبب قلة الإمكانيات وضعف القدرات، إلا أننا تعاهدنا مع جنودنا الأبطال أن لا نُهزم مهما تعثّرت الطرق أمامنا، لأننا مؤمنون حقاً أنه لا يمكننا الوصول إلى حديقة النجاح دون أن نمر بمحطات التعب والفشل واليأس، ونحن متطلّعين من كل الضباط والجنود المنتمين إلى المؤسسة الأمنية بساحل حضرموت أن تكون عندهم الإرادة القوية، بحيث لن يطيلوا الوقوف في هذه المحطات إذا واجهتهم في سير عملهم
مدير أمن ساحل حضرموت الحالة الأمنية مستقرة وأصبح المواطنون والزائرون الى هذه المدن يشعرون بالأمن والإستقرار
س- ماهي ابرز الفروقات في التميز منذ تحرير مدن ساحل حضرموت ؟
ــ قبل تحرير مدن ساحل حضرموت، كانت حالة الفوضى وظاهرة ”الرصاصة القاتلة الظالمة“ هما السائدتين على المشهد، فكم شاهدنا عمليات قتل بحق المواطنين ظلما، وتكميم أفواههم جوراً، وانتشر الرعب في نفوسهم، فلم يشعروا حينها بالأمان أثناء خروجهم من بيوتهم، بل كانوا يعيشون فترة عصيبة مع وجود الجماعات الإرهابية التي زرعت الخوف والقلق والتوتر النفسي في حياتهم، إلا أن الوقت لم يطول كثيرًا حتى جاءت قوات النخبة الحضرمية وقضت على قوى الإرهاب والتطرف في اليوم التاريخي 24 أبريل من العام 2016، في ملحمة بطولية سطرها أبطال قوات النخبة الحضرمية، ومشاركة قوات التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والصديقة، والحمدلله تغيّرت الحالة الأمنية بشكل كامل، وأصبح المواطنون والزائرون إلى هذه المدن يشعرون بالأمن والاستقرار دون خوفهم على أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم عكس ما كان يحدث أثناء سيطرة الجماعات الإرهابية، ويعرف الغريب قبل القريب والصغير قبل الكبير الاستقرار الأمني التي تعيشه مدن ومديريات ساحل حضرموت .
س- حدثنا بلغة الأرقام عن العمليات الامنية الناجحة بساحل حضرموت وماهي ابرز النشاطات التي قامت بها إدارة الامن ؟
ــ في الواقع، منذُ فترة توليّنا هذا المنصب حتى اللحظة، حققنا الكثير من الإنجازات بفضل اكتشاف بعض الجرائم قبل وقوعها، وبعضها بعد وقوعها مباشرة، ولا يسعني في الوقت الحالي ذكر كل تلك العمليات الأمنية الناجحة بالأرقام بشكل دقيق، لأنه تم اكتشاف العديد من جرائم القتل في مدة زمنية قصيرة، وضبط الكثير من عمليات النهب والسرقة، وإلقاء القبض على العشرات من مروجي ومتعاطي المخدرات، إلى جانب اطفاء عشرات الحرائق التي حصلت جلّها في الأملاك  الخاصة بالمواطنين وهذا يدل على قرب الدفاع المدني من المواطنين، ومدى استجابتهم السريعة لإطفاء تلك الحرائق، أما من ناحية النشاطات، فقد نفذّنا عدد من الأنشطة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني أبرزها دورة ”فض النزاعات“ التي استهدفت ضباط التحقيق ومدراء الأقسام، ودورة ”مسرح الجريمة ورفع البصمات“ التي استهدفت البحث الجنائي، ودورتي ”حقوق المحتجزين“ و”حقوق الإنسان“ التي استهدفت مسؤولي أماكن الحجز وغيرها، وهناك عدد من الدورات سيتم تنفيذها في قادم الأيام لرفع مستوى الوعي الثقافي في مجالات مختلفة لمنتسبي المؤسسة الأمنية .
العميد المنهالي يشكر الإمارات على جهودها في دعم الأمن بالساحل
س ــ حدثنا عن مدى الاستفادة من الدعم المقدم لإدارة الأمن من الاشقاء في دول التحالف وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة؟
ــ في الحقيقة، نحن لا ننسى الدعم الجبار والغير محدود المقدّم لنا في إدارة الأمن من الأشقاء في دول التحالف العربي، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي زودت الأمن بالآليات والمعدات الأمنية، ووفرت المشتقات النفطية لتسهيل عمل الأمن وتنفيذ المهمات الأمنية ، إضافة إلى توفير الوجبات الغذائية  اليومية للجنود، فضلاً عن الدعم اللوجستي الذي يستحق كل الشكر والتقدير .
س – ما مدى الاستفادة من الكوادر الأمنية المؤهلة المتخرجة حديثا من كلية الشرطة ومدى استيعابهم في إدارات الامن العام ؟
ــ لدينا دفعتين من خريجي كلية الشرطة، وحالياً الخريجين متواجدين وموزعين على المراكز الأمنية وأقسام البحث الجنائي بالمدن والمديريات، وسيتم قريبًا بإذن الله تعالى إعادة هيكلتهم ضمن دراسة خاصة بنا للاستفادة منهم لخدمة الأمن والمواطن .
س – حدثنا عن التعامل مع تسارع احداث انتشار المخدرات وماهي المعالجات المتخذة من قبلكم كجهة ضبط لهذه الآفة ؟
شكرًا على هذا السؤال، فعلا انتشرت المخدرات بشكل خطير ومخيف جداً، لكن لدينا ضباط وأفراد في إدارة مكافحة المخدرات يبذلون الجهد الكبير في ملاحقة والقبض على متعاطي ومروجي المخدرات وضبط عمليات الترويج وتحريزها بمحاضر رسمية  ، بما فيها  مادة ”الشبو“ الخطيرة، وبرأيي الشخصي اعتبر هذا حرب على شباب حضرموت، ونطلب من وسائل الإعلام، والعلماء، والخطباء، والدكاترة في الجامعات، والمثقفين إلى القيام بواجبهم و مساعدة الأمن في توعية المواطنين، لأنه إذا استمر هذا الحال، لن يسلم أي بيت منها لا سمح الله، ولنكن جميعاً عند قدر المسؤولية، وكلنا مسؤولين – من المواطن إلى أكبر مسؤول –  تجاه محاربة هذه الآفة المدمرة والخطيرة .
س ــ  ماهي خطتكم لتجاوز تعدد لوحات المركبات ؟
ــ لدينا خطة أمنية لتجاوز تعدد لوحات المركبات تبدأ بتنفيذ حملة مشتركة بين إدارة المرور وإدارة الأمن بمديرية المكلا سيتم تنفيذها قريبا في عاصمة المحافظة، وسنوضّح حينها مستوى نجاح الحملة، وننظر إلى الخطوة الثانية التي تليها، وكما يُقال « لكل حادث حديث »  .
س ــ ما هي رسالتك لمواطني مدن ساحل حضرموت ؟
ــ رسالتي إلى أخواني وأخواتي في مختلف مديريات ساحل حضرموت، عليكم بالحفاظ على الأمن، وأكررها دائما أنتم رجل الأمن الأول صراحة، وبدونكم لا نستطيع أن نعمل، ومن هذا المنبر أتقدم بالشكر الجزيل لكل المواطنين على بلاغاتهم واتصالاتهم بالعمليات  أو بنا شخصيا وتفاعلهم معنا أثناء رؤية الظواهر السلبية، وتحديد أماكن مروجي ومتعاطي المخدرات، ونؤكد أن هواتفنا ترحب دائما بأي مقترحات أو شكاوى او بلاغات ، كما نؤكد أيضا أن غرفة عمليات الأمن متواجدة 24 ساعة لاستقبال مكالمات المواطنين على رقمها المجاني ( 199 ) .
س ــ كلمة أخيرة لمن توجهها ؟
ــ في الختام، أقول لأخواني منتسبي أمن وشرطة ساحل حضرموت من ضباط وصف ضباط وأفراد : عليكم بالحفاظ على أمن هذه المحافظة الطيبة، وأطالب منكم الابتعاد عن الشبهات، والإلتزام والانضباط لما يسهم في مصلحة المواطن، ونقول من هذا المنبر أننا لا نخدم كيانات، بل نخدم وطن، وواجبنا تجاه حضرموت الحضارة والتاريخ والتراث التي سكنت جسدنا وروحنا وذاكرتنا هو المحافظة على أمنها، وترسيخ دعائم استقرارها، لأنها أثمن ما في وجودنا وانتمائنا، ونحن بحاجة إلى التكاتف والتعاون جنبا إلى جنب لخدمتها، ويبقى شعارنا دائما « أمن حضرموت فوق الجميع » .