هجوم أحور أثبت تورط الحوثيين والإخوان في استخدام " القاعدة " لوقف انتصارات المجلس الانتقالي

صدى الحقيقة : خاص

أظهرت عودة تنظيم القاعدة في اليمن بهذه الطريقة اللافتة للنظر وفي هذا الوقت الحساس مؤشرا على أن هناك أطراف ، سواء محلية أو أجنبية ، توظف التنظيم لغايات سياسية، خاصة بعد العثور على هويات عدد من الذين نفذوا هجوم أحور على قوات الحزام الأمني .

ويشير هذا الظهور الملفت إلى تلاقي أهداف هذه الأطراف مع أهداف التنظيم الإرهابي ، كما يشير إلى أن هذا التنظيم قد اخترقته هذه الأطراف لخدمة أهدافها السياسية.

استخدام مليشيات الحوثي القاعدة في الجنوب :

ويرى كثير من المراقبين أن مليشيات الحوثي هي من تقف وراء عودة تنظيم القاعدة في هذا الوقت، وبهذا العنف .

فالحوثيون هم أكبر المستفيدين من عمليات التنظيم ، وأثبتت العملية الإرهابية التي قام بها عناصر القاعدة على نقطة أمنية تابعة للحزام الأمني بأحور ، والتي ترك المهاجمون خلفهم قتلى وهويات القتلى والتي أظهرت أن هوية المهاجمين من محافظات شمالية تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي ومنها محافظة البيضاء  .

وهذا أكد ماذهبت إليه السلطات والمراقبون إن هناك أدلة تشهد على هذه الحقيقة ، إلى جانب تطورات تثبت ذلك ، منها :



- تقتصر عمليات التنظيم وهجماته على المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي وتنعدم في مناطق سيطرة جماعة الحوثي المتمردة.

إيقاف الحوثيون حملتهم العسكرية ضد التنظيم في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

-  وقال زعيم تنظيم القاعدة في اليمن ، خالد باطرفي ،في مقابلة مع مؤسسة الملاحم التابعة للتنظيم  إن "القاعدة" انسحبت من العديد من خطوط الاحتكاك مع الحوثيين.

- قامت مليشيات الحوثي بإطلاق سراح العشرات من مقاتلي القاعدة الذين احتجزوا في سجون صنعاء ، ومنهم "المسن" الذين قادوا المجموعة التي نفذت الهجوم في الضالع. 

كما أطلق الحوثيون مؤخرًا سراح حوالي 31 سجينًا بينهم من ينتمون إلى التنظيم، ومن بين المفرج عنهم ثلاثة متورطون في تفجيرات إرهابية.

تعاون القاعدة مع الإخوان :

و يرى بعض المراقبين أن عودة تنظيم القاعدة هو ثمرة تعاون التنظيم مع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن ، خاصة بعد هروب أعضاء التنظيم من سجن سيئون الذي كان خاضعا لسيطرة قوات تابعة للإخوان المسلمين ، كمثال على التعاون بين الجماعتين.

أطراف خارجية تستخدم القاعدة كورقة ضغط على المجلس الانتقالي :

لكن يجب التأكيد على أن عودة التنظيم الإرهابي وأنشطته لا يخدم مصالح الحوثيين والإخوان فقط. فهناك جهات فاعلة إقليمية حريصة على استمرار الصراع في اليمن وإلحاق الضرر بالتحالف العربي، مثل إيران التي تريد الالتفاف على أي التزامات تعهدت بها هي أو حلفاؤها الحوثيون فيما يتعلق بالهدنة في اليمن. 

بالإضافة إلى ذلك ، منع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من إعادة تجميع صفوفها وتحسين قدراتها العسكرية والعملياتية.

وأن هناك من يحاول بشكل نشط تقويض خطط التحول السياسي في البلاد. وهو دليل على أن القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى تطفو على السطح في كل انتقال سياسي أو مفترق طرق في البلاد يؤشر على أن هذه الجماعات قد تم اختراقها من قبل فاعلين محليين وإقليميين.

محاولة التشكيك في قدرة القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب :

هذه الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية هي عبارة عن محاولات فاشلة بائسة  لمحاولة التشكيك بقدرات القوات المسلحة والأمن الجنوبي .

إضافة إلى محاولة إظهار نفوذ القاعدة في محافظات أبين وشبوة وحضرموت، وهو ما باء بالفشل الذريع .

ويختفي خلف كل ذلك محاولة الحوثيين والإخوان التشكيك بنجاح عمليات مكافحة الإرهاب التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية خلال السنوات الماضية، والتي حققت نجاحا كبيرا .