تفجرت أزمة بين إيران وفرنسا على خلفية نشر صحيفة "شارلي إبدو" كاريكاتير ساخر من المرشد الإيراني على خامنئي، حيث استعدت طهران السفير الفرنسي لديها للاحتجاج، وردت فرنسا على هذا الإجراء.
وزادت إجراءات طهران ضد باريس بسبب نشر الرسوم الكاريكاتيرية للمرشد علي خامنئي في "شارلي إبدو"، وبعد يوم واحد من استدعاء السفير الفرنسي لدى إيران، تم إغلاق المركز الفرنسي للدراسات الإيرانية في طهران، فيما أعلنت فرنسا أن على إيران أن تنظر إلى ما يحدث داخلها.
وفي بيان صدر اليوم الخميس 5 يناير (كانون الثاني)، زعمت وزارة خارجية إيران أن الحكومة الفرنسية التزمت "الصمت" "حيال العمل المناهض للثقافة والإنسانية" لمجلة "شارلي إبدو".
يأتي هذا الادعاء على الرغم من حقيقة أن مجلة "شارلي إبدو" هي مجلة غير حكومية، ولا يحق للحكومة الفرنسية في الأساس فرض رقابة على الرسوم الكاريكاتيرية لهذه المجلة.
وأعلنت وزارة خارجية إيران أن طهران "وفي معرض مراجعتها للعلاقات الثقافية مع فرنسا ودراسة إمكانية استمرار الأنشطة الثقافية الفرنسية في إيران، ستغلق في الخطوة الأولى أنشطة الجمعية الفرنسية للدراسات الإيرانية في طهران".
كما زعمت إيران مرة أخرى أن الرسوم الكاريكاتيرية لخامنئي كانت "انتهاكًا للمعايير الأخلاقية المعترف بها، وانتهاكًا صارخًا للمقدسات الدينية، وانتهاكًا للسلطة السياسية والدينية، وكذلك إهانة لرموز السيادة والقيم الوطنية للإيرانيين".
يذكر أن "تشارلي إيبدو" كرست عددها الجديد لمرشد النظام الإيراني.
ويعتمد هذا العدد الخاص على الرسوم الكاريكاتيرية التي تلقتها هذه الصحيفة بعد دعوة لرسم كاريكاتير عن خامنئي لدوره في قمع الانتفاضة الشعبية.
ومن رسامي الكاريكاتير الذين نشرت أعمالهم في هذا العدد، هناك أسماء إيرانية.
ومن بين الأعمال المختارة لمجلة "شارلي إبدو" كاريكاتير علي خامنئي مع هاشتاغ "انقلعوا أيها الملالي"، وقد أعلنت هذه المجلة أن مكافأة الفائز في هذه المسابقة هو "الشجاعة لقول لا للمضطهدين الدينيين".
كما نشرت صحيفة "لوموند" مؤخرًا رسم كاريكاتيري لعلي خامنئي اختارته "تشارلي إبدو".
وبعد صدور هذا العدد الخاص، استدعت إيران السفير الفرنسي في طهران.
وردًا على استدعاء السفير الفرنسي إلى وزارة خارجية إيران، قالت كاثرين كولونا، وزيرة خارجية فرنسا، إن طهران "يجب أن تنظر في ما يحدث داخل البلاد قبل انتقاد فرنسا".
وقالت وزير خارجية فرنسا إنه على عكس إيران توجد حرية صحافة ولا يوجد قانون إهانة المقدسات.
لكن قبل ذلك، هدد وزير خارجية إيران، حسين أمير اللهيان، هذه الصحيفة الفكاهية في باريس.
وفي حين أن صحيفة "شارلي إبدو" ليست تابعة للحكومة الفرنسية، فقد هدد وزير خارجية إيران الحكومة الفرنسية وقال: "لن نسمح للحكومة الفرنسية أن تتخطى حدودها.
لقد اختاروا بالتأكيد الطريق الخطأ. لقد قمنا، في وقت سابق، بإدراج هذه الصحيفة في قائمة العقوبات".