الصين تشهد تنمية سريعة في الدراسات الأساسية لعلوم الكم وتطبيقاته

صدى الحقيقة : خاص

شهدت الصين قفزة هائلة إلى الأمام في الدراسات الأساسية لعلوم الكم وتطبيقاته خلال العقد الماضي، مع ظهور الإنجازات الرئيسية العديدة في الاتصالات الكمومية والحوسبة الكمومية وغيرها من المجالات.
في أواخر يوليو الماضي، أرسلت الصين بنجاح أول قمر صناعي كمي صغير في العالم إلى الفضاء، وبدأت في بناء شبكة اتصالات كمومية فعالة وعملية وعالمية. وأكمل القمر الصناعي اختباراته في المدار لإجراء التجارب العلمية.
وقال بنغ تشنغ تشي، أستاذ بجامعة العلوم والتكنولوجيا للصين "يمكن للقمر الصناعي أن يشكل شبكة اتصالات كمومية بمفرده وأن يصبح جزءا من شبكة مستقبلية مع أقمار صناعية كمومية أخرى. وسنجعل القمر الصناعي يلبي احتياجات المستخدمين لتحويله من معدات تجريبية إلى منتج سوقي لتعزيز تنمية الصين لعلوم الكم والمساهمة في ضمان أمن المعلومات".
وستعمل علوم الكم على دفع تقدم تقنيات المعلومات وأبحاث الطاقة والمواد، بالإضافة إلى إحداث ثورة صناعية جديدة. وفي السنوات العشر الماضية، شهدت الصين تنمية سريعة في هذا المجال. ففي عام 2016، أطلقت الصين بنجاح أول قمر صناعي في العالم لتجارب علوم الكم، وحققت اتصالا كميا بين القمر الصناعي والأرض لأول مرة في التاريخ.
وفي عام 2017، تم وضع خط اتصالات كمومية بطول 2000 كيلومتر قيد الاستخدام، ليصبح أول خط رئيسي آمن للاتصالات الكمومية في العالم. ويربط الخط النقاط الرئيسية لشبكة الاتصالات السرية في البلاد: مدن بكين وجينان وخفي وشانغهاي.
وتعد الصين الدولة الوحيدة في العالم التي حققت ابتكارات وتقدم كبير في الحوسبة الكمومية الضوئية وفائقة التوصيل، ممثلة على التوالي بنماذج الحاسوب "جيوتشانغ" و"تسوتشونغتشي 2".
وقال بان جيان وي، نائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا للصين "في العقد الماضي، زاد عدد الناس المكرسين لأبحاث علوم الكم بشكل مطرد من العشرات إلى عدة مئات الآن. وبتشجيع من التنمية السريعة لعلوم الكم في الصين، أصبح العديد من الباحثين نشطين للغاية في إجراء التبادلات والتعاون، وأعتقد أنه أحد أكبر التحولات في هذا المجال خلال السنوات الماضية".
كما شهدت الصين تقدما كبيرا ليس فقط في الدراسات الأساسية لتقنيات الكم، ولكن أيضا في التطبيقات والتنمية الصناعية، وفقا لما ذكره شيويه تشي كون، رئيس الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا.
وتعمل أكاديمية بكين لعلوم المعلومات الكمية على دفع التطبيقات العملية لتقنيات الكم إلى الأمام. وفي مدينة خفي بشرقي الصين، يوجد شارع تصطف على جانبيه الشركات العاملة في هذا المجال. وفي مدينة جينان بشرقي البلاد، من المتوقع أن تصل قيمة قطاع الكم إلى 100 مليار يوان (14.3 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2030.
وقال يه يوي جيانغ، مدير البحوث الأساسية بوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية "مع الدعم المستمر طويل الأمد، حققت علوم الكم للصين قفزة هائلة إلى الأمام. وبدأنا في تطوير القدرات في الابتكارات المنهجية في هذا المجال