خلق الله الأرض ومن عليها إلا وخلق وعلى مقاسها رجالها، أما إقحاح وافذاذ وأما رجال بمسميات ليس إلا- في المواقف تبلى الانفس وفي المحن تتوثب لحسمها كاتبة للتاريخ بأن هناك رجال عظماء كان لهم الدور الجلي في طي صفحات الحرب الظالمة التي شنت من قبل روافض الاحتلال اليمني على الجنوب وأهله في عام 2015م - رجال حملوا الكفن على اكفهم في سبيل نجدة اشقاءهم الجنوبيين من جبروت القوى الظلامية الهمجية- قادة رسموا بطولاتهم بأحرف من دماءهم ليشهد التاريخ يوما أن النخوة العربية والإسلامية تجري بدمائهم وعروقهم - ففي ساحات وميادين الوغى زئروا كالليوث حينما تخرج من عرينها - إذ كانت صولاتهم وجولاتهم في باحات الجبهات المشتعلة ( عدن - لحج - ابين ) ،ياأرض احفظي ماعليك وياسماء انزلي على جند اشقاءنا الإماراتيين الإبطال وأبناء الجنوب بردا وسلاما - حين وصول القوات الإماراتية الخيسة- اتجهت قيادات عسكرية جنوبية بارزة وقيادات مقاومة جنوبيين للقاء القيادات العسكرية الاماراتية في السفينة ، وكان أبرز تلك القيادات - القائد العسكري الفذ اللواء/ الركن (فضل حسن العمري),قائد المنطقة العسكرية الرابعة .
نعود قليلا الى الخلف لكي نعيش لحظات ذكرى نصر خالدة ومخلدة في عقولنا وراسخة في افئدتنا - بعد أيام يحتفل الجنوبيين بيوم نصر عاصمتهم الجنوبية عدن والتي تصادف في ال (27)رمضان من كل عام وفي هذه المناسبة العظيمة سنحاول أن نسلط الضوء على من كانت لهم بصمات في عملية التحرير.
القائد الفذ ابو "علي "( فضل حسن العمري) , قائد المنطقة العسكرية الرابعة عدن، وفي حوار سابق له تم اجراءه من قبلنا وانا (صالح الضالعي), ونشره في صحيفة وموقع إلنقابي الجنوبي الإعلامية - وصحيفة وموقع (الامناء )الإعلامية الشهيرة في الساحة الإعلامية الجنوبية - واليوم الثامن- وكثير من وسائل الاعلام الجنوبية المقروءة ، وتم تناوله في وسائل إعلام عربية - كان الحوار ساخنا كونه تخلل حقائق كان يجهلها كثير من الناس وبذلك استحق أن يكون حوار وحديث الساعة لكشفه كثير من الأحداث والخفايا التي شهدتها معارك تحرير العاصمة الجنوبية عدن تحديدا..
جاءفي بعض مما ننتذكر في الحوار للقائد : أثناء وصول القوات الإماراتية إلى سواحل عدن ( الخيسة) ،اتجهنا إليهم وتم اللقاء بالقيادات العسكرية الإماراتية في السفينة- خلال لقاءنا شاهدنا عربات حديثة ومتطورة جدا ، كانت حينها المقاومة الجنوبية تقاتل بإمكانات بسيطة ومع ذلك استطاعت أن تحجم زحف الرافضة لاسيما في جبهات البساتين ومرورا بالمنصورة والشيخ عثمان والبريقة وصلاح الدين، لكنها في نفس الوقت اخترقت خور مكسر والمعلا والتواهي وكريتر - وتابع القائد ابو علي بقوله : تحدثنا مع اخواننا الإماراتيين الإبطال بأن قواتنا بحاجة ماسة لتزويدها بالسلاح المتطور - فكان رد اخواننا الإماراتيين أنهم مستعدون تقديم الدعم المادي والمعنوي والبشري ،وقالوا أيضا سننقل طلبكم إلى القيادة - وفي اليوم الثاني ذهبنا والتقينا بهم فكانت ردود القيادات العسكرية الاماراتية بأن ابو "خالد" الشيخ ( محمد بن زايد ) حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله ابلغ قيادته العسكرية في عدن بأن عليهم إبلاغ القيادات العسكرية والمقاومة الجنوبية بانه على استعداد الافتداء بابنه الأصغر في حال تحرير العاصمة الجنوبية عدن.
وأشار القائد الهمام ابو علي ( فضل حسن العمري ) الذي يعد من القادة العسكريين الجنوبيين الذي تصداء لجحافل الرافضة اليمنية منذ الوهلة الأولى بداء من معركة كرش ووصولا إلى العند ومن ثم قيادته لجبهة البساتين حتى البريقة وتلك الجبهة وحدها التي صمدت ولم تسقط بيد الأعداء, وأشار بان القوات الإماراتية بعد أيام من اتخاذها الخيسة مكانا لها قامت بنقل قواتها إلى البريقة بعد أن تم التنسيق مع الشهيد القائد (عمر سعيد الصبيحي) ، ثم إن القيادات العسكرية الاماراتية بقيادة القائد البطل ( علي الطنيجي) وقيادات عسكرية ومقاومة جنوبية بدأت تخطط لعملية تحرير العاصمة عدن ، إذ اتخذت قرارا بأن اولى عملية التحرير يجب أن تكون من عمران لقطع الشريان على الروافض ،وافاد القائد اللواء الركن (فضل حسن العمري) بانه المهمة أسندت له مع قيادات عسكرية إماراتية وفي مقدمتهم القائد الأسطورة (حمدان)، تحركنا معا لإجراء عملية الاستطلاع سيرا على الاقدام ولمدة ثمان ساعات حتى انتفخت أقدامي ومع كل هذا استطعنا رصد تحركات ومصدر العمليات وقوام وعدة الأعداء فما كان منا إلا العودة إلى مكاننا سالمين.
واضاف بقوله : وفي اليوم الثاني أيضا قمنا بعملية استطلاع سريعة ثم بعد ذلك أاصدرت التعليمات لنابالهجوم والمباغتة على المليشيات الحوثية التي كانت تخطط هى الأخرى بعملية الهجوم على العاصمة الجنوبية عدن في( 27) رمضان ( ليلة القدر ) ، لكن هجومنا افشل خطتهم لاسيما بعد أن توغلنا آلى العمق وسيطرنا على عملياتهم حتى أننا سمعنا وهم يلعنوها كونها لم تنصرهم - إلا أن هناك حدثت تغرة كبيرة تمثلت في انسحاب كتيبة تابعة للمقاومة الجنوبية جهلا منها اذ اعتبرت بأن المعركة حسمت من قبلهم ولم تدرك بأن هناك جيوب مازالت موجودة , منوها : نحن كقيادة لم نبلغ عن انسحاب الكتيبة وبذلك واصلنا زحفنا صوب المدينة واستكمال تحريرها الأمر الذي تسبب لنا بحصار مميت من قبل الروافض , أنا والقائد (حمدان ) كنا في عربة واحدة ، إذ اننا كنت بالمقعد الاول والقائد (حمدان) في الخلفي وكان الضرب علينا من كل الجهات ، فقال القائد ( حمدان ) ياابو (حسن ) ماذا ترى ؟ ، فكانت اجابتنا له النصر أو الموت ،فقال (حمدان) هو ذاك يابو (حسن ) .
وافاد القائد البطل (فضل حسن ) بانه تفاجى ولم يخطر بباله بأن القائد "حمدان" ينزل من العربة في وقت تعرضهم لوابل من النيران المركزة ،اذ رأى القائد ( حمدان) يعتلي طقما عسكريا مصوبا رصاصات رشاشه على المليشيات الحوثية ،وفي مشهد كهذا انتابنا خوفا عليه بأن لاسامح الله وتم استهدافه واستشهد فإن الموقف سيتم استخدامه ضدنا كجنوبيين على أننا بياعين وخونة ،فما كان منا إلا أطلق صوتنا عليه بقولنا (ياحمدان) أنزل من الطقم ،فقال (حمدان ) هؤلاء لاينفع معهم هذا السلاح يابو( حسن ), ولكن حسنا ساستخدم معهم مالم يتوقعوه ،نزل القائد الأسطوري (حمدان) في شجاعته واقدامه وقام باستخدام سلاح (الكورنيك)وبنفسه اذاق المليشيات الحوثية الويل فدمر مادمر من عربات وأطقم عسكرية وماهى الا لحظات الا ونرى المليشيات الحوثية هاربة ومذعورة كالجرذان وتمت السيطرة الكاملة على مدينة عمران في البريقة وأعلن النصر العظيم ، وفي صبيحة توافدت المقاومة الجنوبية التي كانت تتمركز في الأطراف والمرتفعات كالسيل الجرار.
القائد الاماراتي العبقري (علي الطنيجي) مخطط معركة تحرير عدن :
وعن معركة تحرير العاصمة الجنوبية عدن أكد اللواء الركن( فضل حسن العمري) قائد المنطقة العسكرية الرابعة بأن القائد الاماراتي (علي الطنيجي) يعد المخطط والقائد لعملية تحرير العاصمة عدن ، وقال عنه بانه العقل العسكري وحنكة تفوق الخيال ،واصفا إياه بداهية الدواهي العسكرية على مستوى عالي.
قيادات عسكرية إماراتية رسمت تفاصيل بطولاتها على أرض الميدان في كلا من (عدن ولحج وأبين ) منها
( القائد البطل علي الطنيجي ،والقائد البطل محمدخميس - القائد البطل حمدان - القائد البطل والهمام/ راشد ابو محمد - القائد/ راشد الغفلي- القائد البطل / مشبب - القائدالبطل/ علي سيف النعيمي - القائد البطل والعميد / سلطان ابو ماجد - القائد/ ابو سيف - القائد /ابو سعيد - القائد /راشد النيادي ابو حمد ) وكثير من القيادات العسكرية الاماراتية التي يحظرني ذكر اسمائها انيا وانا كاتب تلك السطور.
للحديث بقية في قادم الايام - هزمت مليشيات الحوثي التي كانت تضن بأن المواطن الجنوبي
سيستقبلها بالمباخر وعلى ايقاعات ومزمار البرع سيحتفى بها كما لو أن حربها أعادت انتاج حرب صيف 1994م.. لكن ضنونها خابت وتبخرت وذهبت ادراج الرياح كون جنوب اليوم ليس كجنوب الامس وبناء عليه كانت ارض الجنوب فتيل بركان مشتعل في وجهها وتلك الأسطر سيتم تناولها في الحلقة القادمة.