شعر : حسام غانم

وأنت تخطو 
بخطواتك المضطربة 
على جدارية الحياة
تٌداهمك العزلة
يرتطم رأسك بحائط من البلور
على شكل فروع نبات
يلفك كالسراب لساعات
يستحضر لك ذكريات من تحبهم 
تتوارد طيوفهم وظلهم
كذكريات ٍ ليست كالذكريات..
وأنت الآن مصابٌ بسبات التوق
تحاول التحرر من ألف طوقٍ وطوقٍ
تتمرد على الحزن قليلاً
تتململ بأفكارك عليلاً
تصرخ تبكي تضحك
تستحضر القادم والعائم 
تضيء بنات أفكارك
وتبدأ بأرشفة الأزمات..
وأنت تتدرب على علاج شجونك
بالصمت وتكويم السُّكات
ثمة شعاعٌ خافتٌ من النور
يخترق قلبك وصدرك
يخرجك عن طورك
يبعثر الرماد فيك والظُّلمات..
وأنتَ أنتَ لاغيرك
يُرشدك إلى منابع النور في روحك
يربت على ندبات قروحك
يُسمعك على شكل عزف كمنجات
نوتة بعنوان كي تستمر الحياة ..
وأنت تسامر الليل ووحشته
تغرق في دخان لوثته
تكتب العبارات والعبارات
فجأةً تتكاثف من بين أصابعك 
سحابة من عيونٍ و نجمات..
نجمةٌ واحدة تشبهك
نجمة واحدة لاتخذلك
نجمة واحدة تتسلل إلى قلبك تسكنك
نجمةٌ واحدة ليست إلا هي
من بين كل الأقمار والنجمات..
تطارحك العزلة
تتأرجح بين المقلة والمقلة
تتسيد الوقت 
تتقن فن المسافةوالخطوات
تجعل من عينيها سمتاً للكلمات..
وإنها لعذبٌ فراتٌ طاب مشربه
وهيهات أن  يرتوي ظمأٌ 
تمادى في قلوبنا  هيهات..