شهدت العاصمة عدن، صباح اليوم السبت، فعالية إحياء الذكرى السنوية الرابعة لرحيل المفكر والمناضل الجنوبي الكبير أمين صالح محمد، أحد أبرز مؤسسي الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك تحت شعار: "ولتكن هذه الذكرى انطلاقة لترسيخ مبادئ التصالح والتسامح وتعزيز الشراكة الوطنية الحقيقية."

واستُهِلّ الحفل الذي أقيم برعاية كريمة من أسرة الفقيد ، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني الجنوبي، ثم ألقى الأستاذ علي الكثيري، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، كلمة حيّا في مستهلها أسرة وذوي الفقيد، مشيداً بدوره البارز كأحد مهندسي ثورة شعب الجنوب، وقائدٍ مخضرم ساهم بفكره ونضاله في مسيرة التحرر الجنوبي.

وأكد الكثيري أن الفقيد أمين صالح كان من المؤسسين الفعليين للمجلس الانتقالي الجنوبي، فكرةً وإطاراً سياسياً، وقد عُرف بالحكمة والاتزان والحرص على ترسيخ قيم الحوار والتآلف، وتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية، باعتبارها حجر الزاوية في طريق تحقيق استقلال الجنوب كدولة وهوية.

وقال الكثيري: "رحيل هذا القائد الملهم مثّل خسارة كبيرة في وقتٍ لا نزال فيه بأمسّ الحاجة إلى عقله وقيمه ومدرسته السياسية والنضالية. واليوم، في ظل التحديات المتزايدة، علينا أن نستحضر سِيَر المناضلين وفي مقدمتهم أمين صالح، لنواجه محاولات الالتفاف على إرادة شعب الجنوب وإضعاف قضيته."

كما ألقى الأستاذ ضياء المحورق، كلمة اللجنة التحضيرية، قال فيها: "لن تفي الكلمات بحق الفقيد، فهو رمزٌ للصمود والنضال من أجل الحقوق والاستقلال. لقد عملنا بكل ما أوتينا من جهد، رغم الإمكانيات المحدودة، لنُخرج هذه المناسبة بما يليق بمقام المناضل أمين صالح."

من جانبه، ألقى نجل الفقيد، مصطفى أمين صالح، كلمة شكر فيها كل من ساهم ودعم وحضر إحياء هذه الذكرى، مؤكداً المضي في درب النضال الذي رسمه والده، وداعياً بالرحمة والمغفرة له ولكل الشهداء الجنوبيين.

وقال نجل الفقيد: ونحن في مرحلة حساسة من تاريخ الجنوب إذ لا بد على المجلس من الاستعداد الجدي لقيادة الصراع مع الاخوه في الشمال بمسؤولية واقتدار تام ، أيضا الاهتمام الكبير في محافظات حضرموت والمهرة و شبوة من خلال اختيار الادوات الثورية الفاعلة والمخلصة للهدف . ((للإطلاع على النص الكامل لكلمة أسرة الفقيد تجدوها في الرابط التالي)):
https://www.facebook.com/share/p/1FoXgf1DEC/

واختُتم الحفل بعرض فيلم وثائقي تناول محطات نضالية بارزة في حياة الفقيد، منذ ولادته وحتى وفاته، مروراً بمراحل نضاله منذ عام 1994، وإسهاماته في بناء مشروع الاستقلال الجنوبي، مع شهادات موثقة من شخصيات عاصرت مسيرته الكفاحية.

حضر الفعالية عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ورؤساء الهيئات المساعدة، وأعضاء من الجمعية الوطنية، وقيادات في الحكومة والسلطة المحلية، إضافة إلى جمع غفير من المواطنين ومحبي الفقيد.

جدير بالذكر أن المناضل أمين صالح محمد يُعد من أبرز الرموز الوطنية الجنوبية، حيث أسهم في إيقاد شرارة ثورة شعب الجنوب، وأسّس أول حركة مناهضة للاحتلال اليمني عام 1997 عبر "اللجان الشعبية التضامنية"، وكان عضواً مؤسساً في المجلس الأعلى للحراك السلمي.

كما شارك في تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، وأسهم في صياغة رؤيته وأهدافه، وعُرف بإخلاصه العميق للقضية الجنوبية وتفانيه في خدمتها دون أن يسعى إلى منصب أو مغنم.