وسقطت الاقنعة

اخوان اليمن ينسجمون مع القاعدة والحوثيين في استهداف دور الإمارات

صدى الحقيقة

تناغم غير بريء في الخطابات الإعلامية لحزب الإصلاح والحوثيين يعكس مساعي خبيثة للتشويش على دور إماراتي عصيّ على محاولات التخريب.

و تكشف حملة التشويه الإعلامية التي يشنها الإخوان المسلمون في اليمن عن النوايا الحقيقية لتيار سياسي لم يتوقف منذ مشاركة دولة الإمارات الحاسمة في التحالف العربي عن بث الإشاعات مع كل خطوة تقوم بها ابوظبي باتجاه تثبيت الأمن ورفع وتيرة التنمية والتطور الاقتصادي، وهي الجهود التي تواجه عادة باستهداف مفضوح من قبل التيارات ذاتها التي ساهمت في دمار اليمن منطلقة من حساباتها السياسية الذاتية التي لا تتماشى مع حاجة اليمنيين إلى الاستقرار.

وأثار التقدم العسكري الذي ساعدت الإمارات على تحقيقه خصوصا في مناطق الجنوب وبسط الأمن في البلدات التي كانت خاضعة لتنظيم القاعدة، غضب جماعة الإصلاح وكشف من جديد عن رغبتها في تشويه الدور الإماراتي.

ولم يتردد حزب الإصلاح في التعاون والتنسيق مع القاعدة والإرهاب، وكشفت الحرب في اليمن الكثير من الأقنعة وخاصة إخوان اليمن الذين لم يقوموا بأي دور ضد الانقلابيين ولا تزال الجبهات التي يقودونها دون أي تقدم على عكس الجبهات التي كان يقودها الجنوبيون وحققت نجاحات كبيرة وانتصارات متسارعة في الجنوب والوسط والساحل الغربي.

ويرى مراقبون أن الإخوان وفق جميع المعطيات يعدون الحليف غير المعلن لصالح والحوثيين، فهناك قواسم مشتركة تجمع الأطراف الثلاثة من بينها أن جماعة الإخوان تريد الانتقام من دول الخليج على وقوفها إلى جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي وكذلك تصنيف الجماعة قبل سنوات من قبل دول الخليج كجماعة إرهابية.

كما أن القاسم الأهم والمشترك الذي يجمع ثلاثي الشر في اليمن (المخلوع – الحوثي - الإخوان) هو الاتفاق على عدم ذهاب الجنوبيين نحو تقرير مصيرهم والحفاظ على ما يزعمون أنها "وحدة يمنية" يرون أنها هي من ستحفظ لهم تدفق الأموال والثروات إلى خزائنهم، ومصالحهم في جنوب اليمن.

وسبق للإخوان المسلمين أن دعموا نظام الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح في حرب صيف 1994، بل إن الحرب بدأت بفتوى دينية صادرة عن وزير العدل حينها عبدالوهاب الديلمي اعتبرت الجنوبيين خارجين عن الدين الإسلامي.

ويرى مراقبون أن حزب الإصلاح في اليمن يشن حملات تحريضية ضد الدور الإماراتي في اليمن لمعرفتهم بأن الإمارات تعمل من أجل بناء دولة مؤسسات ولا تسعى إلى بناء دولة حزبية أو طائفية، وقد حاولوا النيل منها مرات متعددة مستغلين مشاكل البلاد المتراكمة حتى أصبح انتقادهم للإمارات أكثر من انتقاداتهم لميليشيات الحوثي وقوات المخلوع.

ويزعم نشطاء في حزب الإصلاح باليمن بوجود خلافات بين الإمارات والسعودية حول عدن من خلال نشر شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإعلام الإخوان.

وذهبوا أيضا إلى الترويج لمزاعم وجود خلافات بين أبوظبي والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لتنتهي بالتشكيك في الدور الإماراتي ضمن التحالف العربي الداعم للشرعية، وهي أكاذيب تدحضها الوقائع على الأرض سياسيا وعسكريا.

تحالف مربح

أكد سياسيون يمنيون أن الهجوم الإعلامي الذي تشنه جماعة الإخوان المسلمين في اليمن يؤكد تحالف هذه الجماعة مع الانقلابيين المدعومين من إيران، موضحين أنه لا يستبعد إمدادهم بالسلاح في ظل ازدهار تجارة الأسلحة في اليمن خلال الحرب، فيما كشفت مصادر عسكرية وثيقة الصلة عن وصول أسلحة للحوثيين مرت عن طريق مأرب التي تسيطر عليها قوات موالية للإخوان.

السياسي اليمني جعفر عاتق يقول إن "التحالفات بين الحوثيين والإخوان موجودة منذ أن تم منع 40 ألف من المقاتلين من التصدي للحوثيين ومنعهم من احتلال صنعاء، ناهيك أنهم قد وقعوا اتفاقيات سلام مع الحوثيين في صعدة وذمار قبيل الحرب، وقبل أشهر وقعت اتفاقية بين الإخوان والحوثيين في البيضاء، وهذه التحالفات يعرفها كل اليمنيين والمراقبين الدوليين".

واعتبر الكاتب والباحث السياسي اليمني علي نعمان المصفري أن جماعة الإخوان تحولت في الوضع الحالي لليمن إلى "سرطان مع (صالح) والحوثي لاستنزاف التحالف العربي".

واتهم المصفري قيادات في حزب الإصلاح بالتآمر مع المتمردين الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح لتقويض الانتصارات التي حققها التحالف العربي في اليمن وفي زعزعة الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة.

وقال الكاتب السياسي عادل حمران إن "كل ما يقوم به إعلام الإصلاح لا يعبر إلا عن فقدان مصالحه وكذلك فقدان حجمه على الأرض فكل ما يقدمه الحزب مناورات إعلامية فقط، أما في الدفاع عن اليمن فقد هربت قياداته خارج البلاد، فالإصلاح لم يكن إلا مجرد فوبيا يرعب الأحزاب الأخرى بأنصاره من القبائل، لكن ساعة الجد ذهبوا جميعاً خارج الحدود وعادت الإمارات وخيرها للدفاع عن اليمن باذلة كل شيء من أجل تطبيع الحياة والمساهمة في صناعة الانتصارات".

وأضاف "رغم الحملات الإعلامية لحزب الإصلاح إلا أنها سرعان ما تصطدم بالدور الذي يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي في العاصمة عدن والمحافظات المحررة من مشاريع خدمية وإعادة تأهيل المباني الحكومية والمساهمة في إغاثة المناطق المتضررة من الصراعات والحروب، وكذلك تقديم الإمارات عدداً من رجال جيشها البواسل داخل الجبهات من أجل دحر الميليشيات الإرهابية وبتر التمدد الفارسي في اليمن والمنطقة العربية".

غير إخوان اليمن بوصلتهم في العديد من المرات على امتداد تاريخ الجمهورية الحديث بعيدا عن أي مساهمة في أمن واستقرار البلاد، وتأرجحت تحالفاتهم ممثلة بحزب الإصلاح بين الأعداء والحلفاء بتغير المصالح.

ويقف الإخوان بأضاليلهم وبسياسة طبيعتها الخبث على نقيض المقاربة الإماراتية وجهود الإمارات الفاعلة، إلا أن الجهود الإماراتية سواء الجهد العسكري الهادف إلى دعم الشرعية وإفشال مخططات ارتهان اليمن لأجندة الإخوان وأذرع إيران أو الجهد الإنساني من معونات وإغاثة طبية وتعليم وإعمار وإعادة تهيئة للبنية التحتية في المحافظات المحررة وعلى رأسها عدن، تقف اليوم شاهدة على زيف ادعاءات تروج لها حفنة من الانتهازيين تسترت بالدين لتحقيق أهدافها.

سياسيون يمنيون يؤكدون أن الهجوم الإعلامي الذي تشنه جماعة الإخوان المسلمين في اليمن يؤكد تحالف هذه المجموعة مع الانقلابيين المدعومين من إيران موضحين أنه لا يستبعد إمدادهم بالسلاح في ظل ازدهار تجارة الأسلحة في اليمن خلال الحرب.