شاهد بالصور : مكتب مالية عدن أطلال خاوية لحكومة بلا هوية

صدى الحقيقة : تقرير نزار أنور

من المؤسف والمحزن جدا ما آل اليه مكتب مالية عدن والذي أضحى أطلالا خاوية تدل على حكومة فاقدة للهوية لايهما غير جمع الأموال والسياحة في دول التحالف وغيرها من الدول وفي هذا التقرير المختصر نتناول أوضاع مكتب مالية عدن.

فبعد ما يقارب العامين من تولي الأخ علي طه صالح منصب مدير عام مكتب المالية عدن و بعد تحول المكتب إلى ديوان عام الوزارة لم يشهد المكتب و لا موظفيه أي تغيير لا في أوضاعه الإدارية أو الوظيفية بما يليق أو يتناسب مع مكانته الحالية.

بل إن الرجل طيلة عامين قد عمد على استخدام سلطاته في تصفية خصومه و كل من ينتقد قراراته في ممارسة واضحة للإرهاب الإداري.

الموظفون لم تسوى درجاتهم الوظيفية إلى اليوم و لا مستحقاتهم التي من المفروض ان يحصلوا عليها ناهيك عن الاستقطاعات المستمرة من المكافأت الشهرية تحت مبرر الغياب برغم تقديمهم لإجازات مرضية أو مستحقة .

ليس ذلك فقط فالادارة حاولت في العام الماضي من عدم صرف مبلغ الوفر السنوي على موظفيها تحت مبرر احتياجات المكتب و هو ما دفع بمدير شؤون الموظفين الأخت فاطمة جازعي إلى الوقوف أمام هذا الأمر و التصدي له هي و بعض الموظفين مما اضطر الإدارة إلى صرف تلك المستحقات فيما بعد .

و لم يقف الأمر عند هذا فقد قام المدير العام الأخ  علي طه صالح بالتخلص من مديرة شؤون الموظفين حيث طلب من بعض موظفيه جمع تواقيع الموظفين تحت حجة التحضير اليدوي و أرفق بتلك التواقيع التي جمعها رسالته المطالبة بتغيير مديرة شؤون الموظفين و قدمها إلى الوزير أو من ينوبه على انها رغبة الموظفين .

و فعلا قام و نجح بتغييرها كما قام بعد ذلك بتهديد الموظفين الذين وقفوا ضده و الاستقطاع من مستحقاتهم إن أعادوا الكرة مرة أخرى.

كل تلك الممارسات و غيرها كفيلة بأن توقف هذا الرجل و تزيحه من موقعه الذي لا يليق برجل بمثل هذه العقلية القاصرة و البعيدة كل البعد عن مفاهيم الإدارة الجيدة و الصحيحة من موقعه .

و لكن ذلك ما لم يحدث منذ عامين الأمر الذي يجعل من الموظفين يشعرون بالإحباط و لا يقومون بتأدية مهام عملهم على أكمل وجه طالما أنه لا يوجد من يقف معهم و ينصفهم و يناصر قضاياهم.

وعند وصولنا إلى مكتب مالية عدن قمنا بجولة إستطلاعية حول أقسام و إدارات المكتب فزرت البعض منها و ليس جميعها حتى أكون صادقا .

لكن البعض ذلك كان كافيا أن يعبر عن مدى تلك الأوضاع السيئة التي و صل لها حال مكتبنا اليوم ، فوجدت تذمر لدى العديد من موظفي المكتب و عبر بعضهم عن مدى الغبن الذي تعرضوا له حتى أن بعضهم كان يحدثني بصوت منخفض خوفا من أن تسمعه جدران المكاتب المجاورة لمكتبه .

و بالحديث عن الجدران فإنني قد وجدتها أيضا تشكوا لي مدى الإهمال التي تعرضت له ربما لم تشهد جدران مكتبنا عملية تجديد و صيانة لها منذ فترة من الزمان حتى بدأ طلائها يقشر و يحاول أن يبدل جلده بنفسه تماما كما تفعل الثعابين. 

التقط بعض الصور التي تؤكد ما أقوله حتى لا يقول عني البعض أنني أبالغ فيما أتناوله أو إنني أتجنى على قيادته و بينما أنا ماض في جولتي توقفت عند مكتبي السابق الذي كنت أعمل فيه قسم المراجعة و الفحص بجوار قسم الموازنة الأرض و بلاط الممر شعرت بأنهم يريدون أن يخبروني أمرا فاكتفيت بالتقاط صورة تغني عن  الكلام .

صعدت لأتفقد قاعة التدريب و التأهيل التي كنا نتلقى فيها الدورات التدريبية على يد مدربينا و أساتذتنا القديرين أمثال الراحل الأستاذ فيصل فؤاد رحمه الله و الاستاذ عمر العبد أطال الله في عمره و الذي يعمل الآن كمستشار للأخ المدير بعد تقاعده عن العمل .

فوجدت أن القاعة قد تحولت لتقوم بدور آخر و وظيفة أخرى و هي مكتب المالية فرع لحج و لم يتم استحداث أو تجهيز مكانا آخر للتدريب و التأهيل رغم وجود مساحات شاغرة في المبنى ذاته.

و أهمل بناء الكادر و غيب التأهيل والتدريب لنرى اليوم معنا نماذج لا تفقه شيء من أمور المالية تشغل اليوم مواقع مدراء مالية و حسابات في مرافق الدولة غير مؤهلة و غير مدربة.

ولم تتوقف الأمور عند ذلك الحد في جولتي القصيرة لكن سأدع الصور هي من تتكلم عنها لا قلمي .