إن حاجتنا لتمرين نفوسنا وتدريبها على السمو والرفعة ملحة أكثر من أي وقت مضى من أجل أن يتحقق هدفنا السامي الذي نسعى لتحقيقه وهو تحقيق الاستقلال الناجز والسيادة الكاملة واستعادة الدولة الجنوبية؛
فإنه لا أضر على مشروعنا الكبير من الانشغال الكثير بالمشروع الحقير.
فكم هي مخزية تلك الجهود المبذولة لخدمة الأنانية الذاتية والتحامل على بعضنا! حين نهبط بالنفس إلى وحل الأحقاد؛ تلبية للشراهة الهابطة وجريا وراء سقط المتاع.. فماذا عسى أصحاب المشروع الواحد أن ينجزوا ونفوسهم منشغلة ببعضهم وقوالبهم تخالف قلوبهم فصلاح البلاد مرهون بصلاح قلوب العباد.
إن التحرر من أمراض النفوس لهو السبيل المعبد الموصل إلى التحرر من ربق الظلم والاستبداد، فإن من لم تشرق شمس فضائله لن ينبلج صبح حريته.
نحتاج إلى أن نسمو على شهواتنا ونصارح بعضنا ونداوي أمراضنا ونأخد بيد سفهائنا ونأطرهم على الحق أطرا.. وكم هي الحاجة ضرورية للقيام بهبة شعبية لحلحلة كل خلاف وقراءة سفر مشاكلنا من الغلاف إلى الغلاف؛ فليس أضر على مجتمعنا من التباغض والتنافر ولا أفسد على مشروعنا من التقاطع والتدابر.
ابتعدوا عن النعرات وسدوا الثغرات؛ حتى لا يتسلل عدو إلى مبتغاه ولا يحقق متربص أمنيته.. حافظوا على التصالح والتسامح فهو الرافعة التي يعلو عليها عزكم، والأساس الصلب التي بني عليها صرح مجدكم، احرسوا هذا المنجز بوعيكم، واعزلوا عنه رواسب التخلف وأملاح الحقد؛ فإن من أزعجه تصالحكم وتسامحكم فسيسعده تنافركم وتناحركم، ومن صدع رأسه اصطفافكم، سيثلج صدره اختلافكم.
عاملوا الشانئ بنقيض قصده، اخفضوا ما يريد رفعه وارفعوا ما يريد حفضه واكتموا ما يريد إظهاره وأظهروا ما يريد كتمه قوموا إذا قعد ولا تقعدوا إذا قام.
احشدوا في ذكرى أكتوبر المجيدة وارسلوا رسائل عديدة جديدة؛ حتى يعلم أرباب المشاريع المنتقصة أن لا مكان لهم على التراب الجنوبي الطاهر. وأن السيل الهادر لن يبقي الرواسب المركومة في طريقه، وأن الشعب الثائر سيقطع اليد الخاسرة التي ستمتد إلى لوحة النصر التي رسمت بدماء الشهداء الزكية حتى لا تخدشها وتعبث بجمالها.
مشاركتك في ذكرى أكتوبر المجيدة تعني: مناهضتك لمشاريع الخيانة المخالفة للإجماع الجنوبي.