تهنئة لإبراهيم البكري وحسين هرهرة وتجسيد العفو عند المقدرة

الجزء الأول

هذا الجزء اخصصه لتهنئة البكري الذي بفضل الله وتوفيقه كان حكيماً في كل تصرفاته حينما تحاشى المواجهة وحينما لجأ للنظام والقانون وحينما بر بوالدته في ذلك الموقف وحينما احتسب الأجر بعتق رقبه لوجه الله

بينما الجزء الثاني فسأخصصة لتهنئة هرهرة بحصوله على العفو والمغفرة ونجاته من  المقبرة وهو الخبر الذي اسعدنا كثيرا وقد بذلنا قصارى جهدنا لاجل تلك اللحظة التي تعد مكسبا للاثنين

حقيقة كنت أتوقع ان يفعلها ويعفو في اللحظات الأخيرة حينما توجه البندقية إلى قلب هرهرة وذلك كان توقع الكثيرون

لقد كان عندي يقين ان الرجل لم ولن يفوت اجر عتق الرقبة لوجه الله تعالى

كان عندي يقين أنه ماكان ليكسر قلب الصغيرات اللاتي خرجن لأمر جلل رغم انهن خرجن طلبا للعطف والرحمة من البكري لكن الاعلامي صورهن متشفعات بالقبور وعلى اساس بايكحلها عورها ربما لأنه لا يدرك ان الشفاعة والتوسل بالقبور شرك أكبر وفي منزلة الكفر في حين كان هدف الصغيرات حين وجهن ضراعتهن من ذلك المكان لانقاذهن من اليتم

بالتأكيد تصرفهن زلزل كيان البكري وإن كتمه وهو الذي احس مرارة الفقد وهو كبير فكيف بالصغير ولعله شعر ان غاليته حنين إن تهيأ لها ان تنطق لقالت ياابتاه العفو ولا تكسر قلوب اخواتي

التدخل الأخير من والدتك التي لعبت دورا كذلك في العفو رغم يقيني الجازم أن البكري كان مبيتا للعفو في اللحظات الأخيرة بعد أن يبلغ الرجاء مبلغه وتبلغ القلوب الحناجر ومع ذلك لم ايأس واستمريت في الكتابة دون ملل أو كلل منذ صدور الحكم حتى منتصف الليلة الأخيرة وفجر يوم الاعدام خشية ان يحرم الاجر والحمد لله وفقه ربي وصدق حدسي وتم العفو وبإذن الله كسب رضا ربه ومحبة خلقه

البكري قد أفلح والموفق من وفقه الله بالحكمة والسداد

هنيئا لك يابكري عتق الرقبة فقد كتمت الغيظ وعفوت عن الناس وختام الاية والله يحب المحسنين فماذا بعد ذلك وقد طبقته وجسدته رغم جرحك الغائر  انت ورفيقة دربك أم حنين

ومن عفا واصلح فأجره على الله فقد عفوت وصفحت وتركت لهرهرة مجالا كي يصلح من شأن نفسه ويبدأ صفحة بيضاء في تعاملاته وتواضعه

اثبت يابكري أنه ليس الشديد بالصرعة وانما من يتمالك نفسه عند الغضب ويكبح جماحها وانت في عز المصيبة انتصرت

نعم وفقك الله يابكري حينما جسدت العفو الحق عند المقدرة وهذا لا ينجح فيه الا موفق من رب كريم وقوي ايمان لأنه فوق الاحتمال ولا يوفق فيه الا من رحم ربي اما التسامح فهذا في القلب ولن يجبرك أحد عليه

حنين بخير بإذن الله وستشفع لكما انت وامها وعليم الله كم من أهلها ستشفع لهم وانت أيضا عتقت رقبة ومكرمتك عند الله عظيمة

أتعلم يا أخي أن الله يحبك ولذا وفقك للصواب وشرح له صدرك فلو انك اصريت على القصاص لكانت سعادتك ٱنية موقته سرعان ماتزول وقد تحدثك نفسك أنه ربما لم يقصد فعلا فيساورك الشك والندم حينها فيعكر عليك صفو حياتك

لكن فرحة العتق لوجه الله  ستدوم لاعوام مديدة وسيتناقلها الابناء والاحفاد  

كما انك انقذت انفسا من اليتم واسعدت والديه واهله وذويه ولم تخذل والديك وأخيك ولا كل من طرق بابك مصلحا وقائلا ياباغي الخير أقبل وياداعي الشر اقصر

أحيي امك اجمل تحية فهي مربية فاضله وأحيي والدك الشهم لقد غرسوا فيك النيل والاصالة والقيم الفاضلة فلله درك

أحيي كل من اجتهد لاصلاح ذات البين وأحيي الاخوة الذين توسطوا وبذلوا مابوسعهم

واناشدكم بناء مشفى حنين فلقد وفى البكري وحان الدور عليكم للوفاء فلا تجعلوا كلام الليل يمحوه النهار

وختاما لقد جسدت سمو الأخلاق والقيم الفاضلة والنبل والاصالة وعلمت الجميع دروسا أن المال والنسب لا يغني من الله شيئا وانما المفلح من يأتي الله بقلب سليم

تقبل الله منك وجعل عملك خالصا لوجهه الكريم وغفر لك ولوالدتها الصابرة المحتسبة ولوالديك ولأخيك الذي نزل خصيصا ليعينك ويقوي عزيمتك واسكن فلذة كبدك فردوسه الاعلى

والشكر موصول لكل من بذل جهدا لإصلاح ذات البين ونسأل الله ان يجعل عملنا وعمل الجميع خالصا لوجهه الكريم

وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

 

مقالات الكاتب