هل ينجح العليمي في فرض المعبقي وزيرا للمالية غصبا عن نوابه ورئيس الحكومة ؟!
ماجد الداعري
يصر رشاد العليمي، بشكل مستميت على الإستمرار في ممارسة كافة صلاحيات ومهام رئيس الجمهورية والسيطرة على...
حشود الزعيم و السيد ، إنهم يعشقون العبودية ويعشقون جلاديهم ، ورغم أن صنعاء وجميع محافظات شمال اليمن تعيش في ظلام دامس منذ أكثر من ثلاثة أعوام تقريباً ، ورغم الحرب و إنعدام الرواتب قرابة الخمسة أشهر ومع هذا تجد هناك من يلبي نداء زعمائهم و قادتهم بالحشد الجماهيري في أي مناسبة في ميدان السبعين بصنعاء .
رغم أننا كنا قاب قوسين أو أدنى من عهد العبودية و الحكم ألسلالي والمناطقي والجهوي ورغم تلك التضحيات التي قدمها شبابنا و رجالنا و نسائنا وحتى أطفالنا الذين دفعوا ثمن لهذا النصر وهذه الحرية ولكن للاسف واقعنا اليوم بيد أناس يخدمون أسيادهم في صنعاء بطريقة أخرى ، ولا ننكر المساندة و الدعم العسكري و الإغاثي اللامحدود الذي قدم إلينا من قبل دول التحالف العربي بقيادة السعودية و بدعم لا محدود من دولة الامارات العربية المتحدة و خصوصاً في عدن و الجنوب .
الفرق واضح بين شعب ميدان السبعين في صنعاء و شعب ميدان ساحة العروض في عدن فنحن المنتصرون وهم المنهزمون ، ووضعنا المعيشي و المالي و العسكري و السياسي أفضل بكثير من وضعهم حالياً ولكن هناك في السبعين حشود جماهيرية وهنا في العروض بعدن الركض خلف السراب .
الفرق الذي بيننا و بينهم هو أنهم يستطيعون التأقلم و التعايش مع أوضاعهم الحالية المزرية بقدر المستطاع وقليلي التدمر و يمتلكون قيادة تجمعهم في أي وقت بسبب وجود المصداقية فيما بينهم ، في صنعاء لا كهرباء ولا ماء و لا غذاء ولا مطار ولا رواتب ولكن تجد شعب يمتلك القدرة الفريدة على التعايش مع مختلف الاوضاع .
في عدن مقارنةً بصنعاء حالياً لا وجه للمقارنة إذ نعتبر أفضل حالاً ووضعاً و أمكانيات ومع هذا شعب متدمر غير صبور ومن أتفه الأسباب يصنع أزمة و مستعد أن يدخل في دوامة الحروب من أجل مصالح ضيقة و أنانية مفرطة .
ساعات وليس سنوات من إنقطاع التيار الكهربائي كفيلة بأن ننقم على دول التحالف ، وقد يشتمها البعض و خصوصاً دولة الامارات العربية المتحدة التي قدمت لنا كل أنواع الدعم و المساندة اللامحدودة من الإنزال الجوي للسلاح و حتى المشاركة المباشرة في عملية تحرير عدن و الإغاثة و الأعمار و تأسيس قوات الجيش والأمن وغيرها ، مشكلتنا أننا شعب جاحد ناكر للجميل إلا من القلة القليلة ، شعب يفرط بسهولة بتضحيات الشهداء و الجرحى من أجل المناصب وبعض المكاسب ، شعب يسكت عن ظلم مسؤوليه ويدافع عنهم بشراسة من منطلق مناطقي أو حزبي أو شللي .
مرت الذكرى الاولى لعاصفة الحزم مرور اللئام ولم نقدم ذلك الحضور المشرف لتلك المناسبة العظيمة واليوم نكرر نفس الخطأ في نفس المكان مع إختلاف الزمان ، رئيس الجمهورية كان من المفترض أن يقود التجهيز للفعالية و يشارك الجمهور و يلقي كلمة ولكن كعادته في المناسبات الكبرى يختفي ، رئيس الوزراء بن دغر غادر عدن قبل يومين وبطريقة مخابراتية من أجل عدم المشاركة و الحضور لذكرى عاصفة الحزم ، بينما إستمات بن دغر وبن عرب وغيرهم في إقامة فعالية الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر و تحدو الوضع الأمني و خرجوا من قلعة المعاشيق إلى قاعة الكورال بخور مكسر ولسان حالهم يقول في قلب عدن نحتفل بصنعاء ، من الكورال إلى عفاش بصنعاء نحن معاك حتى العظم وضد التحالف في عدن ، وضع مآساوي ومخجل والسكوت عنه مخزي و مذل .
خروجهم في صنعاء بمئات الآلاف لا يعني الإنتصار فوضعهم لم ولن يتغير و ضروفهم لم ولن تتحسن و تلك الرسالة لا تعني دول التحالف العربي بشيء كونها ليست المرة الاولى ، فعالية ميدان السبعين تعنينا نحن فقط في عدن والجنوب و تعرينا وتفضحنا و تظهرنا للعالم بأننا شعب يفتقر للقيادات الحكيمة الناضجة و أننا نعيش دائماً و أبداً في دوامة أحلام اليقضة وعلى المشاريع الخيالية البعيدة كل البعد عن الواقع ، وبسبب مرض الانفصام بالشخصية الذي يعانيه أغلب قادتنا وعدم الاهتمام بشؤون شعبهم بل أصبحوا سبب رئيسي في معاناة شعبهم بسبب فشلهم الاداري المركب ، لقد فقدوا مصداقيتهم ولم يعد الشعب يحترمهم كالسابق ولن يلبي طلبهم بالوقوف معهم إلا فيما ندر .
أيها الشعب اليمني الجنوبي أخرج للشوارع في تظاهرة شعبية كبرى رداً للجميل وقل شكرًا لدول التحالف العربي فما قدمتوه لنا سيتحدث التأريخ عنه كثيراً ، أقدم شكري و إمتناني لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و دولة الامارات بالخصوص التي قدمت لنا كل أنواع الدعم لكي نستعيد وطن ولكن ضيعته أيادي المعاشيق ، شكرًا لدولة الكويت و جمهورية السودان وغيرها من دول التحالف المشاركة في عاصفة الحزم و إعادة الأمل .
*لك الله يا وطن*