هل ينجح العليمي في فرض المعبقي وزيرا للمالية غصبا عن نوابه ورئيس الحكومة ؟!
ماجد الداعري
يصر رشاد العليمي، بشكل مستميت على الإستمرار في ممارسة كافة صلاحيات ومهام رئيس الجمهورية والسيطرة على...
كان الأجدر السرعة بفتح محاكم عدن و إلزام رؤساء المحاكم و القضاة بسرعة البث في القضايا العالقة و المحجوزة للحكم و النظر بالقضايا المستعجلة وغيرها و محاسبة القضاة و أعضاء النيابة المتقاعسين و الرافضين مباشرة أعمالهم حتى يومنا هذا , ولكن لم يتم محاسبة أو إعفاء أو إنذار أي من سالفي الذكر , بل عقدنا الأمور بهذه الحركة القضائية من خلال فتح باب النزاع بين الاطراف مرة أخرى وعدنا بهم لمربع الصفر بسبب أن القاضي قد تم تغييره بقاضي أخر , كان الاحرى إضافة قضاة جدد و توسيع الدوائر لإستقبال القضايا الجديدة ويتم إطلاق سراح الأبرياء و التحفظ على المتورطين و المشتبهين , حتى لو فتحت المحاكم اليوم أنا على يقين بأنهم سيأجلون النظر و البث في تلك القضايا كعادتهم .
لازلنا نخضع ونعمل بدستور الجمهورية اليمنية النافذ حتى يومنا هذا , وفي صنعاء مازال هناك رئيس مجلس قضاء أعلى و محكمة عليا وتفتيش قضائي ونائب عام تم تعيينهم وفق الدستور اليمني .
وهل سنعتبر جميع قضاة صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسلطة الإنقلابيين عبارة عن متمردين وغير شرعيين و إنقلابيين وجميع أحكامهم باطلة و غير شرعية أو قانونية , وإن قلنا لا , من ستتبع تلك المحاكم التي تقع ضمن جغرافيا الانقلابيين هل ستتبع السلطة القضائية بصنعاء أم التي بعدن , ستدخلون القضاة والقضاء و المواطنيين في صراع سياسي مناطقي بإمتياز , وقيس على ذلك الموظفين و العمال وغيرهم المتواجدين في تلك المناطق , وكيف سنعتبرهم متمردين ونحن نصرف لهم رواتب ولم تصنفهم الحكومة الشرعية بذلك , ومازال الرئيس هادي يصرح مرارا و تكرارا بأنه رئيس لليمن و اليمنيين جميعآ و محافظا على الوحدة اليمنية .
نقلنا البنك المركزي من صنعاء لعدن , وكانت النتيجة عدم الإعتراف العملي من قبل العالم بذلك النقل حتى يومنا هذا بسبب الإخفاق الكبير بتشغيل البنك المركزي اليمني من قبل الحكومة الشرعية من مقره الجديد في عدن , وهل المحكمة العليا و مجلس القضاء في عدن سيكرر مأساة نقل البنك المركزي الغير مدروسة بطريقة صحيحة , والان ندخل القضاء في الصراع السياسي الذي حاولنا تجنيبه طوال تلك الفترة المنصرمة , لم يصدر رئيس الجمهورية قرار بحل السلطة القضائية بصنعاء و المناطق المسيطر عليها من قبل الإنقلابيين ومعنى ذلك أنها مازالت شرعية و قانونية حتى الان .
من المستفيذ من هذا الانفصام بالشخصية و الازدواجية بالقرارات ولمصلحة من الدخول بهكذا أزمات جديدة و إختلاقها , ومن هو صاحب هذا المقترح .
لست هنا مدافعا عن صنعاء و قضاتها , ولكن هناك من يريد تعطيل عمل المحاكم في عدن بإفتعال المزيد من العراقيل و الأزمات و القرارات الكارثية و إدخالنا في خروقات دستورية جسيمة قد تستخدم مستقبلا في إبطال كثير من الأحكام التي ستصدر ضد أفراد أو جماعات متورطة بعمليات إرهابية أو فساد أو غيرها , بإستطاعة أي محامي رفع دعوى لدى المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية السلطة القضائية العليا المشكلة بعدن , وأن أحد أعضائها قد عوقب سابقا من قبل التفتيش القضائي .