استراتيجية التحالف العربي

من الواضح والمؤكد أن التحالف العربي والمجتمع الدولي والإقليمي توصل إلى نتيجة إن الحل السياسي هو الحل الأنسب للأزمة اليمنية ...
وهذا ما تفرضه المعطيات على الأرض وما يخطط له ان يحصل خلال الأيام القادمة ...فخلال زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى صنعاء مكث اسبوع كامل وأجرى عدة لقاءات حوثية كانت أو مؤتمرية وكما وصلنا ( على سبيل المثال لا الحصر ) انه التقى مع وزير الخارجية ونائبه بشكل منفرد في حكومة الانقلابيين لأكثر من ساعتين  ..
وهذا دليل انه تعامل مع طرفين في الانقلاب كذلك لقائه مع ممثل الحراك الجنوبي المصطنع  في حكومة الانقلابين المتمثل في شخص خالد باراس   ... 
بينما لقائه مع الشرعية في الرياض تعامل مع الكل كطرف واحد وهو الشرعية بكل مكوناتها أو بالأصح مع شرعية مختطفة من حزب الإصلاح...لهذا لم يلتقي مع الإصلاح أو الموتمر بشكل منفرد وكذلك لا توجد مع الشرعية معطيات على الأرض فقط معهم غطاء الشرعية .....
 تأجلت زيارة المبعوث إلى عدن بحجة أن عدن غير آمنة وهذا يعتبر فشل ذريع بحد ذاته للشرعية أولا ثم التحالف  واتاحة فرصه  ذهبية للمجلس الانتقالي للقاء المبعوث في أبوظبي منفرد  وهو الممثل الوحيد للقضية الجنوبية وفق  التفويض الشعبي في  4 مايو 2017 وكذلك من خلال المعطيات على الأرض وكانت رسالة 30 يناير 2018 واضحة المعالم... 
بعد لقاء قيادة المجلس والانتقالي ..آجرى المبعوث لقاء مع أعضاء المؤتمر الشعبي العام  فصيل صالح في أبوظبي برغم انه  لا توجد لديهم أي معطيات على الأرض ...لقائه مع فصيل صالح لم يكن من فراغ أو مثل لقائه مع ممثل الحراك في حكومة الانقلابيين خالد باراس ..
بل كونه يدرك  ومطلع واحد مهندسين معالم وملامح المرحلة القادمة وما يخطط لها ... 
شواهد المرحلة القادمة كثير ة أهمها : 
1- التحفظ على السفير أحمد علي من بداية الحرب ...ثم لقائه   
مع وكيل الخارجية الروسي السيد سيرغي بقدنوف في أبوظبي  مرتين ...الأولى عقب مقتل صالح والثانية يوم 14 أبريل ...
2- تصريح بن دغر فور عودته الأخيرة الى عدن وتوصيفه للقضية الجنوبية .. 
3 - تقدم المقاومة الجنوبية في صعدة وسوف تشتد المعارك خلال الأيام القادمة حين تبدأ معركة تحرير ميناء الحديدة وهو قطع رأس الأفعى برغم الرفض الأمريكي لهذا ولكنها ضرورة حتمية للتحالف ...
4- تحرك قوات طارق صالح من عصب في إريتريا  إلى المخا وتم تسليحها وتموضعها العسكري استعدادا لتحرير الحديدة (وربما تبرز هنا مشكلة وهي عدم قناعة ورضى المقاومة التهامية انها تقاتل تحت قيادة طارق وهنا تتدخل قيادة التحالف وتوضع الحلول )) بعد تحرير الحديدة  أعتقد هنا يكون أول ظهور لأحمد علي بشكل رسمي وربما يكون هناك خطاب سياسي يحدد فيه اتجاهات جديدة ..
5- خروج أو استدعاء  الميسري إلى الرياض خلال الأيام القادمة  تليه تعديلات وزارية...حسب التفاهمات 
6 - الدعوة التي وجهها الميسري لإعادة تفعيل المؤتمر الشعبي العام وكان لها هدف آني وهو رسالة الى المبعوث الخاص وهدف بعيد المرحلة ...
 لمرحلة ما بعد الحل السياسي أن  تم باقليمين... كما نلاحظ هنا أن بن دغر لم يبارك أو يهنئ انعقاد المؤتمر في حينه لأنه يرى أنه الأحق بقيادة المؤتمر خلفا لعفاش .
وربما ينجح في هذا الأمر كونه مقبول من كل قيادات المؤتمر الذين هم في صنعا أو في أبوظبي ومصر وجزء ممن هم تحت الشرعية  وهذا يتم بعد تحرير الحديدة بقيادة طارق ويعتبر هذا تحرير  هو حسن النوايا والمصداقية يهديها  لتحالف عكس قوات الإصلاح الرابضة في تباب مأرب من 2015 ...... 
وهنا يخرج الميسري بدعوة إلى مؤتمر شعبي عام جنوبي هو للمناكفة فقط لا غير مثل ماتم قبل الحرب ...
7- ظهور دولة رئيس الوزراء الأسبق خالد بحاح وأعتقد يلعب دور سياسي في هذة المرحلة. 
8- عقب تحرير الحديدة تحدث كثير من الاختلالات والانفلات الأمني في تعز وربما تسلم كثير من المواقع التي بيد حزب الاصلاح للحوثيين ....
 ولكنها سوف تتحرر وتشهد زغم ثوري وارهاصات ومسيرات مؤيدة لقوات طارق عكس ما حدث هذا الأسبوع تماما ...
9 - المناطق الشمالية التي بيد قوات جنوبية والعكس سوف تحل تحت مظلة التحالف حينها..
الخلاصة مما سبق انه يصبح هناك ثلاثة  أطراف قوية على الأرض هي فصيل صالح والانقلابيين والمجلس الانتقالي في الجنوب والطرف الأضعف هو الشرعية بكل أدواتها... 
وبكل تأكيد يكون المؤتمر الشعبي هنا قد رتب كل أوراقه السياسية والتنظيمية والتجهيز لمعركة أخرى وهي تحرير تعز ....ويساعده هنا أن المجتمع الإقليمي والدولي يرفض جماعة الإصلاح والحوثيين وعلى حدسواء ....
في هذه الأثناء ووفق المعطيات الجديدة تكون  قد تغيرت آراء وأفكار  وحلول المبعوث الخاص لليمن أهمها  دعوة الحوثيين إلى تشكيل حزب سياسي وتسليم كافة الأسلحة والانخراط في عملية مصالحة سياسية تشمل كل الأطراف في الإقليم الشمالي ...
وبكل تأكيد الحوثيين يرفضون هذه الدعوة الأممية
..والدليل واضح هو اطلاق الصواريخ البالستية على مدن سعودية والمبعوث حينها في صنعاء يجري مشاوراته ..
تعود المواجهات العسكرية بكل ضراوة في الساحل الغربي من جهة وكذلك تتقدم المقاومة في البيضاء وتحقق كثير من الانتصارات ...
ومن جانب اخر تتقدم المقاومة الجنوبية ( قوات مكافحة الإرهاب )من الجهه الشمالية في صعدة وربما تتدخل قوات برية لتحالف العربي في صعدة  لتعزيز المقاومة الجنوبيه كونها لا تستطيع تغطية كل المساحات التي تم تحريرها  ومن المحتمل أن  تكون قوات سودانية... وتتوالى الهزائم على الحوثيين في كل الجبهات ..
ومن جانب آخر يتوالى الانضمام من عدة قيادات عسكرية شمالية إلى قوات طارق  صالح وتعلن بعض المحافظات الشمالية تحريرها من الحوثيين ويضيق الخناق على الحوثيين ... وتستمر المعارك إلى أن تحسم عسكريا في الشمال ...
ويصبح الأقوى على الأرض هو طرفين فقط ...المجلس الانتقالي جنوبا ... وقوات المؤتمر الشعبي العام شمالا ..... وتتم مصالحة شمالية شمالية وتشرف دول التحالف العربي على هذه المصالحة وتفرض واقع الإقليمين بحسب المعطيات على الأرض ...
ما تقوم به دول التحالف المشرفة على المصالحة الشمالية وهو ضرورة حتمية لأجل الاستقرار في الشمال هو غربلة لكل المكونات الشمالية  بما فيه حزب الإصلاح والحوثيين يتمخض عن  هذة الغربلة مكون  هو الأقوى يكون المؤتمر متصدر  المشهد ولكن يتغير المسمى بمسمى جديد يكون مظلة سياسية للكل على غرار اللقاء المشترك أو ما شابهه ..
 سوف يلقى هذا المسمى دعم وتأييد محلي وإقليمي ودولي ... وبكل تأكيد يتم تجميد العمل الحزبي في هذه المرحلة بشمال أو الجنوب ....
وفي  الجانب الآخر أي في الجنوب على الانتقالي أن يفتح ذراعيه وصدرة لحوار مع كافة شركائه من الحراك الجنوبي ومع تلك المكونات الحزبية المنفصلة عن الأحزاب اليمنية بمختلف أطيافها  ومشاربها.. 
 والبدء في صفحة جديدة مع الجميع بحسن النوايا من خلال غمرهم بحصص تشجع على احتوائهم  واشراكهم بشكل فعلي في العملية السياسية في الجنوب ... 
وهنا يجب على الانتقالي تأهيل وتوظيف وإعداد الكوادر والوسائل الاعلامية القادرة على أحداث ثورة ثقافية واجتماعية وتنويرية...تنبذ العنف والتطرف والإرهاب والحقد والمناطقية والكراهية وتعزز اللحمة الجنوبية الجنوبية وأخذ الدروس والعبر من كل الأحداث التي حصلت من 67 إلى يومنا هذا ...
وعدم الانجرار لأبسط الفتن الاعلامية التي تتناولها بعض وسائل الإعلام  والتواصل الاجتماعي والقنوات الاعلامية الهابطة ....