ومن حب الانتقالي ما يقتله !!

بما أن الجنوبيون عانوا كثيرا وطويلا من عدم وجود حامل سياسي لقضيتهم يتولى قيادة نضالهم التحرري نحو إستعادة دولتهم السابقة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المنصهره مع الجمهورية العربية اليمنية في وحدة 22 مايو 1990.
وهو الشي الذي طالبوا به كثيرا وناشدوا قيادات ثورتهم ومكونات حراكهم السلمي مرارا وتكرارا بغية تشكيل أو إشهار حامل سياسي يكون قائدا ثوريا وممثلا سياسيا لهم أمام العالم وأداة بها يحققون حلمهم المشروع في إستعادة دولتهم.
وبعد تحقيق ذلك الحلم "إشهار المجلس الانتقالي الجنوبي" وفق تفويض شعبي من قبل جزء كبير من الجنوبيين اعتبره هولا الحالمين بميلاده بمثابة المنقذ لهم من وحل الواقع الوحدوي الذي دفع الجنوبيين ثمن محاولات الخروج منه غاليا" دماء وجروحا واعتقالا وعذابا وتنكيلا وتشردا.
ومن هذا المنطلق انغرس حب المجلس في قلوب هولا وأضحت مهمة مناصرته والدفاع عنه مسوؤلية شخصية ووطنية من وجهة نظرهم يجب عليهم تحملها وبجدارة حفاضا على بقائه متماسكا قويا مواجها كل التحديات متجاوزا كل العراقيل والصعوبات التي تواجهه.
ذلك الحب الذي تحول عند البعض إلى هوس وجنون دفع الكثير من مناصري ومحبي الانتقالي إلى ارتكاب أخطاء فادحة أسأت له إن لم تلحق به إضرارا كبيرة كلفته من سمعته وشعبيته الكثير .
فمن بين محبي بل "مجانين" الانتقالي بعض قيادته العلياء "هيئة الرئاسة" الذين يطلقون لالسنهم واياديهم العنان لتنتج كلاما وتصريحات ومنشورات وتغريدات "طائشة" لاتمت للعلاقنية بصلة ودائما ماتكون نتائجها السخرية من قبل أبسط وعامة الناس فيما يرصدها معارضو الانتقالي وبالتالي تسويقها للنيل منه ومن سمعته وشعبيته.
وكذلك محبيه ومناصريه من الإعلاميين مع احترامي الكبير وتقديري للكثير منهم ولأسلوبهم الراقي في إيصال رسالة المجلس وتنوير المجتمع المحلي والخارجي وتعريفه بقضية الجنوب واهداف ثورته ومطالب شعبه.
اتحدث عن بعض محبي الانتقالي من الاعلاميين  والنشطاء من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي فالكثير من هؤلا ايضا ومن خلال بعض طرحهم السطحي وتناولهم لأشياء ليست ذات أهمية أو بمعنى أوضح أشياء "تافهة" وترك القضاياء المهمة التي تستطيع كشف ممارسات وأخطاء وتجاوزات خصومهم أمام الشعب والعالم الخارجي وأيضا من خلال تعرضهم للآخرين ممن يختلف رأيهم مع الانتقالي "معارضيه" بالسب والشتم والتخوين واتهامهم بالعمالة للخارج وغيره.
هولا ومن حيث لا يعلمون يسيئون للمجلس أيضا بل ويضربون بسمعته وشعبيته عرض اقوى وأقسى حيطان التشويه ويرسمون له صورة سيئة أمام الآخرين من خلال المقالات والمنشورات والتغريدات التي تستهدف قيادات ونشطاء جنوبيين لمجرد أنهم معارضون للمجلس.
أقول ذلك وقصدت الانتقالي وبعض أكرر بعض محبيه ومناصريه لأنني انا كذلك أحبه أيضا وربما بقدر أكبر منهم ولكون سمعته تهمني ونجاحه يهمني وأملي في تحقيقه ما أحلم به أسوة بكافة أبناء الجنوب كبير.
تحدثت هنأ عن الانتقالي بالتحديد ولم اتحدث عن معارضيه من سياسيين واعلاميين و"مفسبكين" ليس لأنهم طاهرون أو مثاليون بل لسبب بسيط جدا وهو لأنهم أسوى و"أخص" بكثير من "أصحابنا".
لهذا أقول إن على من قصدتهم بمقالي هذا مراجعة حساباتهم جيدا وترشيد خطابهم الاعلامي الطائش من خلال ترويض اقلامهم وتسخير ملكاتهم الصحفية والسياسية ان كانو يمتلكونها الى مايخدم مجلسهم ويخدم سياساته وأهدافه ويوسع من شعبيته وحضوره الشعبي والسياسي وبما يساعد قيادته في تنفيذ خططه وبرامجه وترسيخ مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ولم الشمل الجنوبي وتوحيد اراء وأفكار الجنوبيين ورفع مستوى الوعي لدى عامة الشعب الجنوبي وبث روح العمل والعطاء والتضحية فيه.

مقالات الكاتب