للأسف الشديد أن يكون الدين الإسلامي وعقيدته أخر ما يفكر به لدى البعض , والبعض الآخر ممن يتشدقون بالإسلام من علماء أو زعماء أو أحزاب قد يتحالفون مع مليشيات الحوثي الرافضية الاثنى عشرية الإيرانية قبل توبتها أو الرجوع عن أفكارها الشيطانية طمعا بالسلطة فقط لا غير , إنها السلطة المفسدة العظمى , من سبعين عام يتخذ البعض من مهووسي ومتعطشي السلطة من مصطلح الضرورات يبحن المحظورات مبرر لاقتراف كل ماهو مناقض ليس للدين الإسلامي بل للأخلاق والعادات والتقاليد أيضآ .
الانفصاليون الجنوبيون يبحثون عن وطن ضيعه بعض الساسة المتهورين سابقا , الانفصاليون الجنوبيون يبحثون عن وطن ليعيشوا فيه هم وأولادهم بسلام ووئام وبأمن واستقرار , الانفصاليون الجنوبيون كانوا وحدويون حتى النخاع , بينما كان الشماليون مناطقيون وإنتهازيون وإقصائيون حتى النخاع .
الجنوبيون واقعيون جدآ , ووصولوا لقناعة تامة من خلال قراءة الأحداث والمتغيرات والواقع بإستحالة الوحدة اليمنية بعد سيطرة مليشيات طائفية كهنوتية سلالية على الأرض والسلطة في صنعاء .
حرب صيف 94م كانت سياسية مناطقية طمعا بالأرض والثروة , حرب 2015م كانت مناطقية وعرقية وسلالية وطائفية وطمعا بالأرض والثروة وإستعباد الإنسان , فشل طارق محمد عبدالله صالح ( عفاش ) باستقطاب قيادات وجنود الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب التي أسست على يد عمه الراحل عفاش , بسبب أن الثقافة الشمالية دائما ما ترضخ وتسلم وتبايع السيد الجديد القوي فقط .
تحوث من تحوث من قيادات الصف الأول والثاني وحتى الجنود الموالون لعفاش وطارق , وأسدل الستار عن مرحلة عفاش وللأبد , الآن هل يكمل أولاد عفاش وأنجال شقيقه المسيرة بإقتدار أم يفشلوا الايام من ستكشف ذلك , بكلى الحالتين لن يعودوا لسابق عهدهم وسلطتهم وسطتهم , هكذا علمتنا الحياة ودروس التأريخ , ومن لا يتعلم لن يتطور أو يتقدم .
على الوحدويون البحث هذه المرة عن الوحدة في أزقة وشوارع وحواري صنعاء وصعدة وتعز وإب أولا , ولن يجدوها , ولن يجدوا شريك وحدوي هذه المرة أيضا , وسيجدون شريك وحيد لا يؤمن بالآخرين وحقوقهم أو حتى بشراكتهم , وأجزم بأنه من يبحثون عن شراكتهم بصنعاء هم شركاء وحلفاء وأتباع لحزب الله اللبناني والعراقي وحوزة قم بطهران .
نعم مايحدث وسيحدث بصنعاء لن تصدقه أعين وأذان أهل صنعاء قبل ذمار , تمزق النسيج الاجتماعي في قرى وشوارع وحارات صنعاء القديمة والجديدة وباقي مناطق الشمال اليمني , وصار المشرف الحوثي السلالي سيد الأرض والموقف هناك , وصرن الزينبيات الحوثيات يتجسسن حتى على شقيقاتهن وزوجات أشقائهن وجيرانهن وزميلاتهن .
عن أي وحدة تتحدثون اليوم , ومع من ستتوحدون أيضآ , فلا يوجد شريك يؤمن إلا بوحدة النهب والظم والالحاق والتهميش والعبودية والقناديل والزنابيل , لم يستثني الحوثي قبائل صنعاء وكوادرها من الطرد والإقصاء والتهميش من الوظائف العامة المدنية كانت أم العسكرية , العليا أم الدنيا , فكيف سيتيح المجال للتعزيون أو للجنوبيون .
إنتهت الوحدة وماتت , ومن يموت لا يعود إلا بوم البعث والنشور فقط , حتى وإن عادت بثوب جديد وصيغة أخرى , ستموت مرة أخرى وستصبح في خبر كان , لأن النية دائمآ تسبق العمل , والنية السيئة بالغالب تفسد كل الأعمال .