كاتب ومحلل سياسي

تفجير العند .. فشل أمني وإستخباراتي للشرعية

سندين وسنشجب وسنندد بعد كل قصف أو هجوم من قبل مليشيات الحوثي علينا , وكأننا في هدنة دائمة وتوقف للحرب اليمنية هكذا تريد أن تصورنا للعالم شرعية الذل والهوان , وسنندب حظنا العاثر وواقعنا الأليم المليء بالانتكاسات والاخفاقات , والذي فرض علينا فرض من قبل سلطة شرعية فاشلة وفاسدة ومهترئة , ولم ولن تكون في يوم ما عند قدر المسؤولية التأريخية الملقاة على عاتقها في هكذا مرحلة عصيبة وخطيرة .
نحن بحالة حرب حتى اللحظة بإستثناء مؤقت لميناء ومدينة الحديدة , وما حدث بقاعدة العند الجوية قشة ستقسم ظهر الرئيس الكارثة هادي ومن معه من بطانة السوء والفشل , يخافون الحرب ولا يريدون السلام لكي لا ينتهي مصيرهم وتتوقف مصالحهم , نسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والرحمة والجنة للشهداء .
كما هو متعارف عليه حتى لدى القبائل اليمنية عند مشاهدة أو سماع الزنانة ( طائرة بدون طيار )  وهي تحلق فوق أراضيهم يأخذون على وجه السرعة الحيطة والحذر منها , وبهذا المصطلح تعرف جميع أنواع الطائرات بدون طيار بسبب طيرانها المنخفض الذي عادة ما يصدر صوت يسمعه القاصي قبل الداني .
لن نحمل التحالف كما يريد البعض  مسؤولية حماية العرض العسكري الرسمي فهي المرة الأولى التي لم تقدم لقادته دعوة لحضور العرض العسكري بخلاف العادات السابقة  , ولم يتم التنسيق لتأمين العرض مع قوات التحالف كالسابق , بل تحملت رئاسة الأركان وقيادة المنطقة الرابعة ووزارة الدفاع تأمين العرض والإشراف عليه .
حتى القبة الحديدية لإسرائيل تم إختراقها أيضآ , وهناك صواريخ قصفت مدينة مأرب رغم وجود بطاريات الباتريوت , وهناك أيضآ طائرات بدون طيار وصواريخ سقطت على المخا وغيرها من مناطق الساحل الغربي  , لا يوجد أمن وتأمين 100% في العالم أجمع , ما يتحمله التحالف من حماية للأجواء وأراضينا وسواحلنا على مدار الساعة رغم مساحتنا الشاسعة يفوق الخيال والاحتمال البشري , ولن نعفي أنفسنا وقادتنا من تحمل المسؤولية ولو لمرة واحدة في حياتنا .
عرض عسكري لا يتعدى ميدانه ومنصته كيلو متر مربع واحد تقريبا , والمصيبة هو وجود سلاح متوسط مضاد للطيران على متن جميع أطقم الحماية للقادة المتواجدون , ومع هذا لم تكن هناك خطة محكمة لتأمين العرض ووضع خطوط حمراء يحضر تجاوزها حتى لو حلق طيران التحالف دون إذن أو تنسيق مسبق يجب أن يضرب بالمضادات المتوفرة  , حامت الطائرة فوق العرض والمنصة التي يجلس فيها القادة دون أن يستنكر أحد من الحاضرين أو ينتابه بعض من الشكوك أو الفضول لمن هذه الطائرة ومن أين أتت , وهل هي للتصوير أم لغرض أخر .
لا حس أمني لدى الحاضرين جميعآ , وكما يخبرني البعض ممن كانوا بجبهات الساحل الغربي أو في جبهات بيحان وكرش وغيرها أنهم يشاهدون تلك الطائرات تحوم فوق رؤوسهم بصورة شبه يومية , ويتعاملون معها بصورة عفوية وبتلقائية من خلال رميها بما يمتلكون من أسلحة خفيفة أو متوسطة لإسقاطها قبل بلوغها الهدف .
الأخوة الإعلاميين قالوا كنا نضن بأن الطائرة تتبع القوات المسلحة والعرض , والقوات المسلحة تقول كنا نضنها تقوم بالتصوير لصالح قنوات فضائية  , أين منظمي العرض من هذا اللغط والاستهتار  الذي ذهب ضحيته شهداء وعدد من الجرحى من كبار القادة والمسؤولين بالشرعية اليمنية  .
أعتقد بأن على الرئيس هادي مراجعة حساباته جيدآ هذه المرة قبل إصدار تعيينات بمواقع حساسة بالسلك العسكري أو الأمني أو الإستخباراتي , شراء الولاءات على حساب الكفاءات أفضى بنا إلى هذا الوضع المخزي والمزري , وأظهرنا للإقليم والعالم بأن الشرعية اليمنية لم ولن تنتصر على مليشيات الحوثي الإنقلابية بهذه الأدوات الفاشلة التي لم تستطيع تأمين حياتها في مربع لا يتعدى مساحته كيلو متر مربع  .

مقالات الكاتب